بريانا غازورسكي – «صدى الوطن»
بينما تستمر ولاية ميشيغن بتسجيل آلاف الإصابات اليومية بفيروس كورونا المستجد، قررت إدارة مدارس «المنطقة 7» في جنوب ديربورن هايتس، الأسبوع الماضي، استئناف التعليم الحضوري للطلاب، بينما ستواصل مدارس كريستوود وديربورن العامة، التعليم عبر الإنترنت لأسابيع إضافية على الأقل بانتظار جلاء الصورة حول انتشار «كوفيد–19» الذي بلغ مستويات قياسية في الآونة الأخيرة.
وكانت وزارة الصحة والخدمات الاجتماعية في ميشيغن قد أصدرت أوامر بوقف التعليم الحضوري في جميع المدارس الثانوية بالولاية، الشهر الماضي، لكنها تركت خيار فتح المدارس الابتدائية والمتوسطة لإدارة كل منطقة تعليمية على حدة.
وكانت إدارة «المنطقة 7» قد قررت اعتماد خيار التعليم الحضوري في جميع مدارسها مع بداية العام الدراسي الحالي، لكنها مع تسجيل إصابة 14 موظفاً و82 طالباً على الأقل بفيروس «كوفيد–19»، ارتأت الإدارة العودة مرة أخرى إلى التعليم عبر الإنترنت خلال الشهرين الماضيين.
وفي اجتماع عُقد مؤخراً، سمح المجلس التربوي في «المنطقة 7» بعودة طلاب المرحلتين الابتدائية والمتوسطة إلى صفوفهم، في حال قرر الأهالي ذلك، على أن يواصل جميع طلاب المرحلة الثانوية تعليمهم عبر الإنترنت.
أما «منطقة كريستوود التعليمية» التي تخدم الأحياء الوسطى والشمالية من ديربورن هايتس، و«منطقة ديربورن التعليمية» التي تشرف على المدارس العامة في ديربورن، فقد قررتا مواصلة التعليم عبر الإنترنت لجميع المراحل التعليمية، وسط محادثات بين المسؤولين حول إعادة الطلاب إلى صفوفهم المدرسية «بأمان»، خلال النصف الثاني من العام الدراسي 2020–2021.
وأكدت المشرفة العامة على مدارس «المنطقة 7»، جينفر ماست، أن منطقتها لم تواجه أية مشاكل منذ العودة إلى التعليم الحضوري في 10 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، لافتة إلى إخضاع شخصين فقط للحجر الصحي في المنطقة التي تخدم الأحياء الجنوبية بمدينة ديربورن هايتس.
وأعربت ماست عن أملها في عدم تمديد الإغلاق لفترة إضافية في ولاية ميشيغن، وقالت: «آمل أن يتمكن جميع الطلاب من العودة إلى مدارسهم في كانون الثاني (يناير) المقبل»، مضيفة: «سنبذل قصارى جهودنا لإعادتهم إلى صفوفهم الدراسية بأمان».
وأشارت ماست إلى أن العملية التربوية لا تُؤتي ثمارها إلا عبر الحضور الشخصي في المدارس، مبيّنة أن وباء كورونا شكّل «عاملاً صادماً للتعليم العام»، مما قد يؤدي إلى تأخر الطلاب «ليس فقط من الناحية التعليمية، وإنما أيضاً على الصعيدين الاجتماعي والنفسي».
«المنطقة 7»، التي فضلت التمسك بالتعليم الحضوري منذ شهر آب (أغسطس) الماضي، على عكس الكثير من المناطق التعليمية في مقاطعة وين، تولي أيضاً اهتماماً خاصاً بتطوير البرامج المدرسية، بحسب ماست التي أكدت على أهمية تلك الخطوة لمساعدة الطلاب على تعويض ما فاتهم خلال الفترة الماضية، مضيفة: «أمامنا الكثير من العمل، لكي نتمكن من تقييم الطلاب وبناء البرامج التي تمكنهم من اللحاق بالركب».
وفي حديث مع «صدى الوطن»، تابعت بالقول: «قلبي ينفطر على هؤلاء الأطفال الذين يحتاجون إلى البرامج الرياضية لتحصيل المنح الدراسية (الجامعية)، والتي نحن بصدد التفكير في إعادتها بأقرب وقت، ولكن سلامة أطفالنا وعائلاتنا هي أولويتنا القصوى في الوقت الحالي».
من جانبه، أكد المشرف العام على مدارس كريستوود، الدكتور يوسف مسلم، أن منطقته التعليمية قررت الاستمرار في خطتها الحالية باعتماد التعليم الافتراضي بشكل كامل، لافتاً إلى أنه يجري العمل على إعداد خطة «تعليم مختلط» (حضوري وافتراضي) ستكون متاحة أمام الطلاب في بداية شهر آذار (مارس) القادم.
وأكد مسلم أن منطقة كريستوود التعليمية تتفادى التنقل بين الأساليب التعليمية لئلا تخلق مزيداً من التشويش والارتباك عند المعلمين والطلاب وأولياء الأمور، منوهاً بأن ثبات الطرق التدريسية يؤمن الانسجام والاستقرار لدى الطلاب، وقال: «هذا مهم، ولا نريد تعطيل ذلك».
وأبدى مسلم تفاؤله بالمستقبل، وقال: «أنا متفائل للغاية، وعندي ثقة بأننا سنكون قادرين على العودة إلى نوع من الحياة الطبيعية بحلول الخريف (القادم)». وأضاف: «هدفنا هو إعادة الأطفال بشكل تدريجي وإعادة دمجهم في البيئة الاجتماعية والعاطفية».
وأشار إلى أن إدارة كريستوود تناقش تطوير البرامج الصيفية لتعويض الطلاب عن خسارتهم الأكاديمية، مستدركاً بالقول «ولكننا لا نريد اعتماد أية أساليب أو طرق مفاجئة، لأن ذلك سيكلفنا –بمرور الوقت– خسارة المزيد من الطلاب».
وأوضح مسلم لـ«صدى الوطن» أن إدارة كريستوود ستكون قادرة على تعديل المناهج بما يلائم احتياجات الطلاب، وقال: «سنركز على الجوانب الاجتماعية والنفسية، ومحو الأمية، وسدّ كل الفجوات التي سببها الوباء». وأضاف: «سنقوم بتعديل الأساليب والموارد لسد الثغرات، ولمساعدة الطلاب على النجاح والتفوق».
وفي السياق ذاته، أكد المشرف العام على منطقة ديربورن التعليمية، الدكتور غلين ماليكو، أن مدارس ديربورن العامة لن تعود إلى التعليم الحضوري في الوقت الذي تشهد فيه مدينة ديربورن ارتفاعاً كبيراً بعدد الإصابات بفيروس كورونا، لافتاً إلى أن بعض موظفي المنطقة يزاولون أعمالهم من المنزل لوقف انتشار الوباء.
وأكد على أن منطقته تتطلع إلى أن تكون «مثالاً يحتذى»، في عملية إعادة الطلاب إلى المدارس «بأمان»، وقال: «إن هدفنا النهائي هو العودة إلى التعليم الشخصي، ولكننا لن نفعل ذلك، إلا إذا تراجع الوباء إلى المستوى الذي نستطيع إعادتهم فيه بسلامة وأمان».
ومع توفر لقاح كورونا في المرحلة المقبلة، أعرب ماليكو عن رغبته في أن يتلقى الجميع اللقاح، وقال: «نريد تطعيم الجميع، وآمل أن يعيد التطعيم نوعاً من الحياة الطبيعية، إنني أخطط لأخذ اللقاح عندما يحين دوري، طالما أن الأطباء يعتبرونه آمناً». وشدد بالقول: «نريد العودة إلى العمل».
وأشار ماليكو إلى أن المنطقة التعليمية لن تتمكن من إنجاح مهمتها بدون الموظفين والعائلات، وقال: “يقوم موظفونا وأولياء أمور طلابنا بعمل رائع حقاً”، واصفاً ذلك بأنه «جهد مجتمعي ضروري، لتجاوز تداعيات أزمة كورونا».
وختم بالقول: «نحن بحاجة إلى خفض أعداد الإصابات، وفيما يقوم الطلاب بأداء جيد، نقوم بتعيين موظفين للتواصل مع أولياء الأمور ومع الطلاب، للتأكد من أنهم على ما يرام، وسوف نواصل التعاون مع بعضنا البعض لتجاوز هذه الأوقات العصيبة».
Leave a Reply