ديترويت - منذ 35 عاماً ومحامي الهجرة ديفـيد وينغر يشهد المآسي التي تعيشها عائلات موكليه الذين يتم ترحيلهم بسبب قوانين الهجرة. آباء وأمهات يفارقون فلذات أكبادهم، والبعض من هؤلاء لا تشوب سجلاتهم الجنائية شائبة والبعض إرتكبوا جنح بسيطة، وآخرون أصبح لهم ارتباطات قوية هنا فـي أميركا، لكن هذا كله لم يشفع لهم. وتابع وينغر بالقول للمحكمة بأنه طالما شهد الآباء والأمهات فـي محاكم الهجرة يتسولون القضاة لإبقائهم وعدم ترحيلهم من الولايات المتحدة، وكذلك كان يفعل المحامون ولكن دون جدوى فالجواب دائما بالرفض، وعندئذ يجهشون بالبكاء على الأطفال.
وقال وينغر (70 عاماً) إنه عقب أكثر من ثلاثة عقود فـي المهنة وجد نفسه مرة يخالف القانون لتجنيب موكله خطر الترحيل، وذلك بنصيحته له بعدم الكشف عن إدانته بسوء السلوك الجنسي قبل عقد من الزمن، ما كلّف وينغر مهنته وحريته حيث حكم عليه فـي الخامس من شباط (فبراير) الجاري بالسجن 18 شهراً، مما أثار سخط محاميي الهجرة الذين قالوا بأن وجع القلب والصراع الذي يشهدونه فـي المحاكم دون جدوى للموكلين يفوق الإحتمال.
وأضاف وينغر «كنت أدرك ما سيكون عليه مصيري حين وقفت الى جانب موكلي، أنا أعلم بأن الذين يتم ترحيلهم لن يسمح لهم بالعودة لأميركا وهم سيكونون فـي حال أفضل فـي بلادهم، الذي جعلني أعتصر ألما إبنة موكلي وليس موكلي ذاته». وقال وينغر فـي مقابلة من سجنه مع صحيفة «ديترويت فري برس» «لا أعرف ما الذي دعاني الى إرتكاب هذا الخطأ.. لقد أفسدت كل شيء».
ويشار الى أن موكل وينغر فـي القضية التي أدت الى سجنه ومنعه عن مزاولة المهنة، هو مهاجر ألباني (45 عاماً) جاء لأميركا وعمره ستة شهور ولم يتم ترحيله برغم عدد من الجنح المدان بها، ورغم صدور مذكرة فـي العام 2013 بترحيله إلا إن سلطات الهجرة أكدت للصحيفة أنه ليس هناك خطط لترحيله، وكان الرجل إعترف للمحققين بأن محاميه نصحه بإخفاء إدانته فـي قضية سوء السلوك الجنسي. تجدر الأشارة الى أن شرطة الهجرة والجمارك (آيس) رحلت أكثر من 235 ألف مهاجر السنة الماضية نصفهم تقريباً غير مدانين.
Leave a Reply