المدير غسان الشيخ علي لـ “صدى الوطن”: فقدنا موردا رئيسا للدعم.. ولا ندري ماذا يحمل لنا المستقبل القريب
نيويورك – خاص “صدى الوطن”
تلقي الخطوة القانونية التي أقدمت عليها السلطات الفدرالية الأميركية الأسبوع الماضي، والتي تمثلت بوضع اليد على أربعة مساجد إسلامية شيعية في كل من نيويورك وتكساس وكاليفورنيا وميريلاند، بمفاعليها وظلالها على عدد كبير من الجاليات الإسلامية في تلك المناطق.
ولأجل الوقوف على بعض نتائج هذه الخطوة اتصلت “صدى الوطن” بمدير “مدرسة الرازي” في نيويورك التي تتشارك مع “مركز الإمام علي” في المبنى الذي تملكه “مؤسسة العلوي” التي صادرت الحكومة الأميركية جميع ممتلكاتها ووضعت يدها على جميع أرصدتها.
وسألت “صدى الوطن” الشيخ علي عن تأثير هذه الخطوة على المدرسة التي يشرف على إدارتها فأجاب:أريد أولا أن أنوه بأن مدرسة الرازي هي مدرسة إسلامية خاصة ظل يترواح عدد طلابها بين 400 إلى 450 طالبا منذ تأسيسها في العام 1995 لكن العدد انخفض هذه السنة إلى 300 طالب بسبب الأوضاع الاقتصادية وعدم قدرة بعض الأهالي على تمويل أقساط أطفالهم في المدرسة التي تضم صفوفا من الروضة حتى الثانوية العامة.
وعن علاقة المدرسة بـ”مؤسسة العلوي” أوضح الشيخ علي أن المؤسسة تملك المبنى الذي يضمها إلى جانب المركز الديني (مركز الإمام علي) وتقوم بصيانة المبنى والصرف على عمليات التحديث وتقدم تبرعات سنوية إلى جانب التبرعات التي نحصل عليها من أفراد ومؤسسات نظرا لأن الأقساط المدرسية وحدها لا تكفي لاستمرار دورة العمل.
وعن تأثير عملية وضع اليد على المؤسسة قال: نحن كمدسة سوف نتأثر حكما بهذه الخطوة لأن الحكومة صادرت المبنى ولا ندري ماذا سيحمل لنا المستقبل على ضوء انقطاع الإعانات والتبرعات التي كانت تقدمها لنا المؤسسة.
وأوضح الشيخ علي أن مدرسة الرازي تعتمد برنامجا أميركيا بالكامل ويحظى بموافقة مجلس التربية في نيويورك. أما طلاب المدرسة فهم بأغلبيتهم ينتمون إلى الطائفة السنية (70 بالمئة) وتضم المدرسة حوالي 32 جنسية مختلفة لبلدان عربية وإسلامية وغيرها.
وعن رأيه في الأسباب التي حدت بالحكومة إلى اتخاذ خطوة وضع اليد القانونية على “مؤسسة العلوي” وما إذا كانت مرتبطة بمحاصرة المؤسسات الإسلامية والتضييق عليها، قال الشيخ علي: “إن كل ما أستطيع قوله أننا كمؤسسة تعليمية سوف نواجه صعوبات كبيرة في استمرارنا بسبب نقصان الدعم الذي سنواجهه وبسبب الآثار السلبية التي أحدثها الاعلام الأميركي مع هذه الخطوة، على صعيد تردد الأهالي والمتبرعين في التعامل مع المدرسة، وبعد إعطاء هذه الخطوة أبعادا أمنية ومالية. وهذا سوف يؤثر على نفسية الطلاب”.
وحول إمكانية الاستمرار في العام الدراسي الحالي، قال الشيخ علي لقد سألنا محامينا وقال إنه بإمكانكم إبقاء أبوابكم مفتوحة ونحن حاليا لازال نقوم بعملنا والطلاب يحضرون، لكن ما سيحمله لنا المستقبل يبقى طي الغموض ومن الصعب توقعه. وما أستطيع الجزم به هو أننا سنواجه مشاكل مالية مع النقص المتوقع في الدعم المقدم لنا. نقطة أخرى لا يمكن الإجابة عنها الآن وهي هل ستسمح لنا الحكومة الأميركية في الاستمرار بعد عملية المصادرة التي نفذتهاللمبنى الذي يضمنا، إضافة إلى مصادرة ناطحة السحاب المملوكة لـ”مؤسسة علوي” في منهاتن والتي تمثل موردا أساسيا لدعم المشاريع والمؤسسات التي ترعاها المؤسسة.
وعن اتهام الحكومة الأميركية لـ”مؤسسة العلوي” بتسريب أموال لصالح الحكومة الإيرانية وهل لديها معطيات وأدلة على هذه الاتهامات قال الشيخ علي: أنا لا أستطيع أن أحكم على هذه الاتهامات نحن نرى فقط أوجه الدعم الذي نتلقاه من المؤسسة، أما الاتهامات فيجب على “مؤسسة العلوي” أن تثبت بطلانها، وهذا ليس من شأننا نحن كمؤسسة تعليمية. وكل ما نعرفه أن ما جرى سوف ينعكس علينا بالتأكيد، فنحن مدرسة نعيش على الدعم والتبرعات ومدرستنا هي إحدى مدارس النخبة في منطقة نيويورك باعتراف وشهادة مجلس التربية في المدينة.
وأوضح الشيخ علي أن الضرر لن يكون مقتصراعلى عمل المدرسة اليومي بل يتخطاه إلى برامج عديدة تديرها وتنفذها المدرسة في أيام نهاية الأسبوع وتشمل على سبيل المثال تعليم اللغة الإنكليزية للمهاجرين وصفوف الكمبيوتر وتعليم اللغات العربية والفارسية والقرآن الكريم.
وردا على سؤال حول أية مقدمات لخطوة المصادرة قال الشيخ علي: نحن لم يكن لدينا علم بما سيحصل مع “مؤسسة العلوي” فهم لا يشاركوننا أية معلومات خارج نطاق العلاقة معهم كأصحاب للمبنى الذي يضمنا وقد فوجئنا بما حصل وسمعنا عنه في وسائل الإعلام.
وأضاف “لكن التأثير السلبي المباشر تمثل باحتشاد وسائل الإعلام أمام المبنى الذي يضم المدرسة والمركز الديني وأستطيع القول حتى الآن أن ما ضايقنا هو التعاطي الإعلامي مع هذه القضية، أكثر من الإجراء القانوني الذي اتخذته السلطات الأميركية”.
وحول توقعاته لمستقبل المدرسة واستمرارها ألقى الشيخ علي ظلالا من الشك والخوف على مصير هذه المؤسسة التعليمية لناحية فقدان مصدر رئيس من مصادر الدعم ولناحية تردد الأفراد والمؤسسات وحتى الأهالي حيال استمرار دعم المدرسة في ظل الأجواء الإعلامية المعادية التي رافقت خطوة وضع اليد على المساجد الأربعة وأملاكها وأرصدتها.
Leave a Reply