بونتياك – أعلن محافظ مقاطعة أوكلاند دايف كولتر –مؤخراً– عن تعيين مديحة طارق في منصب نائب المحافظ لشؤون الصحة والخدمات العامة، لتكون أول مسلمة أميركية تتقلد هذا المنصب الرفيع في ثاني أكبر مقاطعات ولاية ميشيغن، من حيث عدد السكان.
وسوف تباشر مديحة –التي تتحدر من أصول باكستانية– مهام المنصب الجديد في منتصف شباط (فبراير) المقبل، للإشراف على كل من «دائرة الصحة والخدمات الإنسانية» و«دائرة الخدمات العامة»، اللتين تضمان ما يربو على ألف موظف، وتعتبران من أكبر الدوائر الحكومية في المقاطعة التي يسكنها زهاء 1.27 مليون نسمة.
وتشرف الدائرتان على مجموعة واسعة من الخدمات الصحية والاجتماعية، من بينها: مكتب الطب الشرعي وبرامج مراقبة المدانين في محكمة المقاطعة (پروبايشن) ونظام الإصلاحيات المحلي بما في ذلك «قرية الأطفال» المخصصة للقاصرين، فضلاً عن برامج الإسكان وتطوير الأحياء ومراكز إيواء وتبني الحيوانات الأليفة.
وتتولى مديحة –حالياً– منصب مدير «الصحة العامة» بمركز «الصحة والأبحاث المجتمعية» في منظمة «أكسس» بديربورن، حيث تتركز أولوياتها حول القضايا الصحية وصيانة حقوق المجتمعات العرقية المهمشة في جنوب شرقي ميشيغن.
وخلال مسيرتها في «أكسس»، ساهمت مديحة في توفير الاستجابة السريعة لتداعيات وباء كورونا في العديد من المجتمعات المحلية، من خلال توفير الاختبارات الطبية وضمان الرعاية المطلوبة للمتضررين من جائحة الفيروس التاجي، حسبما جاء في بيان تعيينها.
إضافة لذلك، تشغل مديحة عضوية هيئة التدريس بـ«جامعة وين ستايت» بديترويت، حيث تقوم بتدريس فصول الصحة العامة. كما أنها تواظب على نشر أبحاثها حول قضايا الصحة العقلية، وتأمين الوصول العادل إلى الرعاية الطبية، إلى جانب التركيز على آثار التفاوتات الصحية في المجتمعات المحرومة، لاسيما بين مجتمعات اللاجئين والمهاجرين الجدد.
وتعليقاً على قرار تعيينها في المنصب الجديد، أعربت مديحة –في بيان– عن حماسها للعمل في حكومة مقاطعة أوكلاند، في إطار مقاربة مبتكرة تتطلع إلى «تحسين الصحة العامة من خلال معالجة العوامل المجتمعية التي تؤثر على صحة الناس»، مثل إصلاح العدالة الجنائية وتوفير السكن والأمن الغذائي للسكان.
وقالت مديحة: «من أجل التمتع بصحة عامة مجزية، يجب أن تكون قادراً على معالجة العوامل التي لا ترتبط بالصحة بشكل حصري»، لافتة إلى أن قضايا «الإسكان أو قرية الأطفال أو نظام العدالة الجنائية أو الأمن الغذائي» تندرج في «نسيج صحتنا»، بحسب تعبيرها.
وأضافت: «لا يمكنك أن تتوقع من شخص ما أن يتعايش مع مرض السكري إذا لم يكن بإمكانه الوصول بسهولة إلى طعام صحي، وإذا لم يكن لديه سقف ينام تحته بأمان»، موضحة أن «الشخص الذي يتمتع بالأمان في صحته وسكنه يكون أقل عرضة لانتهاك نظام العدالة الجنائية».
من جانبه، أكد المحافظ كولتر أن مديحة ستشكل «إضافة رائعة» لفريق إدارته، وقال: «تتمتع مديحة بخبرة واسعة في مجال الصحة العامة، وتركز بشكل خاص على العوامل المجتمعية التي تؤثر على الصحة»، مضيفاً: «إنها تدرك حقاً الروابط بين الصحة العامة والعوامل المجتمعية الأخرى».
يُشار إلى أن مديحة من مواليد باكستان، وقد هاجرت إلى الولايات المتحدة وهي في سنّ السادسة عشرة. حصلت على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد والسياسة الدولية من «جامعة ميدلبوري» بولاية فيرمونت، وعلى شهادة الماجستير في الصحة العامة من «جامعة جورج واشنطن» بالعاصمة واشنطن، حيث عملت أيضاً في السفارة الباكستانية لفترة من الزمن، قبل انتقالها للعيش في ميشيغن.
وتقيم مديحة حالياً مع زوجها وابنيهما في مدينة فيرنديل، التي كان يرأس بلديتها كولتر، قبل انتخابه لمنصب محافظ مقاطعة أوكلاند عام 2018.
ووفقاً للتقديرات تضم مقاطعة أوكلاند آلاف الأسر العربية، معظمهم من العراقيين واللبنانيين والسوريين الذين يقطنون مدن وبلدات جنوب شرقي المقاطعة، مثل تروي وساوثفيلد وماديسون هايتس ووست بلومفيلد وفارمينغتون ونوفاي.
وإلى جانب الجاليات العربية، تضم المنطقة، نسبة متنامية من المسلمين المتحدرين من بلدان آسيوية مثل الهند وباكستان وبنغلادش، حيث يشكل ذوو الأصول الآسيوية حوالي 8.5 بالمئة من إجمالي سكان مقاطعة أوكلاند، وفقاً لأحدث بيانات مكتب الإحصاء الأميركي.
Leave a Reply