ديترويت – علي حرب
أعلن مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي)، جيمس كومي في كلمة ألقاها الأسبوع الماضي بمدينة ديترويت أن مكافحة الإرهاب لا تزال تشكل الأولوية بالنسبة لمكتبه، مشيراً الى وجود خطرين محدقين الأول يتمثل بالإرهاب المحلي المنشأ، الى جانب توجس الوكالة من عودة الجهاديين الغربيين الى بلدانهم ومنها الولايات المتحدة.
مدير الـ«أف بي آي» جيمس كومي متحدثاً أثناء مؤتمر صحفي عقده خلال زيارته لمكتب ديترويت الأسبوع الماضي. |
وجاء كلام كومي في مؤتمر صحافي عقده خلال زيارته لديترويت يوم الثلاثاء الماضي في ٢٩ نيسان (أبريل) شرح فيه أن خطر الإرهاب قد تغير عبر السنوات الماضية ولم يعد موجهاً بشكل آحادي من قبل تنظيم «القاعدة».
وأضاف كومي أن مسؤولية الـ«أف بي آي» الأولى تبقى مكافحة الإرهاب والتجسس، مؤكداً أنه «لا مساومة على الأمن القومي.. هذا تعهد أنا مستمر فيه، لكن أبعد من ذلك لدينا مسؤوليات جمة ونحن نسعى للتأكد من إستجابتنا السريعة لحاجات ومتطلبات كل المجتمعات المحلية التي نتواجد فيها».
وكان كومي قد عُين مديراً للوكالة منذ ثمانية أشهر وتعهد بعد تسلمه المسؤولية بأن يقوم بزيارة ٥٦ مكتباً فرعياً للـ«أف بي آي» في طول البلاد وعرضها خلال عامه الأول في الوكالة. وقد التقى الأسبوع الماضي في جلسات عمل مع العديد من موظفي الوكالة الذين يعملون في كافة أنحاء ولاية ميشيغن تحت إشراف مكتب ديترويت برئاسة العميل الخاص بول آبات.
وأشار كومي في كلمته إلى خطورة وجود الآلاف المقاتلين الأجانب في سوريا حيث يكتسبون هناك الخبرة والتدريب الى جانب العلاقات والمفاهيم الجديدة التي سيحملونها معهم إلى بلادهم عند عودتهم اليها. وشبه كومي الحرب الأهلية في سوريا بوضع أفغانستان في ثمانينات القرن الماضي عندما كان الإسلاميون، ومن بينهم «جهاديون» بقيادة أسامة بن لادن، يحاربون القوات السوفياتية. وأضاف «لقد قال الكاتب مارك تواين إن التاريخ لا يعيد نفسه لكنه بالتأكيد يتناغم، وأنا قلق لأننا نرى تناغماً مع أفغانستان في حقبة الثمانينيات والتسعينيات» عندما إكتسب بعض الإرهابيين أسوأ أنواع الخبرة والعلاقات قبل أن ينتشروا إلى مختلف أصـقاع العـالم وصولاً الى اعتداءات ١١ أيلول (سبتمبر).
وأضاف «من هنا نريد التأكد من رصد أي خطوط مرسومة بين مايجري في سوريا الآن والهجمات المستقبلية المحتملة على الولايات المتحدة». وأوضح كومي أنه لا علاقة بين سياسة إدارة الرئيس باراك أوباما تجاه سوريا وطرق معالجة الوكالة لقضية «الجهاديين» المتوافدين إلى سوريا، وأردف «إن الحرب هناك تؤثر على كل الولايات المتحدة لأن الأميركيين الذين يسافرون للإلتحاق بالحرب في سوريا ليسوا سيعودون وكذلك مواطنو الإتحاد الأوروبي».
وأكد كومي أن المتطرفين الإرهابيين في الداخل الأميركي الذين يعملون بإستقلالية ولا يأتمرون مباشرة بـ«القاعدة» هم السبب الإضافي لوضع مكافحة خطر الإرهاب الداخلي على سلم الأولويات، إذ أشار مدير الـ«أف بي آي» إلى أن الإنترنت تشكّل مصدر إلهام و«توفر إرشادات لصنع قنابل محلية».
ورداً على سؤال لـ«صدى الوطن» حول آلية وضع أسماء على لائحة الممنوعين من السفر، واتهام الوكالة بإستغلال هذه اللائحة من أجل تجنيد مخبرين، رفض كومي التعليق قائلاً إن «هناك سلسلة إجراءات تفصيلية نبحثها في الحكومة لكي نرى ما إذا كانت الدلائل دافعة بما فيه الكفاية لوضع أحد على لائحة المنع من السفر» وأضاف أن هناك أيضاً إجراءات شبيهة لإعادة مراجعة الدلائل هذه من أجل إزالة أي اسم مدرج على اللائحة، واستطرد «لائحة المنع من السفر هي أداة مهمة تستخدمها الـ«أف بي آي» بعناية فائقة».
وحول التساؤلات الكثيرة المتعلقة ببرامج التجسس الحكومية أعرب كومي عن إعتقاده بأن «على الناس بشكل عام أن يشككوا بأفعال الحكومة لكن أنا فخور بالطريقة التي تتعامل فيها الوكالة في تنفيذ القانون باستحصالها على مذكرات قضائية قبل نبش محتويات البريد الإلكتروني أو الهاتفي المتهم». وقال «أنت وأنا لا نريد العيش في عالم حيث لا أتمكن عبر أساليب شرعية من كسر تشفير الإنترنيت لكي أجد شخصاً قام بإختطاف طفل مثلاً، فهل تريدنا أن نكون مقيدين حيال أمر كهذا؟».
وتعهد كومي أيضاً بمحاربة جرائم العنف والفساد لكنه أشار إلى أن هذه المشاكل لا تقتصر على ديترويت، وقال «أنا لا أريد إيذاء مشاعركم لكي لا أعتقد أن لدى ديترويت مشاكل إجرامية فريدة من نوعها هذه مشاكل نشاهدها في العديد من المدن في أنحاء البلاد».
وأكد أن الوكالة تتعاون مع السلطات المحلية من شرطة ووكالات أمنية لكي تجتث جذور العنف في ديترويت المتمثل بوجود العصابات وتجار المخدرات المسلحين لكنه حذر من أن القوى الأمنية لوحدها غير قادرة على حفظ أمن الأحياء.
Leave a Reply