ديترويت – «صدى الوطن»
تستعد مدارس ديترويت العامة لإطلاق ثلاثة برامج تعليمية خاصة بالطلاب العرب في المدينة، لمساعدتهم على الاندماج في النظام التعليمي وإزالة عوائق اللغة التي تحّرم الكثيرين منهم من مواصلة تعليمهم، بحسب مسؤولين في المنطقة التعليمية.
مدير التسجيل في مدارس ديترويت العامة ستيفن واسكو |
ورغم أن مدارس ديترويت العامة مهددة بخطر الإفلاس مع حلول نهاية حزيران (يونيو) القادم، فإن المسؤولين في المنطقة التعليمية يعدون العدة لإطلاق هذه المبادرات الموجهة لصالح العرب الأميركيين لاسيما المهاجرين الجدد منهم استجابة لنمو أعدادهم المتوقع في ديترويت.
أبرز البرامج المطروحة، مبادرة Arab Dual Language Immersion وهي مبادرة فريدة من نوعها ستعمل على تقسيم الدوام المدرسي إلى قسمين يومياً، الأول يتم فيه تدريس الطلاب باللغة العربية، في حين يتم تدريسهم باللغة الإنكليزية في القسم الثاني.
ويعمل المسؤولون أيضاً على إطلاق برنامج «تعليم اللغة الإنكليزية للمبتدئين»، وهي مبادرة تستهدف الطلاب العرب ذوي المرحلة المتوسطة ممن لا يجيدون اللغة الإنكليزية بهدف إزالة الصعوبات اللغوية التي تعترض انتقالهم إلى المرحلة الثانوية. وفي الإطار ذاته، يسعى البرنامج الثالث -الذي يأتي بالتعاون بين مدارس ديترويت العامة ومكتب رئيس بلدية ديترويت مايك داغن- لمساعدة أطفال عائلات اللاجئين العرب من خلال التسجيل في المدارس الملائمة لهم ومواصلة تحصيلهم العلمي.
منهاج باللغة العربية
وقد وصف مدير التسجيل في مدارس ديترويت العامة ستيفن واسكو البرامج الجديدة بأنها تأتي «انعكاساً لتنوع المجتمع المحلي في المنطقة التعليمية»، وقال في لقاء مع «صدى الوطن» إن المنطقة التعليمية توصلت بنجاح الى صياغة هذه البرامج وبرامج أخرى مخصصة لأقليات متنوعة ما من شأنه مساعدة الطلاب من مختلف الإثنيات على النجاح في تحصليهم الدراسي.
ولفت واسكو الى أن مبادرة تعليم المنهاج الدراسي باللغة العربية سوف تعتمد على التجربة الناجحة التي نفذتها المنطقة التعليمية في تطبيق برنامج مماثل باللغة الإسبانية في جنوب غربي المدينة حيث الكثافة السكانية من أصول لاتينية، وقال واسكو إن المعلمين سيكونون من الناطقين باللغة العربية، مشيراً الى أن المنطقة التعليمية تعمل -عن قرب- مع مركز «أكسس» من أجل تطبيق المبادرة الجديدة.
وقال إن العديد من المدارس العامة والمشتركة في المدن المجاورة توفر صفوفاً محدودة باللغة العربية، مما سيجعل من ديترويت أول مدينة توفر منهاجاً باللغة العربية لعدة ساعات يومياً، ليس فقط في ميشيغن بل في عموم الولايات المتحدة أيضاً، بحسب واسكو الذي أكد «أننا بحاجة لبرنامج كهذا، خاصة وأنه لن يستقطب سكان مدينة ديترويت فحسب، وإنما سيجذب أيضاً العائلات التي تقطن في الضواحي والتي تبحث عن برامج مماثلة، سواء في المدارس العامة، أو في المدارس الخاصة».
وتعمل المنطقة التعليمية على إطلاق هذا البرنامج في الخريف القادم، في حال توفر المصادر المطلوبة، وكحد أقصى في خريف ٢٠١٧.
ومن المتوقع أن يتم إطلاق هذا البرنامج في مدرستين كخطوة أولية، على أن تضم كل مدرسة صفين من ٣٠ طالباً في كل منهما، ما يعني أنه سيكون بالإمكان استيعاب ١٢٠ طالباً عربياً في السنة الأولى من المبادرة.
كما ستأخذ المدارس التي ستطبق فيها هذه البرامج المناسبات الثقافية والدينية للطلاب العرب بعين الاعتبار، وسوف توفر لهم قوائم خاصة للطعام تشمل اللحم الحلال.
برنامج للمبتدئين باللغة الانكليزية
وفي ما يخص برنامج «اللغة الإنكليزية للمبتدئين»، قال واسكو إن هذا البرنامج سيساعد طلاب المرحلة المتوسطة ممن يواجهون صعوبة في الانتقال إلى المرحلة الثانوية بسبب ضعفهم باللغة الإنكليزية، مشيراً إلى أن العمل به سيبدأ في «مدرسة بريست الابتدائية-المتوسطة» في غرب ديترويت بدعم من الطاقم التعليمي والمجتمع المحلي، وأنه يوجد حالياً أكثر من 25 طالباً يمكنهم الاستفادة من هذا البرنامج.
وبحسب البرنامج الجديد، سيتمكن الطلاب من تعلم مهارات الاستماع للانكليزية والتحدث والقراءة بطريقة تمكنهم من التواصل بطريقة فعالة مع زملائهم. ولفت واسكو الى أن البرنامج الذي وصفه بـ«المبتكر» يمكن أن يتوسع الى مدارس أخرى.
برنامج مخصص للاجئين
أما عن البرنامج المخصص للطلاب اللاجئين مع أسرهم، فقد أوضحت المنطقة التعليمية أنه سيتم اعتماده في أربع مدارس ابتدائية هي، «بريست»، «غاردنر يونيون»، «غرينفيلد يونيون»، و«مانغر».
وتعمل المنطقة التعليمية حاليا مع مديرة «شؤون اللاجئين» في البلدية لتزويد العائلات اللاجئة بالمصادر التي تمكنها من الاستقرار في المدينة، مستفيدةً من «برنامج إعادة توطين اللاجئين» الذي طبقته مدينة كليفلاند في مدارسها العامة، وبحسب واسكو فإن هذه المبادرة تعتبر مثالية بالنسبة لتطوير اقتصاد مدينة ديترويت وسوف تساعدها على استعادة نموها السكاني عبر جذب المهاجرين الجدد واللاجئين، مؤكداً أن هذه المبادرات جميعها ما كانت ممكنة لولا مساهمة المنظمات المحلية والمجتمعية في بلورتها. وقال: «نريد حقاً أن نكون شركاء.. وما كان بإمكاننا أن نتحرك قدما وأن ننجح لولا الدعم الاجتماعي الغني والفعال لجهودنا».
Leave a Reply