ديترويت - أسابيع قليلة تفصل منطقة ديترويت التعليمية عن إعلان إفلاسها، وهو ما يعتبره المسؤولون فـي ولاية ميشيغن خطاً أحمر، أقله لما سيترتب على خزينة الولاية من أعباء مالية ضخمة فـي حال انهار نظام المدارس العامة فـي المدينة التي تنفض الغبار عنها بعد عقود طويلة من التدهور والإهمال. وفـيما يواصل المشرعون فـي لانسنغ نقاشاتهم، أبدى الحاكم ريك سنايدر عزمه على تطبيق خطته لإعادة هيكلة المنطقة التعليمية وإنقاذها من الإفلاس، فإن كارثة أخرى على غرار أزمة مياه فلنت، آخر ما يريده الحاكم الجمهوري الذي طلب الأسبوع الماضي تخصيص 72 مليون دولار، من ميزانية الولاية للعام 2017، لإصلاح مدارس ديترويت العامة فـي إطار خطة إنقاذ إجمالية بقيمة ٧٢٠ مليون دولار تستمر لمدة عشر سنوات (تفاصيل ص ١٢).
كما طلب سنايدر تخصيص 50 مليون دولار إضافـية من ميزانية العام الجاري، لتغطية نفقات منطقة ديترويت التعليمية التي من المتوقع أن تنضب أموالها بحلول نيسان (أبريل) المقبل.
سنايدر اقترح توفـير أموال إنقاذ مدارس ديترويت العامة من صندوق تسوية التبغ، وهي خطوة يعارضها قسم كبير من الجمهوريين الذين يسيطرون على كونغرس الولاية ويختلفون مع خطة سنايدر للتدخل.
وبانتظار ما سيؤول اليه النقاش فـي فلنت، تحتاج مدارس ديتروريت العامة الى تمويل سريع لإصلاح الأبنية ومرافق التعليم فـي ديترويت والتي تعاني من تدهور حاد بعد عقود من الإهمال. وتقوم حالياً بلدية ديترويت بحملة تفتيش شاملة للمباني المدرسية فـي المدينة بعد أن تبين أن معظمها مخالفة لقوانين الصحة والسلامة العامة.
كما تعاني مدارس ديترويت من مشكلات مزمنة مثل التغيّب المرضي للمعلمين والطلاب، وتدني المستوى التعليمي، وتفشّي العنف.. وكلها عراقيل تقف أمام استعادة المدينة لعافـيتها وجاذبيتها للعائلات.
وتشمل ميزانية سنايدر إنفاق مبلغ 720 مليون دولار على مدى السنوات العشر القادمة من بينها 200 مليون دولار لإنشاء منطقة تعليمية جديدة يتم تعيين إدارتها من قبل بلدية ديترويت وحكومة الولاية.
وكان مدير الطوارئ المالية المشرف على منطقة ديترويت التعليمية، دارنيل إيرلي، قد أعلن الشهر الماضي استقالته من منصبه، وهو ما اعتبره المشرعون خطوة صحيحة فـي استعادة السلطات التربوية المنتخبة فـي المدينة لصلاحياتها.
ويأتي تنحي إيرلي إعتبارا من آخر الشهر الحالي بالتزامن مع تعيين لجنة من مجلس شيوخ الولاية للبدء فـي مناقشة حزمة مشاريع قوانين لتطبيق خطة سنايدر لفصل المنطقة التعليمية الى كيانين بغية مساعدتها فـي التخلص من الديون الهائلة.
ولكنه فـي حال تطبيق خطة سنايدر فإن المجلس التربوي المنتخب سيقوم فقط بإدارة أموال الضرائب لدفع ديون المنطقة التعلمية التي تقدر بحوالي ٥١٥ مليون دولار، على أن تتولى الهيئة الجديد الإشراف على النظام التعليمي والأكاديمي للطلاب.
وقال السناتور جيف هانسن (جمهوري – هارت) وهو مقدم مشروع قانون الفصل الى كيانين، والذي يدعمه سنايدر، بأن استقالة إيرلي ليست مشكلة وإنما بداية جيدة، حيث أنه سبق له العمل مديرا للطوارىء المالية فـي فلنت فـي الفترة التي تم فـيها التحول لمياه نهر فلنت مما تسببت بأزمة مياه الشرب التي تشهدها المدينة.
Leave a Reply