خرجَ غاضباً. وكان أن تأبَّط شراً، فكان أن.. تسمّى: هكذا.. تقطّر من هديل الشرفاتِ حمامٌ. من غموضِ المسافاتِ الطويلةِ.. سنونواتٌ. هكذا.. اندلقَ سكْرٌ على الأرضِ.. فعرّشت امرأةْ. شهقَ الزجاجُ.. فصارَ مرايا. هي اللغةُ إذنْ. لها حرماتُها الحجريةُ. لها الكهّانُ والسدنةْ. ولها المجازُ والتمرّد.. والنزوحُ القويُّ، إلى ورقِ الشجرِ، لترقص. لو يعترفِ العابدونَ.. بماذا يحلمون حين ينامون على وردة أجسادهم!
هي يدٌ قطفت التفاحةَ الأولى. “اهبطوا منها”!. هبطنا. ازيّنت يدٌ عاشقةٌ بالأساور.. لتفتح نافذةً في ذهبِ الشهوات. ضفيرةٌ بالحنّاء.. كي تخفّ رائحةُ الليلِ قليلا. جسدٌ بالوشمِ لتأريخِ العشب، وأسطرةِ الفرشات..
-2-
إلى أين ستأخذكَ الأرضُ- اللغةُ يا آدمُ؟ و”علّم آدم الأسماء كلّها”. وحوّاء.. علّمته أسماءَ جسدِها فكانت ذراريَ. وكانت شعوبٌ وقبائلُ، وكانت بابلُ . هكذا.. خرجنا من فصحى الظلالِ إلى لهجاتِ الحفيفْ. هكذا.. لليدين الأساور. للقدمين الخلاخيلُ.
وأنتَ.. إلى أين ستأخذك القصيدةُ يا فارسَ القبيلة. إلى غوايات “غزية” أم إلى عباءات الغريب؟ إلى أين ستأخذك العبارةُ والإشارة. إلى “خمّارة البلدِ”، أم إلى خيلٍ وليلٍ.. ليقتلوك؟!
للغةِ ذكرياتُها في المعاني، ولها التواطؤ.. والغموضُ المبينُ، فمن المرهفُ يا فارسَ القوم.. حسُّكَ أم سيفكَ؟!
للغةِ طفولتُها السماويةُ.. فهل أخبرتكَ الرمالُ الزرقاء في باديةِ “السماوة”.. كم نخلةٍ ستبكي عليك وأنتَ تقطعُ عطش الطريقِ الطويل بين الوعدِ والوعيد؟!.
-3-
تذكرُ! مرّةً.. امرأةٌ أخذتكَ إلى جرّةٍ للنبيذ، لم تنتبه ليديها الصغيرتين، لم تنتبه لأساورها، ولم تصحُ عن خمر يتعتقُ في أنوثةِ التراب. هي الشهواتُ ترشحُ من الجرار ومن الذهبْ.
تذكرُ! مرّةً.. مرآةٌ- صفحةُ ماء.. أخذت وجهكَ إلى الجوار. فرُحْتَ تقتفي أثرَ النرجس. ابتعدت، ولم تعدْ. هل تتبعتَ الغزالةَ كي تكتشفَ الأرضَ البعيدة أم كي تتعلمَ الغناء؟!.
مرّةً. بدأتَ من عتمةِ الكهفِ القديمِ، ولم تنتهِ بعد. فإلى متى ستهيمُ في كل وادٍ؟ قلَّ الغاوون، وقلَّ “الذين آمنوا..” وأنت تكثرُ، تتكاثرُ فيك..كي تظلّ الواحد الذي هو أنت. ما زلت تدجّن ما توحّش من حشائش.. فما كان ذلك النبات قبل أن يصبح نعناعاً في أحواضِ الكلام؟!.
-4-
ليس كل قتل جريمة، فخذ الحلوى من الغريب.. ولاتخف!
Leave a Reply