ديترويت – «صدى الوطن»
كشف محامي العربي الأميركي المقيم فـي ديربورن هايتس خليل أبو ريان المتهم بدعم تنظيم «داعش» الارهابي والتخطيط للهجوم على كنيسة، عن معلومات خطيرة تتضمن ان موكله قد تم الإيقاع به من خلال «استدراجه وإغوائه» من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) فـي ديترويت.
ففـي جلسة الاستماع المخصصة لاستجواب أبو ريان، التي أقيمت بعد ظهر الثلاثاء الماضي، أصر تود شانكر، المحامي الذي عينته المحكمة للدفاع عن المتهم، فـي مرافعته بأن موكله ليس خطراً على المجتمع مؤكداً أن «مخبرة سريَّة فـي مكتب التحقيقات تقرَّبَتْ من أبو ريان عاطفـياً وحاولت دفعه ليصبح راديكالياً متطرفاً».
ويواجه أبو ريان (٢٢ عاماً) حالياً تهمة حيازة سلاح ناري بشكل غير قانوني وكميات من الماريوانا، ولكن هناك أيضاً شكوى قانونية ضده تدعي بأنه يؤيد «داعش» حيث تشير وثائق الادعاء الى أنه أبلغ مخبرة سريَّة أنه أراد مهاجمة إحدى الكنائس فـي ديترويت، لكنه حتى الآن لا يواجه أي تهم تتعلق بالإرهاب.
وتوصلت هيئة محلفـين كبرى (غراند جوري) الى قرار بعدم توجيه تهم لها صلة بالإرهاب لأبو ريان، فـي خطوة تقطع الطريق أمام الادعاء الفدرالي لتوجيه هذا النوع من التهم.
وقال الإدعاء الفدرالي فـي محكمة ديترويت، أن المُدَّعى عليه قد أطلق أقوالاً مهلوسة أثناء تراسله مع العميلة السرية مما يشير الى إصابته بمرض عقلي.
وبدوره قال شانكر إن عميلة سرية مع مكتب التحقيقات الفدرالي «تقرّبت من أبو ريان بعد أن كان قد تم القبض عليه بتهمة حيازة الماريوانا فـي شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، فـي الوقت الذي كان يشعر فـيه بالاكتئاب والضعف».
ووفقاً لشانكر فإن العميلة السرية التي تواصلت مع أبو ريان عبر الانترنت، لعبت دور عراقية أميركية عمرها ١٩ عاماً إسم جينا برايد. وقالت لأبو ريان أن أقاربها قتلوا على يد مسلحين متطرفـين شيعة فـي العراق، وانها كانت متزوجة من رجل توفـي وهو يقاتل فـي صفوف «داعش» فـي سوريا».
وأردف شانكر، أن موكله المتهم أبلغ المخبِرة عدة مرات أنه لا يريد إيذاء الناس لكنها دأبت على القول له «أنت مزوَّر».
وتابع «أن أبو ريان والمخبرة انقطعا عن المراسلة لبضعة أيام بسبب نشوب خلاف بينهما ثم أرسلت له صورة قلب مخلوع فـي رسالة على حسابه على «تويتر»، سائلةً إياه «لماذا هجرتني؟».
لا بندقية ولا رصاص
وتنص وثائق مكتب التحقيقات الفدرالي «أن أبو ريان أَعْلَم المخبرة انه كان قد اشترى بندقية ودشمة من الرصاص وقناعاً للهجوم على كنيسة محلية»، الا أن محامي أبو ريان رد بأن موكله كان يكذب مجاملة لبرايد، بدليل أن مكتب «أف بي آي» لم يجد بندقية أو رصاصاً مطابقاً لوصفه لدى تفتيش منزل المشتبه به.
لكن عثر على قناع أحمر من البلاستيك فـي شركة يملكها والد أبو ريان، حيث كان الابن يعمل. ووفقاً لشانكر فإن والد أبو ريان كان يمتلك القناع منذ سنوات طويل ولبسه فـي عيد «الهالوين».
«عندما ننظر إلى مجمل القضية هذه، تعرف ان هناك سبباً وجيهاً لعدم الصاق تهمة الإرهاب به»، أكد المحامي.
وعن الاعتقال بسبب حيازة سلاح ومخدرات، أوضح شانكر أن أبو ريان اشترى بندقية للحماية الشخصية فـي العمل. وبعد إطلاق سراحه، حاول أبو ريان التقدم بطلب للحصول على رخصة سلاح لنفس الغرض.
واستدرك ان البندقية الأصلية التي اشتراها أبو ريان هي واحدة من أصغر وأبطأ البنادق ولن تكون فعَّالة فـي هجوم إرهابي. وأضاف «لا يوجد لديه خلفـية جنائية.. هو شاب استثنائي يعمل بجد واجتهاد».
لكن ممثل الادعاء الفدرالي، رونالد ووترستريت، فند حجة شانكر مشيراً إلى أن أبو ريان أظهر علامات التطرف قبل فترة طويلة من تعرفه على ببرايد حيث التقى بها بعد إلقاء القبض عليه لأول مرة فـي عام ٢٠١٥، ووفقاً لووترستريت كان أبو ريان يشارك فـي نشر مقاطع فـيديو لوقائع إعدامات وحشية بثتها «داعش» على وسائل التواصل الاجتماعي فـي وقت مبكر من شهر تموز (يوليو) الماضي.
وصرح ووترستريت أنه بعد أنْ وصف أحد مؤيدي «داعش» شريط فـيديو يتضمن قتل الناس برميهم من أعلى المباني ثم إطلاق النار عليهم، طلب أبو ريان رابطاً للشريط وأعاد نشر الرابط معلقاً «شكراً لك أخي، هذا حسَّن يومي».
كما نشر أبو ريان مقطعاً من فـيديو آخر مدته ٢٢ دقيقة يضم عمليات إعدام من قبل «داعش» متفاخراً أنه شاهده خمس مرات فـي ذلك اليوم. وذكر المدعي العام انه لم يتمكن من مشاهدة سوى بضع دقائق من الفـيديو بسبب فظاعته.
ووصف وضع المتهم بأنه «خليط من الأمراض النفسية وتعاطي المخدرات ودعم «داعش» وهذا يجعل من أبو ريان خطراً على المجتمع».
ونقض شانكر كلام المدَّعي العام موضحاً انه كان يجب على الحكومة أن تتصل بعائلة أبو ريان حول أشرطة الفـيديو، بدلاً من إرسال مخبِرة لجعل موكله راديكالياً. ووافق قاضي التحقيق ستيفن والين مع الادعاء، وأمر باستمرار اعتقال أبو ريان من دون كفالة حتى إتمام الإجراءات القانونية المرعية.
وقال القاضي والين إن حقيقة أن أبو ريان ليس لديه خلفـية جنائية لا يضمن أنه لن يضر الناس، مستدلاً بالسجل الجنائي «النظيف» لمطلقي النار فـي سان برناردينو بكاليفورنيا. ومع ذلك، أعرب والين عن تعاطفه مع أفراد عائلة المتهم الذين حضروا الجلسة، قائلاً أنه لا يوجد لديه سبب للاعتقاد أنهم ليسوا مواطنين صالحين.
القدرة العقلية للمتهم
فـي بداية الجلسة، شكك ووترستريت بقدرة أبو ريان العقلية للمثول للمحاكمة. وكشف المدعي العام تفاصيل كانت قد حُذِفَتْ من الشكوى الجنائية التي تزعم أن أبو ريان يدعم «داعش».
ووفقاً لووترستريت كان أبو ريان أفضى لبرايد أنَّ الشيطان يتحدث معه أثناء الليل ويقول له بأن يقوم بـ«أشياء سيئة»، بما فـي ذلك إيذاء الناس وأن الشيطان كان يظهر له على شكله هو.
وسألت المخبِرة أبو ريان إذا أراد أن يأمر الناس لـ«داعش» أو لنفسه، فأجاب المدعى عليه «لي فقط». ثم استدرك «أعتقد أنني بحاجة للمساعدة»، وفقاً للادعاء.
واستشهد ووترستريت بكلام أحد أفراد عائلة المتهم «ان وصمة العار المتعلقة بالصحة النفسية فـي الجالية العربية الأميركية قد منعت أبو ريان من تلقي العلاج».
لكن شانكر أصر على أن موكله بكامل وعيه. وسأل القاضي أبو ريان إذا كان يفهم الاتهامات الموجهة ضده.
«أنا هنا بسبب حيازة سلاح ناري فـي حين انَّي استعملت الماريوانا بشكل غير قانوني»، أجاب أبو ريان. ثم شرع محامي الدفاع بسؤال أبو ريان الأسئلة العامة البسيطة، فرد المتهم بشكل صحيح.
وأكد شانكر أن أبو ريان «قد يكون لديه مشاكل عقلية لكنه بكامل وعيه بما يكفـي للمساعدة فـي الدفاع عن نفسه وفهم العواقب القانونية لقضيته».
ورفض القاضي طلب الادعاء لعقد جلسة لتحديد قدرات المتهم العقلية.
«سعادة القاضي هل يمكن أن أعانق والدي»، فاجأ أبو ريان القاضي والين فـي نهاية الجلسة.
وترك القاضي المسألة إلى الحراس الفدراليين فـي قاعة المحكمة الذين رفضوا الطلب.
Leave a Reply