ديترويت – مشاكل ديترويت المالية كثيرة ومتشعبة، وفاتورة تمويل المدارس العامة التي أقرت في انتخابات العام ٢٠٠٩ واحدة من هذه الأعباء التي تثقل كاهل سكان المدينة الذين يتوجب عليهم سداد مبلغ بقيمة 437,8 مليون دولار خلال 27 سنة قادمة، أُهدر على ترميم مدارس تم بيعها وأخرى هُدمت أو هُجرت وتحولت لمأوى للمشردين والحيوانات الضالة.
وكان سكان المدينة قد أقروا إصدار سندات بحوالي 2,1 مليار دولار مرتين في العامين 1994 و2009 بغية استخدام المال المقترض في ترميم مدارس ديترويت العامة، ولا زال 1,5 مليار دولار من هذه المبالغ في ذمتهم من ضمنه المبلغ المهدور.
اليوم 110 مباني مدرسية تابعة لمنطقة ديترويت التعليمية إما مهجورة أو متهالكة، يتوجب على أهالي ديترويت تسديد فواتير أنفقت عليها بقيمة ١٠٦ ملايين دولار بحلول العام 2040، بحسب ما كشف تحليل أجرته صحيفة «ديترويت فري برس»، كما عليهم تسديد 331 مليون دولار مع الفوائد عن فواتير ترميم مدارس تم تأجيرها أو بيعها لمنافسين، حيث تحولت معظمها الى مدارس «تشارتر» (مشتركة)، مع العلم أن أكثر من نصف الأطفال في ديترويت لا ينتسبون للمدارس العامة لأسباب عديدة، وهو ما دفع إدارة المنطقة التعليمية الى اقفال ثلثي المدارس على مدار العقد الماضي.
هذه الديون الثقيلة وتراجع المستوى التربوي في المدينة، يضيف الكثير الى أعباء أصحاب العقارات في المدينة التي تسعى لإعلان افلاسها. فمثلاً، صاحب منزل في ديترويت قيمته 11 الف دولار عليه دفع 72 دولاراً سنوياً لتسديد هذه الديون، أما صاحب منزل قيمته 40 ألف دولار عليه دفع 260 دولاراً، وصاحب منزل قيمته 100 ألف دولار عليه دفع 650 دولاراً كل عام حتى سنة ٢٠٤٠.
في عام 1994 وصل عدد الطلاب في مدارس ديترويت العامة الى 167 ألفاً، وفي عام 2009 تراجع العدد الى النصف حيث ترافق ذلك مع إقفال العشرات من المدارس. أما اليوم أصبح عدد الطلاب 49 ألفاً فيما تراجع عدد المدارس العاملة من 261 قبل عشرين عاماً الى 97 مدرسة اليوم، كما تعرض المنطقة التعليمية 87 عقاراً للبيع أو التأجير.
Leave a Reply