تواجه مقاطعة “شاندونغ”، فى شمال شرقي الصين، أهم مناطق زراعة الحبوب في تلك الدولة الآسيوية، أسوأ موجة جفاف منذ 60 عاما، ما دق ناقوس الخطر من احتمال أكبر دول العالم إنتاجاً للقمح لأزمة. وروسيا، لا تزال تعاني من موسم جفاف خفض إنتاجها من القمح بقرابة 40 بالمئة، ودفع الحكومة، الصيف الماضي، إلى حظر الصادرات، ورغم الآمال في أن تؤدي سلالة من تلك الحبوب لاستئناف موسكو صادراتها من القمح، إلا أن التربة التي تضررت من الجفاف تعني أن قرابة 10 بالمئة من حقول زراعة القمح لن تجري زراعتها هذا العام. وإلى جانب ذلك، انتشرت ثورات شعبية أطاحت بحكومتي تونس ومصر ليسري المد الثوري في أرجاء منطقة الشرق الأوسط، كانت الشرارة التي أشعلتها ارتفاع معدلات البطالة والفساد وارتفاع أسعار المواد الغذائية. وقال نغوزي أوكونجو-إويالا، المدير المنتدب لدى البنك الدولي “ينبغي علينا الحذر، وكمجتمع دولي، بأن لا نسمح لأسعار المواد الغذائية بأن تصبح تهديداً أمنياً قومياً لدول فحسب بل تهديد للأمن الدولي”. وارتفعت أسعار الغذاء العالمية بنسبة 29 العام الماضي، مدفوعة بكوارث مناخية كالجفاف في روسيا وقرارها بحظر تصدير القمح، فضلا عن الاقبال المتزايد على الوقود الحيوي وارتفاع الطلب من الاقتصادات الناشئة مثل البرازيل والهند والصين. وقاد السكر والقمح هذه الزيادات حيث ارتفعت أسعارهما بواقع 20 بالمئة، والدهون وزيوت الطبخ بنسبة 22 بالمئة ووقد أدى ارتفاع الأسعار عن طريق السكر والقمح وبنسبة 20 بالمئة. ارتفعت الدهون والزيوت المستخدمة في الطبخ 22 بالمئة، وفقا للبنك الدولي. ومؤخراً، أطلقت الأمم المتحدة تحذيراً من أن العالم قد يشهد أزمة غذائية، ربما تكون أكثر قسوة من تلك التي شهدها عام 2008. كما جاء في تقرير حكومي أصدرته وزارة الزراعة الأميركية، الأربعاء الماضي، أن مخزون الولايات المتحدة من الحبوب الغذائية عند أدنى مستوياته، بمثابة مفاجأة للتجار الأميركيين، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الذرة وفول الصويا إلى أعلى معدل لها خلال الـ30 شهراً الأخيرة.
Leave a Reply