محمد الرموني – «صدى الوطن»
يخطو المدعي العام في ولاية ميشيغن، بيل شوتي، بثبات نحو الترشح الى منصب حاكم الولاية خلفاً لريك سنايدر الذي تنتهي ولايته الثانية والأخيرة نهاية العام ٢٠١٨.
المدعي العام المحافظ الذي وقف بصف المرشح الجمهوري للرئاسة، دونالد ترامب، في الوقت الذي لا يزال فيه الكثيرون من حزبه ممتنعين عن دعمه، يبدو أنه قاب قوسين أو أدنى من إعلان ترشيحه لخلافة سنايدر على رأس حكومة الولاية في الانتخابات التي ستقام في تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٨.
شوتي متحدثاً خلال اليوم الأول من أعمال مؤتمر الحزب الجمهوري في كليفلاند، الاثنين الماضي.(رويترز) |
وفي خطوة بهذا الاتجاه، غير شوتي الأسبوع الماضي اسم حملته الانتخابية التي أطلقها في العام ٢٠٠٩ من «بيل شوتي للمدعي العام» الى «بيل شوتي لميشيغن»، وهو ما قرأه المراقبون تأكيداً على نية السياسي الجمهوري البارز من ميدلاند في الترشح الى منصب الحاكم.
وقد رسخ شوتي هذا الاعتقاد من خلال خطابه من على منصة المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري الذي أقيم الأسبوع الماضي في كليفلاند (أوهايو).
فقد تميّز خطاب شوتي، الذي كان المتحدث الوحيد من ميشيغن خلال مؤتمر الحزب، بالتركيز على مواضيع تهم عموم الناخبين في الولاية، وفي مقدمتها أزمة تلوث مياه فلنت التي استغلها الديمقراطيون لتوجيه سهامهم الى سنايدر وسياسات الجمهوريين في خضم الانتخابات التمهيدية.
وقال شوتي في كلمته -التي استغرقت ثلاث دقائق فقط- «إن الحوامل وأمهات الأطفال الرضع لا يجب أن يشربن مياهاً ملوثة بالرصاص» متعهداً بـ«إصلاح الأمر»، «لأن النظام في ميشيغن غير مزور» والعدالة تعني أن هناك قوانين تنطبق على الجميع». وكان مكتب شوتي قد وجه اتهامات جنائية لثلاثة مسؤولين -اثنين من حكومة الولاية وآخر في بلدية فلنت- على خلفية تقصيرهم في معالجة أزمة التلوث التي نجمت عن تغيير مصدر مياه المدينة من شبكة ديترويت الى نهر فلنت الذي تسببت بتآكل الأنابيب وتلوث المياه بمادة الرصاص التي تسببت بأضرار صحية بالغة للسكان لاسيما الأطفال منهم.
كما توجه شوتي في كلمته بالتحية الى أرواح رجال الشرطة الذين لقوا مصرعهم في الآونة الأخيرة بدالاس (تكساس) ومقاطعة بيريان في غرب ميشيغن.
مع ترامب
وسارع النائب الديمقراطي في الكونغرس الأميركي (عن فلنت) دان كيلدي، الى انتقاد مشاركة شوتي في مؤتمر الحزب الجمهوري، وقال في بيان، الإثنين الماضي إن اعتلاءه المنصة يعني دعمه لكل ما يمثله ترامب. مستنكراً دفاعه عن «كل هذه الفرقة والكراهية» التي يتهم ترامب بترويجها.
وأضاف كيلدي الذي تشير أوساطه الى إمكانية ترشحه عن الحزب الديمقراطي لمنصب حاكم الولاية، أن ترامب وشوتي يقفان يداً بيد في كليفلاند لكن إياكم أن تخطئوا، لأنهم لا يقفون في صف الأسر العاملة في ميشيغن».
ولا شك أن شوتي يعوّل بشكل متزايد على حظوظ ترامب في سباق الرئاسة الأميركية غير أن هناك عدداً من المرشحين الجمهوريين المحتملين لخلافة سنايدر، بينهم نائبه الحالي الذي أطلق حملة تحت اسم «براين كالي لميشيغن» لكنه قال لصحيفة «ديترويت نيوز» إنه لن يعلن ترشحه رسمياً إلا بعد انتهاء انتخابات الرئاسة الأميركية في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم. كما يبدي رئيس مجلس نواب الولاية السابق، النائب الجمهوري عن مارشال، جايس بولغر، ميولاً للترشح.
شوتي وسنايدر
وشوتي الذي انتخب لمنصب المدعي العام بالتزامن مع انتخاب سنايدر في العام ٢٠١٠، تمايز خلال سنوات خدمته عن الحاكم في العديد من القضايا، رغم أن كليهما من الحزب الجمهوري. غير أن شوتي كان حريصاً على ابداء اختلافه مع سنايدر لاسيما في أزمة مياه فلنت التي لطخت مسيرة الحاكم والتي في المقابل تميزت بالنهوض الاقتصادي الذي شهدته الولاية في السنوات الماضية.
ويعارض شوتي موقف سنايدر في العديد من القضايا أبرزها قرار الحكومة الفدرالية في إعطاء الطلاب المتحولين جنسياً حرية اختيار المراحيض التي يعتقدون أنها تلائم جنسهم، إضافة الى رفض شوتي لتخفيض المعاشات التقاعدية لموظفي المدارس، ومعارضته للوائح الفدرالية الجديدة الخاصة بالحد من الانبعاثات الملوثة للبيئة، إضافة الى معارضته سحب المياه من البحيرات العظمى المحيطة بولاية ميشيغن.
وتجدر الإشارة الى أن دستور ميشيغن يمنع الحاكم من الترشح لولاية ثالثة على التوالي. حيث ينتخب الحاكم لولاية تمتد لأربع سنوات.
ويحرص شوتي على تبنى مواقف محافظة كان آخرها انضمامه الى دعوى قضائية جماعية ضد قرار إدارة الرئيس باراك أوباما بالسماح للطلاب المتحولين جنسيا بإستخدام دورات المياه وغرف تبديل الملابس المطابقة لجنسهم الجديد. ورد متحدث باسم مكتب سنايدر على قرار شوتي بالقول «نحن الآن منشغلون في مسائل أكثر أهمية»، كما قرر شوتي عدم إستئناف الحكم الصادر من محكمة الإستئناف في ميشيغن والمتعلق بإعادة 550 مليون دولار لصندوق الرعاية الصحية لموظفي المدارس المتقاعدين.
كما أعرب شوتي عن خيبة أمله في حزيران (يونيو) تجاه موافقة حكام ثماني ولايات مطلة على البحيرات العظمى بالسماح لمدينة ميلواكي بسحب مياه الشرب من بحيرة ميشيغن، وإعتبر شوتي هذا القرار بمثابة «سابقة سيئة».
وعلى عكس سنايدر، يعارض شوتي أيضاً اللوائح الفدرالية الجديدة المتعلقة بمكافحة التلوث والتي تستهدف محطات انتاج الكهرباء بواسطة الفحم، وهو موقف مماثل لموقف ترامب الذي تعهد بحماية صناعة الفحم في البلاد.
ورغم تعدد المواضيع الخلافية بين سنايدر وشوتي، يؤكد الأخير ان علاقته مع الحاكم ليست متوترة بالقدر الذي تظهره وسائل الإعلام. وقال «أنا أحترم سنايدر والإنجازات التي حققها ولا شك لاحظت أنه بدوره يحترم مسؤولياتي كمدع عام للولاية»، مؤكداً أن هناك العديد من الموضوعات التي يتفقان بشأنها.
Leave a Reply