خاص – “صدى الوطن”
تعرّضُ الطفل على لاضطرابات في الإدراك أو السلوك يعني الكثير لعائلته، خاصة في هذه الأزمة الإقتصادية الصعبة التي تمر بها الولايات المتحدة ما يثقل كاهلها لناحية تحمل النفقات الصحية والتثقيفية.
الجاليات المهاجرة غالباً ما تواجهها مشكلات إضافية تتعلق بالظروف الثقافية والخوف من التنميط، ومنهم هيثم (سامي) شعيتو بائع سيارات من ديربورن قال “لم أكن أعرف ماذا تعني كلمة “توحد” باستثناء ما شاهدته في فيلم “رين مان” أو رجل المطر للممثل المعروف داستين هوفمان، وابن سامي يعاني من هذا المرض الذي يسرح صاحبه في الخيال بعيداً عن الواقع المعاش، وقال “عدم معرفة العرب الأميركيين بمرض “التوحد” يجعلهم غير قادرين على تحديد أعراضه، ويوقعهم في الارتباك والحيرة. فـ”التوحد” والمسمي بالإنكليزية (أوتيزم) هو عدم تطور المدارك لدى الطفل في السنوات الثلاثة الأولى من حياته، ما يجعله غير قادر على التعامل مع الآخرين، وبحسب “جمعية “أوتيزم” الأميركية” فإن المؤشرات الأولى على هذا النوع من الاضطراب تشمل التأخر في اكتساب اللغة المحكية، وترداد مجموعة معينة من المفردات والسلوكيات وعدم الاهتمام بتطوير علاقات صداقة، وعدم القدرة على المشاركة في اللعب الذي يحتاج قدراً من المهارة والتفكير، والتركيز على أجزاء معينة من الأشياء.
شعيتو حين لاحظ أن ابنه غير قادر على التحدث مثله مثل أقرانه، بدأ يخبر زوجته بذلك على مهل، فلربما كان هناك شيء مختلف عند ابنهم. وبعد عدة زيارات لطبيب الأعصاب في مركز ديترويت الطبي للأطفال تم تشخيص المرض بأنه التوحد “أوتيزم”.
يشار على أن مدرسة عامة في غاردن سيتي بيرجر تساعد الطلبة المصابين بهذا المرض من سن ٣ – ٢٦ سنة ليصبحوا سعداء وفي صحة جيدة ومنتجين، بحسب كولين بولين وهي منسقة في المدرسة عملت مع الأطفال “المتوحدين” مدة ٣٣ سنة، وقالت ان “أعداداً متزايدة من العرب الأميركيين يلجأون إلى المدرسة طلباً للمساعدة” وأضافت “إن هناك طفلاً في الـ٦ من عمره ابن عائلة عراقية مهاجرة التحق مؤخراً بالمدرسة، حيث وضعت له خطة للمساعدة بما في ذلك مترجم للتواصل بين إدارة المدرسة وعائلة الطفل “كان بمقدورنا مواجهة حاجات هذه العائلة مع علمنا أن ليس هناك مكان آخر تلجأ إليه”. أضافت بولين “إنه طفل محبب وجميل، حين يضحك يبتهج قلبي”.
في عام ١٩٧٤ افتتحت مدرسة بيرجر كأول مدرسة للطلاب الذين يعانون من التوحد، وبعد عدة سنوات تكفل بنفقاتها رجل أعمال يدعى جاك راسو وعائلته “لم يكن للعائلة طفل في هذه المدرسة” بحسب بولين التي قالت “قبل ٢٠ عاماً كنا نناضل لإقامة ملعب في ساحة المدرسة، لكن رجل الأعمال هذا فتح لنا قلبه وخزائنه، “اليوم بفضل راسو والمتبرعين الآخرين أصبح لدينا كافة المرافق الخاصة التي نحتاجها، ليجد الأطفال مكاناً يمارسون فيه ألعابهم وهواياتهم، بما يكفل المساعدة على تطوير مداركهم وقضاء أوقات ممتعة”.
جدير بالذكر أن كل طالب في هذه المدرسة له احتياجات خاصة، وتقوم إدارتها بوضع خطط تفضيلية لمواجهة العجز لدى كل طالب على حدة. وتقوم المدرسة سنوياً بإقامة العديد من المناسبات الفنية والاجتماعية والمعارض بفضل توفير الأموال من المتبرعين، فبحسب بولين “وفرّ لهؤلاء الطلاب مناسبات خاصة فستكون ذكريات جميلة لهم طول العمر”.
ويقول شعيتو أن راسو هو من شجعه على وضع اسم ابنه على قائمة الانتظار “لم أكن أعلم عن هذه المدرسة لولا راسو” وتمنى شعيتو أن تنتج الجالية العربية الأميركية في الأجيال القادمة عدداً كبيراً من أمثال جاك راسو، وأضاف “يجب أن يكون هناك شخص في كل جالية يشبه راسو، فهو ينفق اموالاً طائلة ووقتاً كبيراً، علينا أن نتمثل خطاه ونقيم مدرسة مثل مدرسة بيرجر.
لمزيد من المعلومات حول مرض التوحد:
وللتحدث مع مسؤول في مدرسة بيرجر هاتف: ٨٤٢٠-٧٦٢ (٧٣٤)
Leave a Reply