بيروت – صدرت مؤخراً مجموعة شعرية للمرجع الشيعي اللبناني الراحل آية الله محمد حسين فضل الله ضمت بين دفتيها قصائد حافلة بالوجدانيات تعبق بالفكر والتأمل، بأسلوب لا يغفل المسحة الصوفية والتي تتناسب مع مرجع ديني عرف عنه انفتاحه على كافة أشكال الفكر والإبداع.
وصدرت المجموعة التي حملت عنوان “في دروب السبعين” عن “دار الملاك” في بيروت، ووزعتها جريدة “السفير” اللبنانية هدية مع أحد أعدادها، لتكون مجموعة يتيمة لأنها خرجت إلى الحياة بعد رحيل صاحبها الشهر الماضي عن عمر ناهز الخامسة والسبعين.
وتتميز المجموعة بالنفس الوجداني المتأمل والمؤمن والمتسائل، وقد حملت بعض القصائد تاريخا يعود إلى سبعينيات القرن الماضي بينما خلت غالبيتها من أي تاريخ، لكن عنوان المجموعة “في دروب السبعين” يعطي للقارئ انطباعا لتقدير زمنها.
وبعد البسملة، تبدأ المجموعة بقصيدة قصيرة تقول:
من دمي لا من تهاويل حياتي
تبدع اللهفة أسرار شكاتي
وتثير الدرب حولي أنجمــا
يبعث الحب بها فجر حياتي
فأضم اللحن في تهويمـــة
عذبة تمرح فيها أمنياتـي
وعلى روحي من صوفيتـي
نغم عذب كأحلام سباتـي
وفي القصيدة التي تلتها يتجلى النزوع -أو الرجوع بحسب لغة المتصوفة- إلى العالم العلوي عندما يقول الشاعر:
وأنا هائم وروحي تلتاع
ودنياي في سماك تجول
استحث الخطى إليك كأن
الشوق في جانحي نار أكول
حملتني روحي إليك فباركها
وروحي كما علمت بتول
يُذكر أن المرجع الشيعي الراحل كان قد كشف لوكالة “رويترز” للأنباء صيف 1990 تجربته الشعرية، وبعد ذلك بأشهر نشرت له “دار الريس” للكتب مجموعة شعرية بعنوان “على شاطئ الوجدان” تناول فيها الشاعر بحس وجداني مرهف مشاعر النفس البشرية.
بيد أن قلة قليلة تتذكر أو اطلعت على بعض نتاج فضل الله الشعري الذي نشر أيام شبابه لأنه كان مقلا إلى حد كبير.
Leave a Reply