دوربان – في تحدٍ لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي اللذين يهيمن عليهما الغرب، أقرت مجموعة الـ«بريكس»، التي تشمل روسيا والصين والهند وجنوب افريقيا والبرازيل، على انشاء مصرفها الخاص للتنمية، وفقا لما أعلنه رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما في القمة الخامسة للمجموعة والتي عقدت في مدينة دوربان بجنوب إفريقياالأسبوع الماضي.
وقال زوما أن مهمة البنك الجديد ستكون «تحريك الثروات ودعم أعمال البنى التحتية والتنمية المستدامة في الدول الصاعدة والنامية». وأوضح زوما أن مساهمة كل دولة في رأس مال البنك لم تحدد حتى الآن.
وسيعتبر البنك الجديد مكملا للمؤسسات المالية الدولية الموجودة بالفعل مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. وتعمل «بريكس» أيضا على انشاء صندوق احتياطي للعملات بقيمة مبدئية 100 مليار دولار، لاعطاء الأعضاء استقرارا ماليا.
واتفقت المجموعة أيضا على انشاء مجلس للاعمال والتجارة ومركز دراسات خاص بـ«بريكس».
ويفترض أن يجهز بنك الـ«بريكس» الجديد الذي أعربت جنوب أفريقيا عن رغبتها في استضافته، في البداية، برأسمال يقدر بخمسين مليار دولار، أي بمساهمة حجمها عشرة مليارات لكل بلد. ويتوقع أن تضع المجموعة باحتياطي البنك 240 مليار دولار، وهو جزء من احتياطيات دول المجموعة الهائلة من العملات المقدر حجمها بنحو 4.4 تريليونات دولار تملك الصين ثلاثة أرباعها.
ويهدف البنك لمساعدة دول بريكس إذا دعت الحاجة، مما يسمح لها بتفادي الاستعانة بصندوق النقد الدولي.
وتشكل مجموعة بريكس تكتلا من الاقتصادات المتفاوتة بديناميتها يطغى عليها العملاق الصيني الذي يعد ثاني أكبر اقتصاد بالعالم بعد الولايات المتحدة، وعام 2011 احتلت الصين المرتبة الأولى بين المصدرين العالميين، وهي أكبر بلد من حيث عدد السكان بتعداد يصل 1,34 مليار نسمة، ويمتاز اقتصادها بنمو متزايد بالرغم من تباطؤ طفيف العام الماضي، ويتوقع أن تحقق نموا بنسبة 8,2 بالمئة هذه السنة.
أما العضو الثاني في «بريكس» من حيث القوة الاقتصادية فهو البرازيل التي تصنف سادس قوة اقتصادية في العالم، مع تعداد سكاني يبلغ 196 مليون نسمة، وتقع بالمرتبة 22 بين المصدرين بالعالم. ويتوقع أن يحقق اقتصادها نموا بنسبة 3,5 بالمئة عام 2013 وفق صندوق النقد.
أما روسيا فتعتبر تاسع قوة اقتصادية عالمية، وتعد المصدر العالمي الثامن للنفط والغاز، فيما يقدر تعدادها السكاني بنحو 142 مليون. ويتوقع أن يسجل إجمالي ناتجها الداخلي نمواً هذه السنة بنسبة 3,7 بالمئة مقابل 3,6 بالمئة العام الماضي.
أما الهند العملاق الديمغرافي مع تعداد سكاني يبلغ 1,24 مليار نسمة، فتعد قوة اقتصادية أكثر تواضعا وتحتل المرتبة العاشرة بالعالم. ومعدل نموها تراجع من 7,9 بالمئة عام 2011 إلى 4,5 بالمئة عام 2012، يتوقع أن يعاود معدل النمو الهندي ارتفاعه هذه السنة إلى 5,9 بالمئة.
أما جنوب أفريقيا، وهي الوحيدة من قارة أفريقيا في المجموعة، فتعد أصغر قوة اقتصادية في المجموعة ولها تعداد سكاني نحو 53 مليون نسمة. ويتوقع أن يتسارع نمو جنوب أفريقيا هذه السنة بنسبة 2,8 بالمئة وفي العام المقبل 4,1 بالمئة.
ويبلغ إجمالي الناتج المحلي لدول «بريكس» مجتمعة أقل من 15 تريليون دولار، ويبقى أقل من إجمالي الناتج المحلي للولايات المتحدة الذي يبلغ 15,65 تريليونا. ويقطن مجموعة دول البريكس حوالي نصف سكان العالم، الأمر الذي يجعل منها أكبر أسواق العالم من حيث أعداد المستهلكين، ومن المتوقع مع استمرار ارتفاع متوسط نصيب الفرد من الدخل أن تصبح كذلك أكبر الأسواق الاستهلاكية، ما سيمنحها فرصاً أكبر للنمو.
Leave a Reply