“ديربورن – خاص “صدى الوطن
في خطوة فارقة عن المشهد الإسلامي العام، المنقسم طائفيا ومذهبيا على نحو غير مسبوق، أقام الشيخ الشيعي محمد دبوق مجلس عزاء حسيني في “المركز الإسلامي الأميركي” السني الذي يؤمه الشيخ السني محمد مارديني في مدينة ديربورن بولاية ميشيغن الأميركية.
وقد لاقت هذه المبادرة التي أطلقها الشيخان دبوق ومارديني صدى إيجابيا لدى الجاليتين العربية والإسلامية في منطقة مترو ديترويت، خاصة بما تنطوي عليه من دعوات لرص الصفوف ونبذ الانقسامات الطائفية والحساسيات المذهبية التي باتت تتعمق أكثر فأكثر على خلفية
الانقسامات السياسية في بلدان الشرق الأوسط.
وأمام حضور حاشد من أبناء الطائفتين السنية والشيعية، وبحضور قيادات وفعاليات مجتمعية، قال الشيخ دبوق: “نريد من خلال إقامة مجلس عزاء حسيني في مسجد سني نشر رسالة لا تحتمل أية سوء فهم، وهي أننا أبناء دين واحد، رسالته السماحة والسلام“.
من ناحيته، أشار الشيخ مارديني إلى أن إرث الإمام الحسين عليه السلام ومكانته ورمزيته الدينية ليس وقفا أو مقتصرة على طائفة واحدة، وإنما هي تخص جميع الطوائف الإسلامية“.
وأضاف بالقول “في هذا الوقت الذي يتعرض فيه المسلمون لأبشع عمليات التمييز والقتل، فنحن بأشد الحاجة لهذه الوقفة التضامنية، خاصة في ذكرى أيام عاشوراء التي قدم فيها الإمام الحسين أنصع مثال على أنه محرر للإنسان“.
وأشاد ناشر صحيفة “صدى الوطن” أسامة السبلاني بالمبادرة، وقال “إننا اليوم أكثر من أي وقت مضى بحاجة للالتقاء والتضاعد لأن الأخطار التي تتهدد المسلمين لا تفرق بين السنة والشيعة“.
وأضاف “إن ما نراه اليوم في فلسطين من قتل وتنكيل بالفلسطينيين أمام مرأى العالم ومسمعه من دون أن يستطيع العالم العربي والإسلامي تحريك ساكن، هو دليل على ضعف أدائنا وتشتت مواقفنا التي نخرتها خطابات الطائفية الضيقة“.
ووصف “الطائفية” بالمرض العضال الذي يضرب مجتعماتنا العربية ويحولها إلى هياكل عاجزة عن أداء أبسط أدوراها ومهامها، وقال “في الوقت الذي تنتشر فيه الزبالة في شوراع بيروت من دون أن يكون باستطاعة المسؤولين إيجاد حل لهذه المعضلة التي باتت تهدد مستقبل لبنان السياسي، فإن من النفايات البائسة تملأ خطاباتنا الدينية والمذهبية وتعمل على تعميق الكراهية ومشاعر الثأر“.
وتابع بالقول: “بكل أسف، فإن الانقسام الطائفي الذي يضرب المجتمعات العربية قد وصل إلى المغتربات والمهاجر في أوروبا وأميركا التي يتعرض فيها الإسلام لحملات منظمة وواسعة من التشويه والتحريف المتعمد من أجل الإساءة لصورة الإسلام والمسلمين“.
وأكد السبلاني بالقول “لا بديل عن العمل معا، سنة وشيعة، لمواجهة أمواج التطرف العاتية وحملات الإسلاموفوبيا، فنحن في قارب واحد، فإما أن ننجو معا وإما أن نغرق معا
Leave a Reply