يدعون أن الشرطة تتهاون بالمخالفات تجنباً لإتهامها بالعنصرية
ديربورن – خاص “صدى الوطن”
رفع العديد من سكان مدينة ديربورن شكاوى عبروا فيها عن قلقهم من التجاوزات المتزايدة لقوانين السير من قبل بعض السائقين المتهورين في المنطقة الشرقية من المدينة، لاسيما على طول شارع وورن بين شارعي وايومنغ وغرينفيلد، وذلك على موقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك” الخاصة بديربورن. وتمحورت الشكاوى حول ما تشهده طرقات هذه المدن من سباق سيارات وقيادة متهورة الى جانب عدد من المخاوف التي قد ينتج عنها تعرض حياة الآخرين للخطر وأحيانا تؤدي الى حالات وفاة.
قامت “صدى الوطن” بإختبار مدى صحة هذه الشكاوى، فأمضت ساعات في مراقبة حركة السير عن كثب على تقاطع شارعي وورن وشايفر. وعلى مدار ساعة من الوقت رصدت 11 مخالفة واضحة لسائقين تخطوا السرعة المسموحة وعبروا الإشارة الضوئية عند اللون الأصفر. وسجلت سبع حالات تضمنت إطلاق زمامير حادة، ست منها كانت بسبب قيام أحد السائقين بتجاوز واعترض طريق سائق آخر وواحدة بسبب وقوف أحد السائقين على الإشارة الخضراء.
وسُجل أيضاً قيام ثلاثة سائقين شبان بإقلاع سياراتهم بحدة (عبر الضغط على دواسات البنزين بقوة) فور تغير إشارة الضوء المرورية من حمراء الى خضراء. وكاد أحد السائقين أن يدهس أحد المارة عندما كان ينعطف يمينا على الإشارة الحمراء الى شارع وورن (حيث توجد إشارة مرورية تحظر الإنعطاف نحو اليمين على الضوء الأحمر). وتبع ذلك عبور سيارة شرطة..
ولا تقتصر شكاوى سكان المنطقة حول تصرفات السائقين المتهورين وتجاوزاتهم بل يشتكون أيضاً من تهاون شرطة المدينة التي برأيهم لا تتعامل بحزم كاف مع المخالفين.
وتعبر أمل بري المقيمة في تلك المنطقة عن قلقها وتقول: “أخاف أن أقود سيارتي على شارع ورن فالمنطقة مزدحمة جداً.. الأمر الذي يدفعني الى عبور طرقات فرعية للوصول الى مكان إقامتي”. وتضيف: “أكثر ما يرعبني هو حصول إبنتي على ترخيص القيادة وإضطرارها الى قيادة سيارتها في هذه المنطقة، خصوصا مع وجود سائقين طائشين يقودون سياراتهم بسرعة جنونية”.
وتشعر بري أنه على شرطة ديربورن أن توقف المزيد من السائقين العرب الأميركيين عندما يخترقون قوانين السير. وتقول: “إن شرطة المدينة تخاف توقيف العرب الأميركيين لأن الناس يتحججون دائما بأن الشرطة تمارس التمييز والعنصرية ضدهم”. وتعتبر أن الشرطة متساهلة ومتفاهمة جدا ولكن تقع عليهم إسقاطات مجحفة لا يستحقونها. وتضيف: “على الشرطة أن لا تتردد في إيقاف من يخترق قوانين السير لأي سبب كان”.
من ناحيتها، تحاول هيام جوارد تجنب القيادة في شرق المدينة بسبب تردي ظروف السير وإزدياد خطورتها. وتقول: “المنطقة الأخطر للقيادة هي شارع وورن. وأقلق دائما على أولادي إذا مروا في هذا الشارع وأنصحهم دائما بالابتعاد عن تلك المنطقة”.
جوارد التي تعيش مع أولادها الثلاثة على الحدود بين مدينتي ديربورن وديربورن هايتس، تعبر عن إرتياحها من إستقطاب مدينة ديربورن هايتس للأسواق العربية الأمر الذي من شأنه أن يزيح عن كاهلها ضرورة التوجه الى شرق مدينة ديربورن للتسوق. وتضيف: “يفاجئني إهمال بعض الأهالي لأولادهم وتركهم يعبرون شارع ورن سيرا على الأقدام وأحيانا على دراجاتهم الهوائية، ما قد يعرض حياتهم لخطر الدهس من قبل السائقين المتهورين”. وتنقل جوارد عن جارتها قولها: “أفضل أن أقود سيارتي معصوبة العينين الى فلوريدا على أن أقود عبر شارع ورن”.
شرطة ديربورن: الحوادث في تراجع.. والحق على المدارس
نتيجة الشكاوى المتزايدة مع بداية فصل الربيع وازدياد حركة السير في المدينة، أعلنت شرطة ديربورن عن نيتها القيام بتكثيف دوريات الشرطة في المدينة لملاحقة السائقين المخالفين لقوانين السير ولا سيما في محيط المدارس، وذلك أيام 2 و3 و4 نيسان (أبريل).
وتشير دائرة شرطة ديربورن الى إطلاعها على ظروف القيادة المتهورة في منطقة وورن والتي تقع تحت مهامها. ويظهر الرقيب دوغلاس توبلوسكي، إحصاءات حوادث السير في وورن وقد إنخفضت هذه السنة بشكل ملحوظ. ويصرح عن أن دائرة الشرطة تتلقى القليل من الشكاوى في خصوص هذا الموضوع بين الحين والآخر وبينها سماع شكاوى حول قيام بعض الشباب بالسباق بسياراتهم في المنطقة.
وحسب الرقيب توبلوسكي، فإن أكثر منطقة تأتي منها الشكاوى هي محيط ثانوية “فوردسون” الواقعة على شارع فورد قريبا من شارع شيفر، وذلك بسبب إكتظاظ السير عند ساعات إنصراف الطلاب من الدوام الرسمي. وأشار الى التقرير الذي صدر عن الثانوية حول تقسيم ساعات الدراسة الى قسمين من أوقات البدء والإنصراف من المدرسة، والتي سيُعمل بها بدءاً من خريف العام 2012 وذلك تزامنا مع ثانويتين في المدينة ستتبعان نفس النظام الجديد.
ويعتبر توبلوسكي أن العمل بالنظام الجديد سيساعد على التخفيف من إزدحام الشارع في محيط الثانوية. ويضيف: “وبغض النظر عن هذه المسألة هنالك الكثير من الأهل الذين يتركون أولادهم يترجلون من السيارة في وسط الطريق. وهذه المشكلة هي الأكبر بالنسبة لنا لأنها تزيد من إكتظاظ الشارع بالسيارات وتعرض حياة الأولاد للخطر”.
ويورد الرقيب أن هنالك ثلاثة شوارع رئيسية في مدينة ديربورن تعتبر الأخطر حيث تحصل فيها أعلى نسبة حوادث سير وهي الجزء الشرقي من شوارع ميشيغن أفينو وفورد وميركوري درايف.
وأصدرت الشرطة، مؤخراً، بياناً طالبت فيه سكان مدينة ديربورن بضرورة القيادة الآمنة خاصة في المناطق المزدحمة وفي محيط المدارس، وعدم قيادة سياراتهم وهم مخمورون، وأشار البيان الى أن 20 بالمئة من حوادث اصطدام السيارات ناتجة عن التشتت خلال القيادة لدى قيام بعض السائقين بإجراء مكالمات هاتفية أو كتابة رسائل نصية.
وذكّرت شرطة ديربورن في بيانها الذي نشرت “صدى الوطن” مضمونه في العدد الماضي، أن قانون الولاية يوجب على السائقين عند الدخول الى مفترق يمني، تخفيف السرعة للتأكد من عدم وجود مشاة يعبرون الشارع (اللف على اليمين)، الأمر الذي يتجاهله الكثير من السائقين في ديربورن مما يؤدي إلى حوادث سير متكررة، علما أن 40 بالمئة من حوادث اصطدام السيارات في ديرورن هي نتيجة اصطدام سيارة بمؤخرة أخرى نتيجة توقف مفاجئ.
وفي الوقت التي لم تصدر فيه بعد بيانات حوادث السير للعام 2011، تشير تقارير المدينة الى أن حوادث السير المميتة انخفضت منذ العام 2008 في مدينة ديربورن ووصلت الى دون المعدل المتوسط للولاية. وتعتبر هذه التقارير إيجابية خصوصاً وأن تقارير أخرى عن سنتي 2006 و2007 كانت تظهر تخطي حوادث السير للمعدل التوسطي للولاية في المدينة.
ويبقى من الملاحظ أن معظم خروقات قوانين السير تحدث في شرق مدينة ديربورن، حيث سجل 29 حادث سير مميت بين عامي 2006 و2011 أربعة منها فقط وقعت في غرب المدينة والباقي على شوارع وورن ووايومنغ وغرينفيلد وساوثفيلد.
Leave a Reply