حسن عباس – «صدى الوطن»
للعام الخامس على التوالي، أطلق «مجلس مسلمي ميشيغن» MMCC حملة رمضانية لإطعام الفقراء والمعوزين في جنوب شرقي ميشيغن من ٢٦ أيار (مايو) ولغاية نهاية الشهر الفضيل.
الحملة التي حملت اسم «رمضان ضد الجوع»، انطلقت يوم الأحد الماضي، وتتضمن العديد من الفعاليات لتوزيع ما يزيد عن 110 آلاف باوند من المواد الغذائية على المحتاجين والمساكين وأبناء السبيل.
ويتطلع المشرفون على حملة الإطعام السنوية في «مجلس مسلمي ميشيغن» –ومقره بمدينة رويال أوك– إلى تعميق المشاركة المدنية للمسلمين الأميركيين وتعزيز انخراطهم التطوعي والخيري في مجمل المجتمعات التي يعيشون فيها.
وفي هذا السياق، أكد عضو الهيئة الاستشارية بالمجلس، الدكتور مزمل أحمد، على أن المجلس يحرص على تنظيم أعضائه لكي يكونوا فاعلين في تحسين حياة الآخرين بولاية ميشيغن، سواء أكانوا مسلمين أو من أتباع ديانات أخرى.
أحمد، وهو طبيب في اختصاص المسالك البولية في مستشفى «بومانت»، أشار إلى أهمية العمل التطوعي على مدار السنة، وفي شهر رمضان على وجه الخصوص، لاسيما وأن «معاني الشهر الفضيل لا تقتصر على أداء الشعائر الدينية وتلبية الاحتياجات الروحانية»، وقال: «إن رمضان هو شهر الإيثار والتضحية بالنفيس والمساهمة في مساعدة الفقراء، إضافة إلى التعاطف والتضامن مع الأشخاص الأقل حظاً في الحياة، هؤلاء الذين لا يجدون قوت يومهم».
وأضاف: «لرمضان تأثير إيجابي على المجتمع من حولنا، وهذا شيء مهم لعقائدنا ، فمثل هذه الفعاليات التطوعية تتيح لإيماننا أن يكون سلوكاً عملياً يساهم في تحسين حياة الآخرين ومساعدتهم على مواجهة التحديات التي تحدق بهم».
وأكد على أن الشهر الفضيل هو «الوقت المناسب للإحسان وللأعمال الخيرية، لأن المسلمين يدركون تماماً معنى التزاماتهم الدينية تجاه أنفسهم وأقاربهم وجيرانهم، وتجاه الآخرين كذلك»، لافتاً إلى أن المجلس يقوم بتوثيق مجمل النشاطات والفعاليات التي يقيمها المسلمون في ميشيغن.
وقال: «إن التوثيق هو أمر مهم للغاية، فإلى جانب منظمتنا، يوجد العديد من المنظمات الإسلامية الأخرى، التي قامت بعمل رائع خلال السنوات السابقة، والتي غالباً ما يمر عملها دون أن يرصده أحد». وأضاف: «لقد انتهزنا الفرصة لتوثيق جهودنا، لأن هذا من شأنه أن يساعد في تغيير المفاهيم الخاطئة حول المسلمين، كمجتمع منعزل غير معني بما يحدث في محيطه، وفي عموم الولاية».
وأشار إلى أن حملات الإطعام وغيرها من أنشطة المشاركة المدنية تساعد في إلقاء الضوء على إسهامات المسلمين، وقال: «نشرف على عدة فعاليات غذائية خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان، حيث نقوم بتوضيب وتوزيع ما يزيد عن 110 آلاف باوند من الأطعمة وتوزيعها على الناس في أنحاء شتى بجنوب شرقي ميشيغن»، مؤكداً أن «التوزيع سيطال جميع المحتاجين والمعوزين بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو الاثنية أو العرقية».
وبحسب أحمد، فإن المجلس يتعاون مع عدد من المساجد المحلية ومنظمات الخدمة الاجتماعية لتنفيذ الحملات الغذائية، وذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، بنك الغذاء «غلينرز».
بالإضافة إلى الحملات الغذائية خلال رمضان، يقوم المتطوعون في «أم أم سي سي» بإعداد الطعام أسبوعياً، وتقديمه إلى «مطابخ الحساء» المحلية التي توفر الوجبات الساخنة للمحتاجين والمشردين، مثل منظمة «نايبرهود سرفيس» التي تدير العديد من المواقع المماثلة بديترويت.
وأشار إلى أن الأول من حزيران (يونيو)، سيشهد أكبر عملية توزيع للوجبات بالتعاون مع مراكز «التوحيد» في منطقة ديترويت الكبرى، ومشاركة عشرات المتطوعين الذين سيوزعون محتويات ست شاحنات من المواد الغذائية أمام متجر «سامز كلوب»، على شارع ويكسوم بمدينة نوفاي.
وقال: «إن واحداً من أهداف المجلس هو تنسيق الحملات الغذائية التي تديرها المنظمات الإسلامية الأخرى خلال شهر رمضان»، لافتاً إلى أنها «تمنح المسلمين في جميع ميشيغن فرصة الالتقاء والاندماج في المجتمعات التي يعيشون فيها».
ولا تقتصر الأنشطة التطوعية في «أم أم سي سي» على حملات الإطعام الخيرية في شهر رمضان، إذ شارك المجلس في جهود إغاثة سكان مدينة فلنت خلال أزمة تلوث المياه بالرصاص، وكذلك مساندة الموظفين الفدراليين وعائلاتهم خلال الإغلاق الحكومي، بداية العام الجاري. كما يشارك المجلس في تنظيم «يوم المسلم» في مبنى الكابيتول بالعاصمة لانسنغ، والذي يجمع المسلمين سنوياً بممثليهم في المجلس التشريعي.
للراغبين بالتطوع أو التبرع، يمكن زيارة الموقع الإلكتروني: mimuslimcouncil.org
Leave a Reply