100 ألف جندي تركي على حدود العراق بانتظار نتائج لقاء بوش-أردوغان
أنقرة – لا تزال الحدود التركية-العراقية للأسبوع الثالث مفتوحة على جميع الاحتمالات رغم الجهود التي تبذلها كل من واشنطن وبغداد وأربيل لنزع فتيل الأزمة بين أنقرة و«حزب العمال الكردستاني» والتي تهدد بغزو تركي واسع لشمال العراق.ففي أربيل ندد رئيس وزراء إقليم كردستان العراق نيجيرفان البارزاني بالهجمات التي يشنها متمردو حزب العمال الكردستاني داخل الأراضي التركية، وأعرب عن أمله في أن ينجح مؤتمر دول جوار العراق -الذي انطلق بإسطنبول نهاية الأسبوع الماضي- في ثني تركيا عن قرارها ضرب معاقل الحزب داخل الأراضي العراقية. وقال البارزاني إن العالم المتحضر لا يعرف اليوم أشكال العنف التي يمارسها مقاتلو حزب العمال، مضيفا أن «تصرفات الحزب لا يمكن أن تبرر بأي شكل من الأشكال.. إن هذه الأعمال تقوض الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها، وهي بالتأكيد لا تخدم مصالح أي جهة». ويعتبر هذا التنديد الأشد قسوة من مسؤول كردي عراقي إزاء الأزمة الحالية، ويأتي استجابة للضغوط التركية على العراق لإبعاد نفسه عن موضوع الحزب. ويعتبر هذا التصريح تغيرا في موقف المسؤولين الأكراد الذين آثروا الصمت والبقاء على الحياد أثناء الفترة الماضية.من جهته قال رئيس برلمان كردستان العراق عدنان المفتي إن جميع الطرق ما زالت مفتوحة لحل الأزمة بين العراق وتركيا.وطالب عقب اجتماع مع القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي بالعراق عمار الحكيم حزب العمال «بنبذ العنف لأننا نعتقد في كردستان أن الزمن تغير والعصر تغير، ولغة استخدام العنف ليست الوسيلة المناسبة لتحقيق مآرب الشعب». وأضاف أن «على حزب العمال مراجعة سياساته التي ثبت خطأها ومنها سياسة استخدام العنف».أما فيما يتعلق بالجنود الأسرى الأتراك الثمانية الذين يحتجزهم مقاتلو حزب العمال منذ 21 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، نقلت وكالة أسوشيتد برس عن منظمة التسامح الدولية غير الحكومية قولها إنها أجرت مباحثات غير مباشرة مع مقاتلي حزب العمال لتحرير الجنود الأتراك. وكان رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني قال في وقت سابق إن الحكومة الكردية في العراق تعتبر نفسها جزءا من الجهود المبذولة لتحرير الجنود الأتراك الثمانية. وقبل أيام من اجتماع رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان والرئيس الاميركي جورج بوش، أعلنت واشنطن،، أنها تزود أنقرة بالكثير من المعلومات الاستخباراتية حول مواقع حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، بعدما حشدت تركيا حوالى 100 الف جندي على الحدود استعدادا لتوغل محتمل للقضاء على المقاتلين الاكراد الذين يقدر عددهم في المنطقة بنحو ثلاثة آلاف مقاتل. وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) جيف موريل أن«مفتاح أي رد عسكري من جانب الأتراك أو غيرهم هو امتلاك معلومات تتيح التدخل»، مشيرا إلى أن واشنطن تتقاسم منذ وقت طويل «الكثير من المعلومات» مع الأتراك، لكنها كثفت مؤخرا التنسيق مع أنقرة في مجال الاستخبارات. وقال موريل «نساعد الأتراك في جهودهم لمحاربة حزب العمال الكردستاني عن طريق تزويدهم بمعلومات الاستخبارات… الكثير منها». وقال مسؤول في وزارة الدفاع إن الجيش الاميركي أرسل، الأسبوع الماضي، طائرات من نوع «يو تو» التجسسية إلى المنطقة الحدودية التي يستخدمها حزب العمال الكردستاني، كما أن هناك كتيبة من البشمركة، تضم مئات العناصر الكردية العراقية، توجهت إلى الحدود التركية-العراقية. وفيما استمرت عمليات الجيش التركي في مناطق عدة، صعد المسؤولون الأتراك لهجتهم ضد المقاتلين الأكراد. وهاجم اردوغان «رئيس» إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني. وقال «ما يفعله هناك هو التستر على منظمة إرهابية»، مجددا رفضه إقامة حوار مباشر مع أكراد العراق حول قضية حزب العمال، موضحا «محاور تركيا ليس البرزاني، محاورنا هو حكومة بغداد».وإذ كرر تصميم انقرة على التصدي للمتمردين الاكراد في موازاة بذل جهود دبلوماسية، شدد اردوغان انه يعلق أهمية كبرى على لقائه بوش، الاثنين المقبل في واشنطن، مجددا أن علاقات بلاده مع واشنطن تظل رهنا بالموقف الاميركي حيال حزب العمال. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو ان بوش سيقول خلال لقائه اردوغان، الاثنين المقبل في واشنطن، إن الولايات المتحدة تريد من تركيا والعراق مواصلة الحوار حول مشكلة حزب العمال الكردستاني. وفي الوقت ذاته قال العراق الاربعاء إنه أقام المزيد من حواجز التفتيش لتقييد حركة المقاتلين الاكراد وقطع خطوط الامداد عن مواقعهم في الجبال. وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري «يتم زيادة حواجز التفتيش لمنع الـ«بي كيه كيه» من الحصول على الطعام والوقود. وهناك إجراءات لمنعه من الوصول إلى المدن المأهولة».
عقوباتولم تتضح تفاصيل العقوبات التي أقرها البرلمان التركي، لكنها قد تستهدف حكومة مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان العراق. وكان البرزاني قد أغضب أنقرة برفضه ملاحقة وتسليم قيادات حزب العمال الكردستاني. ويعتمد كردستان العراق بقوة على واردات الاغذية التركية، وكذلك الاستثمارات التركية في مجال الاعمار، كما تمثل الكهرباء التركية 10 بالمئة من استهلاك الكهرباء في الاقليم.
Leave a Reply