كانتون – كشفت القناة المحلية الثانية، التابعة لشبكة «فوكس» عن قيام محامٍ عربي من مدينة ديربورن هايتس بخداع أرملة طاعنة في السن واستغلال فقرها المدقع ليستحوذ –مقابل ألفي دولار فقط– على المنزل الذي ورثته عن زوجها في مدينة كانتون، والذي تقارب قيمته الفعلية 375 ألف.
وأظهر التقرير الذي نُشر على الموقع الإلكتروني للقناة الإخبارية قيام المحامي محسن (مو) عيد بنقل سند ملكية المنزل إلى شركة عقارية باسم «ري–يونيون برابرتيز» مقابل عشرة آلاف دولار، إلى جانب عقد تأجير يسمح للأرملة العجوز بالعيش في المنزل طالما استمرت في دفع الإيجار الشهري.
ولكن صاحبة المنزل الأصلية، جولييت لونغ (81 عاماً)، ادعت بأنها لم تتلقَ سوى ألفي دولار، مؤكدة أن عيد جعلها توقع على بيع منزلها دون علمها بذلك.
ووجد التقرير بأن شركة Reunion Properties العقارية لا تضم سوى عضو واحد فقط، وهي زوجة المحامي نفسه، دلال عيد، بوصفها «وكيلاً عقارياً مسجلاً» لدى الشركة التي تبين أن عنوانها ليس إلا صندوق بريد في أحد فروع شركة «يو بي أس».
تفاصيل القصة
بحسب القناة المحلية الثانية، توفي زوج جولييت لونغ العام الماضي، بعد أن عاشا سوياً في منزلهما بمدينة كانتون لمدة ثلاثة عقود تقريباً، وهو ما دفع المرأة الإفريقية الأميركية إلى تكليف وكيل عقاري ببيع منزلها بعد أن قررت الانتقال للعيش مع شقيقتها.
وبالفعل تم طرح منزل لونغ للبيع بسعر 375 ألف دولار، وفي غضون أسابيع قليلة حصلت على عرض من شأنه أن يوّفر لها عشرات آلاف الدولارات، بعد إيفاء المبالغ المترتبة على العقار (كالأقساط البنكية والمستحقات الضريبية)، .
وبينما كان الوسيط العقاري يتابع إجراءات إتمام الصفقة، تبيّن له أن جولييت قد وقّعت على عقد نقل ملكية المنزل (لطرف آخر).
ولدى سؤالها عن الأمر، ذكرت جولييت أن المشتري المزعوم قدّم نفسه على أنه وسيط عقاري، وأنها عندما وقعت على الأوراق التي قدمت إليها، لم تكن تعلم بأنها تتخلى عن ملكية منزلها، وإنما كانت تريد فقط الحصول على بعض المال لشراء مواد غذائية وبعض الحاجيات الأساسية.
وكانت جولييت قد اتفقت في 26 آب (أغسطس) الماضي مع الوسيط العقاري كوبر براون –بحضور ابنتها– على طرح المنزل للبيع بسعر 375 ألف دولار.
وأوضح براون بأن المنزل ظل معروضاً لمدة شهرين تقريباً، قبل اكتشافه أن جولييت قد باعته بالفعل، وأن العقد الذي وقعته كان سليماً ومستوفياً كافة الإجراءات. وقال «انتابني شعور بأنه يتوجب علي تحصيل بعض المعلومات حول سند الملكية قبل الشروع في عملية إتمام الصفقة. وبالفعل وجدت بأن المنزل غدا من ممتلكات شركة عقارية أخرى».
تقرير لقناة «فوكس» المحلية يكشف عن استغلال أرملة مسنة والاستحواذ على منزلها مقابل حفنة من الدولارات
ما الذي حصل؟
بعد حوالي أسبوع من إدراج المنزل في السوق العقاري، أوضحت جولييت بأن شخصاً طرق عليها الباب مدعياً أنه سمسار عقاري.
وقالت لمراسل القناة المحلية الثانية: «لا أعتقد أنه أخبرني باسمه ولم يقل إنه محام، بل قال إنه يعمل في العقارات».وأردفت: «ذلك اليوم كنت مستاءة للغاية.. دخل عليّ (عيد) ولم يكن لدي أية بقالة، كما لم يكن بحوزتي أية نقود».
وبحسب التقرير، فقد عرض عيد على لونغ ألفي دولار حالاً، وهو مبلغ كانت الضحية بأشد الحاجة إليه، وكل ما كان عليها أن تفعله هو التوقيع على بعض الأوراق التي لم يكلف عيد نفسه حتى عناء طباعتها، حيث تم ملء المعلومات المطلوبة في العقد بخط اليد.
من جانبها، أكدت جولييت بأنها لم تكن تعلم بأنها تتخلى عن منزلها عندما وقعت على تلك الأوراق.
وبعد شهرين، عندما أخبرها الوسيط براون بأن منزلها قد تلقى عرضاً بأكثر من 300 ألف دولار، لم تكن لونغ تدرك أنها لم تعد صاحبة المنزل. وقالت: «هذا يحزنني للغاية، كان عليّ أن أكون على معرفة بالأشياء بشكل أفضل».
على أثر ذلك، عمد وكيل لونغ إلى تقديم تقرير لشرطة كانتون بدعوى أن موكلته وقعت ضحية عملية احتيال، لكن الشرطة ردت بأن القضية مدنية، فانتهى به الأمر إلى تقديم التماس إلى القضاء المحلي للنظر في القضية، لكن في حقيقة الأمر كانت أوراق عيد سليمة قانونياً.
من هو عيد؟
مو عيد كان يعرف سابقاً باسم محسن مشهور قبل أن يقوم بتغيير اسمه في عام 2015، وهو يعيش في منزل بديربورن هايتس ويقود سيارات مسجلة باسم زوجته دلال عيد.
وفي محاولة لاستقصاء مزيد من المعلومات حول «ريونيون»، قصدت القناة المحلية الثانية عنوان الشركة لتجد أنه فرع لشركة «يو بي أس»، وأن مقر الشركة ليس إلا مبنى مهجوراً وخالياً من أي لوحات تعريفية. أما عندما قصدت منزله في ديربورن هايتس، فقد قام شخص مجهول باستدعاء الشرطة، ما حال دون الحديث معه، حسبما جاء في تقرير القناة.
في نهاية المطاف، رصد مراسل «فوكس»، المحامي عيد وهو يخرج مهرولاً من متجر «وولمارت»، ولما حاول التحدث إليه بشأن استغلال المرأة المسنة، بدت عليه علامات الارتباك، وحاول التخلص من المقابلة بدعوى الانشغال، لكنه أقر بنقل سند ملكية المنزل زاعماً أن الصفقة أُبرمت لصالح أحد موكليه.
وقال عيد إنه لم يسجل سند الملكية الجديد باسمه، وإنما قام بتحويل ملكية العقار إلى شركة «ريونيون»، وعندما سئل عما إذا الشركة مملوكة لزوجته، أنكر ذلك، واعتذر عن إكمال المقابلة.
وسخر التقرير من انشغال عيد وتهربه من الإجابة على الأسئلة، وقال: «إنه رجل مشغول جداً. لنتذكر إنه كان مشغولاً للغاية، لدرجة أنه لم يجد الوقت لطباعة العقد الذي وقعته جولييت، ولم يجد الوقت لإحضار شهود، أو توثيق العقد بختم كاتب العدل – نوتاري.
وأظهر التقرير، وثائق تثبت أن دلال عيد هي العضو الوحيد في شركة «ريونيون»، إلى جانب وثائق أخرى تفيد بأن السيارة التي كان يقودها عيد في مواقف متجر «وولمارت» كانت مسجلة لدى السكريتاريا باسم دلال أيضاً.
ويتضمن عقد نقل الملكية الذي نشرت «فوكس» صورة عنه، بنداً يسمح لجولييت بالبقاء في منزلها طالما واصلت دفع الإيجار الشهري.
ولدى حديثه المقتضب مع مراسل «فوكس»، أكد عيد بأنه جلس مع جولييت لبعض الوقت زاعماً أنهما تفاوضا واتفقا على جميع التفاصيل. وقال: «جلسنا وتحدثنا… ثم ذهبت لإعداد الوثائق، وبعدما عدت قامت بالتوقيع عليه بالأحرف الأولى من اسمها بكل حرية وطواعية». لافتاً إلى أنه تفاوض معها أيضاً على عقد الإيجار.
وقال عيد لمراسل «فوكس» إن توقيع جولييت يؤكد عملية البيع «تماماً كما حكم القاضي مؤخراً»، مشدداً على أن جميع المزاعم التي أوردتها في الشكوى ضده.. لا تتماشى مع توقيعها بالأحرف الأولى على تلك المستندات».
وفيما لم يتطرق التقرير التلفزيوني إلى تفاصيل المقاضاة، أكد عيد بأن جولييت تعرف «تماماً» ما كانت توقع عليه.
أما جولييت، فقد أكدت من جانبها بأنها لم تكن تدرك بالفعل ما الذي يجري، موضحة بأنها لم تتلق سوى ألفي دولار من العشرة آلاف التي ادعى عيد بأنه أعطاها للأرملة العجوز.
وفي محاولة للتنصل من فعلته، حاول عيد إلقاء اللوم على المرأة الطاعنة في السن، وقال: «كان لديها بضع ساعات للتفكير بالأمر».
غير أن جولييت ردت عبر محطة «فوكس» بالقول: «عليه أن يخجل، لم أكن أعرف ما أفعله، لقد اعتقدت بأنني أفعل شيئاً لإنقاذ منزلي». وأردفت: «أنت في قاعة العار»، وهي العبارة التي يتخذها البرنامج التلفزيوني عنواناً له.
وختم التقرير ساخراً: إن الساعات القليلة التي منحها عيد لجولييت، كانت كفيلة بتجريدها من المنزل الذي عاشت فيه لمدة 28 عاماً.
Leave a Reply