ناتاشا دادو – صدى الوطن
تقدمت امرأة عربية أميركية مسلمة، هي راغدة علي، بشكوى تمييز عنصري ضد شركة «أدفانس أميركا» لصرف الشيكات وإصدار شيكات مالية فـي مدينة «إنكستر» لأنها رفضت تقديم خدمات لها لأنها كانت ترتدي غطاء الرأس التقليدي الذي تضعه النساء المسلمات والمعروف بالحجاب.
ويوم الأربعاء عقد مكتب ميشيغن فـي اللجنة الاميركية العربية لمكافحة التمييز العنصري – «أي دي سي» ومجلس العلاقات الأميركية الإسلامية فـي ميشيغن «كير»، مؤتمراً صحفـياً مشتركاً خارج مركز الشركة المُدَّعى عليها فـي «إنكستر» للإعلان عن تقديم دعوى قضائية فـيدرالية ضد الشركة التي لديها فروع عديدة على المستوى الوطني.
راغدة علي |
وكانت راغدة علي قد زارت فرع «أدفانس أميركا» للحصول على قسيمة مالية «موني أوردر» يوم ١٣ تموز (يونيو) الماضي مع ابنها البالغ من العمر عامين، فطلبت منها الموظفة خلع حجابها من أجل الحصول على الخدمة.
وأبلغت علي الموظفة المختصة بأنها أتت لشركتها فقط للحصول على القسيمة المالية، فردت قائلةً بأنها لن تتمكن من أن تساعدها بسبب سياسة الشركة، والتي تمنع الزبائن من ارتداء القبعات والنظارات الشمسية من الحصول على خدماتها، ثم قامت الموظفة بنهرها وأمرتها بالخروج. وأضافت علي «كانت (الموظفة) وقحة جداً، وهي تصرخ فـي وجهي. لقد خاب أملي جداً فاتصلت بصديقتي وأنا أبكي. فقالت لي هذا امر غير مقبول نحن أميركييون فلماذا يعاملوننا بهذا الشكل»؟
ثم ذهبت راغدة علي مرة أخرى إلى المكتب لكن هذه المرَّة مع صديقتها. ويظهِر شريط فـيديو، تم الحصول عليه بعد الحادثة، باب الشركة وهو مقفل عمداً لمنع علي وصديقتها من الدخول. وفـي هذه الأثناء جاءت زبونة أخرى للدخول إلى المحل فـي نفس الوقت وسمح لها بالمضي قدماً الى الداخل على الرغم من ارتدائها شيئاً مماثلاً لغطاء يُلبس على الرأس. وتمكنت علي وصديقتها من الدخول سوية مع الزبونة فـي حين التقطت الكاميرا صورة زبون آخر موجود لتوِّه فـي الداخل وهو يرتدي قبعة بيضاء.
وعلى الرغم من أن الموظفة نفسها بدأت بمساعدة الزبونة التي كانت ترتدي شيئاً ما على رأسها من دون تردُّد لكنها بقيت على رفضها التعامل مع المحجَّبة راغدة علي.
وفـي هذا الصدد قالت مديرة مكتب ميشيغن فـي «أي دي سي» المحامية فاتنة عبدربه إنه على الرغم من ان راغدة علي كانت ترتدي الحجاب لأسباب دينية لم يُسمح لها أن تحصل على أية خدمات فـي هذا المكان وفـي نفس المعيار يخدم المحل زبونة أخرى كانت ترتدي قبعة وزبوناً ثالثاً كان يجلس داخل المحل وهو أيضاً كان معتمراً قبعة، وعندما أوضحت علي انها لا تستطيع خلع غطاء الرأس وأنَّ الحجاب ليس قبعة، قالت لها الموظفة ان عليها الذهاب إلى موقع آخر لديه «زجاج مضاد للرصاص».
وادَّعتْ الموظفة بأن رفضها التعامل مع راغدة علي لا علاقة له بالدين. وبينما كانت وصديقتها فـي المحل قامت الموظفة «المثالية» بإجراء مكالمة سُمِعَتْ من خلالها تشكو من أنَّ الزبونة راغدة علي لا تريد مغادرة المكان، ثم توجهت قائلةً إذا لم تخلعي غطاء الرأس فنحن لا يمكن أنْ نقدم لك اي خدمات.
وقد أظهرت رخصة قيادة السيارة التابعة لراغدة، التي كانت فـي حوزتها فـي ذلك الوقت، صورتها وهي ترتدي الحجاب.
وفـي الختام أعربت راغدة عن خيبة أملها وقالت انها صُعِقَتْ لدرجة فقدان النطق من هذه المعاملة «لأنني أعتقد أن هذا هو بلدي ولدي نفس الحقوق التي يتمتع بها هؤلاء، فـينبغي أن يعاملونا بالمثل».
وقامت «صدى الوطن» باستقصاء خاص فزارت الموقع المذكور لشركة «أدفانس أميركا» للحصول على تعليق حول القضية، لكن قيل لنا إنَّ علينا الاتصال بمكاتب الشركة الرئيسية حول أي استفسارات تأتي من وسائل الإعلام. وأصدرت الشركة البيان التالي ردَّاً على الدعوى:
من أجل سلامة زبائننا والموظفـين، تطلب «أدفانس أميركا» عادة من زبائنها إزالة مؤقتة لكل أنواع الأغطية والقبعات والنظارات الشمسية وأغطية رأس أخرى قبل دخولهم إلى مراكزنا. إنَّ سلامة وأمن الزبائن والموظفـين هي من المسؤوليات الأساسية التي تقع على عاتقنا، وسياستنا هي لضمان ان من يدخل إلى مراكزنا يمكننا التعرف عليه بسهولة. وفـي حين تتفهم «أدفانس أميركا» مخاوف أعربت عنها المدعية يؤسفنا أنْ تكون قد اساءت تفسير القصد من وراء سياستنا، ونحن عازمون على الدفاع بقوة فـي المحكمة حول غرض الدافع الأمني المشروع فـي ممارستنا التجارية. وعلقت لينا المصري، وهي محامية موظفة فـي «كير ميشيغن» أنَّ على الشركة أن تتحمل المسؤولية عن تنفـيذ سياسة عامة تميز ضد الزبائن المسلمين والعرب الأميركيين على أساس دينهم والخلفـية العرقية والأصل القومي. وقالت «لا يمكن ولا يجب التسامح مع سياسة «أدفانس أميركا». وهذه الدعوى هي لتحدي سياساتها وللطلب من المحكمة ان تصدر أمراً قضائيا يردع «أدفانس أميركا» ويأمرهم بخدمة الزبائن المسلمين والعرب الأميركيين».
وأشار داود وليد، المدير التنفـيذي لمجلس «العلاقات الاميركية الإسلامية» فـي ميشيغن إلى أن النساء المسلمات يرتدين الحجاب فـي المؤسسات المصرفـية الأخرى فـي المنطقة. وقال «ان وزارة الدفاع الأميركية تسمح للنساء بارتداء الحجاب عندما يخدمن فـي الجيش الأميركي، ويُسمح للنساء بارتداء الحجاب فـي صور جواز السفر ورخصة القيادة، وفـي مكتب «سكرتيري أوف ستيت». وختم وليد بالقول «اما هذا المركز المختص بصرف الشيكات فـيقوم بما هو منافٍ لما يجري فـي المؤسسات المالية الأخرى، وأنه مخطىء تماما»، بدورها أكدت المصري ان رفع الدعوى القضائية هو من أجل الحصول على أمر من المحكمة لإجبار «أدفانس أميركا» على تغيير ممارساتها التمييزية.
وأوضحت عبدربه ان من المهم «ملاحظة موقع الشركة هو فقط على بعد بضعة أميال من مدينتي ديربورن هايتس وديربورن، اللتين تضمان أكبر تجمع للمسلمين والعرب الأميركيين فـي أميركا. وخلصت إلى القول «إن سلوك هذا المركز هو صفعة إضافـية فـي وجه الجالية التي تقع على بعد أميال قليلة من هنا واننا نحث «أدفانس أميركا» على تصحيح خلل الأفعال التمييزية والإلتزام بسياسات عادلة غير تمييزية».
Leave a Reply