استجابة لشكاوى الأهالي من الكتب ذات المضامين الجنسية
هامترامك – أعلنت منطقة هامترامك التعليمية –الأسبوع الماضي– أنها بصدد تحديث المعايير المعتمدة في عملية مراجعة وانتقاء المطبوعات في المكتبات المدرسية، وذلك في أعقاب الجدل المتجدد حول قضايا المثليين والمتحولين جنسياً في المدينة التي عادت لتشهد انقساماً مجتمعياً حاداً حول إتاحة كتب تتناول المثلية الجنسية لتلاميذ المدارس العامة، أسوة بالعديد من المجتمعات الأخرى في منطقة ديترويت وفي عموم ولاية ميشيغن.
وكانت المدينة المعروفة بتنوعها العرقي والإثني سبّاقة إلى الانقسام حول قضايا المثلية الجنسية، وذلك في أعقاب قيام الإدارة المحلية السابقة برفع علم المثليين على مبنى بلدية هامترامك، العام الماضي، إضافة إلى تنظيم العديد من الفعاليات والتظاهرات المناصرة للمجتمع المثليّ في المدينة التي تضمّ كثافة عالية من المهاجرين، وهم في معظمهم من العرب والمسلمين والملونين.
وتجدد الجدل حول المواضيع المثلية خلال الاجتماع الأخير لمجلس هامترامك التربوي، في 9 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، الذي تميز بأجواء ساخنة من الاحتجاج على إتاحة الكتب آنفة الذكر، والتي لم تخلُ من الاستياء والسخط على مسؤولي المنطقة التعليمية الذين واجهوا اتهامات بعدم تحمل مسؤولياتهم التعليمية والتربوية، وكذلك بالتقاعس عن حجب المطبوعات غير المناسبة للمدينة ذات الكثافة الأعلى من المهاجرين في عموم ولاية ميشيغن، والذين يشكلون العرب والمسلمون أغلبيتهم، وفقاً لبعض المتداخلين خلال فقرة التعليقات العمومية.
وشهد الاجتماع حضور بعض المشاركين من مدينة ديربورن، التي ساد اجتماعات مجلسها التربوي أجواء مماثلة خلال الشهر الماضي، وكان من بينهم الناشطة ستيفاني بتلر والناشطان العربيان حسن عون ومايك هاشم، الذين أعربوا عن غضبهم من توفير بعض الكتب الجنسية، مثل كتاب «فلايمر» لمؤلفه مايك كوراتو، وكتاب «ليس جميع الصبيان زرقاً»، للكاتب جورج جونسون.
وخلال مشاركته، رفع عون الصوت على مسؤولي المجلس التربوي، وقذف كتاباً ذا مضمون جنسي إلى أحد الأعضاء المسلمين، قائلاً: «انظر إلى هذا الكتاب، هل تدعو نفسك مسلماً، أنت لست رجلاً مسلماً»، في إشارة إلى أن الدين الإسلامي يعارض ويحرّم السلوكيات المثلية.
ويوم الجمعة قبل الماضي، أشار المشرف العام المؤقت على منطقة هامترامك التعليمية، نبيل ناجي، في بيان، إلى أن المدارس العامة ستعتمد آليات جديدة ومحدثة لمراجعة الكتب من خلال لجنة مؤلفة من المعلمين والتربويين وأولياء أمور الطلبة.
ويضم مجلس هامترامك التربوي الحالي أربعة أعضاء مسلمين، هم: صلاح هدوان، شوكت تشودري، جيهان عياش، مرتضى عبيد، إلى جانب كل من دازشافون هول، وإيفان مايجر، وريغان واتسون.
وأوضح ناجي بأن دور اللجنة المزمعة لن يتمثل في تقييد وصول التلاميذ إلى المطبوعات، ولكنه سيضمن «بأن الكتب ملائمة لطلابنا بناءً على إرشادات التعليم المحلية والفدرالية»، بحسب تعبيره، مضيفاً بأن المزاعم التي يروّجها المحتجون والمعترضون على الكتب المدرسية «غير دقيقة».
من جانبه، أعرب رئيس بلدية هامترامك أمير غالب عن دعمه لأولياء أمور الطلبة المتخوفين من الكتب الفاضحة، وقال في بيان على صفحته بموقع «فيسبوك»: «أولياء الأمور الأعزاء في هامترامك… لقد سمعنا أصواتكم، وإنني كأب أشارككم نفس المخاوف حول نوع وجودة ومستقبل التعليم في مدينتنا». وأضاف: «نحن على ثقة بأنكم والمجلس التربوي ستحلون المشكلة بشكل يضمن مصالح أطفالنا وكامل مجتمعنا، ونحن سنفعل كل ما بإمكاننا لمساعدتكم على تحقيق هذا الهدف».
غالب، هو أول عربي وأول مسلم يتولى رئاسة بلدية هامترامك، كان قد خاض حملته الانتخابية –في عام 2021– بوجه رئيسة البلدية السابقة كارين ماجاوسكي التي رفعت علم المثليين على مبنى البلدية، مؤكداً –خلال الحملة– معارضته لرفع العلم ذي الألوان السبعة على الممتلكات العامة في المدينة.
إلى جانب ذلك، رفع رئيس «لجنة العلاقات الإنسانية بهامترامك»، روس غوردون، العلم المذكور على مبنى بلدي على شارع جوزيف كامبو، مما أثار العديد من الانتقادات للحكومة المحلية، وصلت إلى حد العثور على بعض الكتابات والرسوم المناهضة للمثليين في عدة أماكن، بما فيها الحديقة المجاورة لمقر البلدية، في أيلول (سبتمبر) المنصرم.
وكانت المنطقة، التي تضم قرابة 3,500 طالب، قد حاولت بشكل مسبق امتصاص مشاعر الغضب والاستياء لدى الشرائح المعترضة على الكتب الجنسية، عبر رسالة أبرقتها إلى أولياء الأمور في 4 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، أكدت فيها على عدم دقة المعلومات المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي يزعم بعضها بأن المنطقة توافق على إتاحة المواد التي تتضمن صياغات ورسوماً ومفاهيم جنسية، بما فيها التعابير الفاضحة والمفاهيم الشاذة، لأطفال المدارس.
وقال ناجي في الرسالة: إن تلك المزاعم غير صحيحة، وإن المنطقة لم تراجع ولم توافق على أية مطبوعات تتضمن أياً من تلك المواضيع، لافتاً إلى أنه يمكن التحقق من ذلك «عبر عملية بحث وتقصّ بسيطة».
وأضافت الرسالة: «في الوقت الذي نتفهم فيه مخاوف المجتمع، يجب أن نشعر جميعاً بخية أمل عندما يتم توجيه اتهامات وادعاءات لا أساس لها من الصحة إلى المنطقة».
وأفاد ناجي لصحيفة «ديترويت فري برس» قائلاً: «يبدو أنه هناك سوء فهم بشأن الكتب الموجودة في مناهجنا، وكذلك الكتب المتاحة لطلابنا في المكتبات، وأعتقد بأننا أحرزنا بعض التقدم في توضيح هذه المسألة، ولكننا سنواصل العمل مع أولياء الأمور للتأكد من عدم وجود أي لبس في المستقبل».
وكان بيان المنطقة التعليمية قد أعرب عن فخر المسؤولين «بالشراكة مع أولياء الأمور لتزويد الطلبة ببيئة آمنة وصحية، وذلك من خلال عملية مراجعة شاملة لجميع المواد المستخدمة لتعليم طلابنا بما ينسجم مع إرشادات الولاية والإرشادات الفدرالية».
Leave a Reply