شبهة العلاقة بـ«حزب الله» تحرك غريزة الأجهزة الأمنية
ديربورن – «صدى الوطن»
شهدت مدينة ديربورن مساء يوم الجمعة الماضي فصلاً جديداً من فصول الرعب التي تنفذها أجهزة فدرالية ضد بيوت ومحال تجارية لأفراد من الجالية العربية «تشتبه» تلك الأجهزة بعلاقتهم بمنظمات إرهابية سرعان ما يتبيّن أنها أوهام لا علاقة لها بالواقع وبعد أن يكون الأذى المعنوي والمادي والنفسي قد وقع على عائلات ومصالح المستهدفين.ففي تفاصيل أحدث مداهمة نفذتها الأجهزة الأمنية في مدينة ديربورن قيام عناصر من مكتب التحقيقات الفدرالي والأمن الداخلي باقتحام منزل المسؤول عن «حملة دار السلام للحج» الحاج ناصيف طراف ومحله التجاري على شارع شايفر بعدما تم توقيفه في مطار ديترويت قبل ركوبه الطائرة إلى المملكة العربية السعودية لترتيب إقامة الحجاج في موسم الحج القادم وفي حوزته مبلغ 100 ألف دولار.وأبلغ الحاج طراف لـ«صدى الوطن» أنه طلب قبيل دخوله إلى الطائرة التصريح عن هذا المبلغ لدى جهاز الجمارك، غير أن المسؤولين الأمنيين في المطار أصرّوا على إنتزاع إعتراف منه بنقل الأموال إلى «حزب الله» اللبناني، أو التعرض للتوقيف والسجن. وإذ رفض طراف الإعتراف بذنب لم يرتكبه وكرر أمام رجال الأمن أن المبلغ النقدي كان للإنفاق على حجز أماكن إقامة الحجاج المنضوين في حملته، لأن أصحاب الفنادق السعودية لا يقبلون أية شيكات مصرفية، جرى توقيفه وسوقه إلى السجن ليخرج في اليوم التالي بكفالة مالية عبر محامٍ عيّنته له المحكمة، بعدما رُفض طلبه بالإتصال بمحامٍ أو بعائلته. وبعدما عيّن له القاضي موعداً لجلسة إستماع في 11 تشرين أول القادم. وقبيل الإفراج عن طراف كانت الأجهزة الأمنية قد أعدّت لمداهمة لمنزله ولمحله التجاري في مدينة ديربورن وحضرت عناصر تلك الأجهزة وقت الإفطار يوم الجمعة الماضي إلى المنزل وقامت بخلع الباب وإقتحام المنزل مما أثار الرعب في قلوب زوجته وأطفاله الذين فوجئوا بعناصر مدججة بالسلاح تجتاح المنزل دون أي سابق إنذار وقامت بمصادرة جهازي كمبيوتر وملفات تتعلق بالحجاج. وبالتزامن مع الإغارة على المنزل حضرت عناصر أخرى إلى المحل التجاري والملحمة التي يملكها طراف على شارع شايفر وصادرت منه جهاز كمبيوتر وملفات تجارية. بعدما أمرت الزبائن بالخروج.وأعرب طراف لـ«صدى الوطن» عن ذهوله من الطريقة التي تم فيها دخول منزله موضحاً أن أطفاله الثلاثة لا يزالون تحت تأثير الصدمة ويعانون من آثار نفسية رهيبة وهم لا يعرفون لماذا جرى لهم ما جرى داخل منزلهم.وتطرح هذه الحادثة وحوادث أخرى سبقتها مشكلة الإشتباه المسبق والإتهام الجاهز للمسافرين العرب الأميركيين في المطارات الأميركية بصلتهم بمنظمات إرهابية فيما يبدو «حرباً إستباقية» على جرائم مالية مفترضة وحيث يغيب التدقيق الموضوعي في هذه الحالات التي يجري التعامل معها بعقلية أمنية صرفة، قبل وصولها إلى قاعات المحاكم التي غالباً ما تحكم ببراءة المتهمين ولكن بعد وقوع الضرر المادي والمعنوي والنفسي عليهم وعلى افراد عائلاتهم. وفي حين تتكاثر زيارات المسؤولين الأمنيين و«محاضراتهم» أمام العرب والمسلمين الأميركيين بترتيب من منظمات عربية أميركية عن أفضل السبل لتجنب الوقوع في مشاكل مع القانون تزداد حالات المداهمة والإقتحام لأماكن سكن وعمل من تشتبه السلطات بسلوكهم المالي والتجاري، في أوساط الجاليات العربية والمسلمة حتى باتت هذه الحالات أقرب إلى ظاهرة تكبر يوماً بعد يوم وتزيد من قلق العرب والمسلمين الأميركيين على حاضرهم ومستقبلهم، في ظل الحرب المفتوحة على «الإرهاب» التي تخوضها الإدارة الأميركية في الداخل والخارج، ويدفع ثمنها في كثير من الأحيان مواطنون أبرياء لا علاقة لهم بالإرهاب من قريب أو بعيد.ويتطلب علاج هذه الظاهرة والحدّ من تداعياتها السلبية على حياة ومصالح العرب والمسلمين فهماً أفضل من قبل الجهات الأمنية لواقع الجاليات العربية والمسلمة وأنشطة أفرادها مثلما يتطلب بالمقابل نشر الوعي القانوني في صفوف تلك الجاليات التي لا تبدو بصفة عامة ملمة بالتغييرات التي أحدثتها إعتداءات 11 أيلول على الولايات المتحدة، من حيث القوانين المستحدثة لـ «مكافحة الإرهاب» وتداعياتها على الحقوق والحريات المدنية.
Leave a Reply