بانيتا: أؤمن بقوة أنكم جزء من العائلة الأميركية.. وأنا والأمة بحاجة إليكم
ديربورن – خاص »صدى الوطن«
سعى مدير »وكالة المخابرات المركزية الأميركية« (سي آي أي) ليون بانيتا إلى طمأنة العرب الأميركيين الأربعاء الماضي بأن الوكالة لن تنخرط مرة أخرى في أساليب الاستجواب المشكوك بقانونيتها والتي أفادت تقارير أن اتباعها من قبل الوكالة قد شوه صورتها.
»أعتقد أنه من الواضح بأننا لن نقوم باستخدام أي شيء تم اللجوء إليه في الماضي« هكذا أبلغ بانيتا المراسلين قبل إطلاق خطابه أمام حوالي 150 من قيادات ونشطاء الجالية العربية الأميركية خلال حفل إفطار رمضاني نظمته الوكالة في قاعة نادي بنت جبيل الثقافي في ديربورن مساء الأربعاء الماضي.
وتندرج زيارة بانيتا إلى مدينة ديربورن في إطار جهد تقوم به الوكالة لدفع عملية تجنيد عملاء لها من صفوف الجاليات العربية والمسلمة، وحيث تأمل الوكالة باجتذاب متقدمين يتقنون لغات شرق أوسطية وخبرات ثقافية متنوعة.
وقال بانيتا »إنني لا أتحدث عن صواب أو خطأ (الممارسات السابقة) في إشارة إلى تقارير عن استجوابات عنيفة وعمليات ترحيل سرية استخدمت في أعقاب اعتداءات 11 أيلول«.
وأضاف بانيتا إن »ما حصل سابقا كان على قاعدة حسن نية لدى من قاموا به. وأنا لا أشكك بوطنية هؤلاء. لقد كانت فترة واجهت فيها البلاد هجمات رهيبة، وأنا أفهم الأسباب التي حدت (بمسؤولين سابقين) إلى فعل ما فعلوه«. وتابع بانيتا: »لكنني أعتقد بأنه قد حصلت أخطاء في التقديرات التي وضعت وآمل بأننا لن نرتكب الأخطاء ذاتها«.
وأشار بانيتا إلى خلفية عائلته المهاجرة في مخاطبته الحضور وقال: »إن الولايات المتحدة هي أرض المهاجرين وأنا ابن لمهاجرين ايطاليين وأعرف ما هي مآثر المهاجرين إلى هذه البلاد. أضاف “إن الولايات المتحدة قوية لأنها أمة الأمم ولأنها تبني على قوة الناس من كل ناحية من نواحي العالم«.
وأبلغ بانيتا المراسلين أنه بحديثه إلى العرب والمسلمين الأميركيين عن التجنيد كان القلق الرئيسي الذي حضر يتمثل بالعوائق الأمنية التي يواجهها العديد من المسافرين والمتواصلين مع الخارج.
وقال بانيتا: »علينا أن ننظر في هذه الإجراءات للتأكد من عدم وجود أية عوائق أمام قدرتنا على اجتذاب أناس مؤهلين من تلك الجاليات إلى الوكالة«.
وأثنى بانيتا على جهود الرئيس باراك أوباما للتواصل مع العرب والمسلمين، مشيرا إلى الخطاب الذي وجهه في حزيران (يونيو) الماضي الى العالم الاسلامي من جامعة القاهرة والى الإفطار الذي أقامه البيت الأبيض في وقت سابق من هذا الشهر. وقال إن أوباما أظهر تحولا واضحا ونأى بنفسه عن الإجراءات الاستفزازية المتخذة سابقا بحجة الأمن الداخلي. أضاف »أعتقد أن الرئيس أوباما أشار إلى أن هذه الإدارة هي إدارة جديدة. وعندما أصدر أمره التنفيذي فيما يتعلق بمنع التعذيب خلال عمليات الاستجواب، وأعتقد أنه كان واضحا بأننا سنعمل وفق القيم الأميركية«.
وخاطب بانيتا الجالية المسلمة والعربية بالقول: »إنني أؤمن بقوة أنكم جزء من العائلة الأميركية وأريدكم أن تعرفوا ذلك. وبالنتيجة احتاجكم لتكونوا جزءا من الجهد الذي تبذله الـ»سي آي أي« بهدف حماية البلاد التي أعطت كل عائلاتنا المهاجرة الفرصة المهمة جدا لأبنائها«.
وعبر بانيتا عن أمله بزيادة التنوع في صفوف العاملين في الوكالة، والعمل على تحقيق هدف رفع عدد موظفي الأقليات وسائر الأعراق من حوالي 20 إلى 30 بالمئة.
وتابع بانيتا: على الوكالة أن تعكس وجه الأمة التي تحميها وأن تعكس وجه العالم الذي نتعامل معه.
وكرس بانيتا جزءا مهما من خطابه مساء الأربعاء الماضي لتسليط الضوء على الأقسام والمهمات داخل الوكالة. وخلص إلى القول »إن عملنا هو عمل كل الأميركيين ولأجل ذلك أتطلع إلى الترحيب بالمزيد من العرب والكلدان والمسلمين الأميركيين إلى مهمة الوكالة«. أضاف: »أنا بحاجة إليكم، والأمة بحاجة إليكم«.
جدير بالذكر أن بانيتا عين مديرا للوكالة من قبل الرئيس باراك أوباما في شهر شباط (فبراير) الماضي، وخاض معركة مع وزير العدل أريك هولدر حول الإفراج عن سجلات الاستجواب وتحقيقات وزارة العدل مع مسؤولين في الوكالة.
وقد زادت وكالة الـ»سي آي أي« من حضورها خلال الأعوام الماضية في المناسبات السنوية التي تقيمها الجاليات العربية والمسلمة، بما فيها احتفالات »أي دي سي« والمجلس العربي الأميركي والكلداني وغرفة التجارة الأميركية العربية ومنظمات أخرى منفقة عشرات ألوف الدولارات على أكشاك ويافطات وإعلانات.
من جهته قال الناطق باسم كونغرس المؤسسات العربية الأميركية في ميشيغن الزميل أسامة السبلاني »إن قيادات الجالية تثمن الجهود التي تبذلها وكالة المخابرات المركزية لبناء الجسور، وقام بتقديم لوحة تقديرية لمديرة برنامج الـ»سي آي أي« لشؤون التواصل مع العرب الأميركيين زهرة روبرتس غير أنه قال »إن العرب الأميركيين عانوا منذ 11 أيلول 2001، لكننا جاهزون لخدمة بلدنا وقد حان الوقت لنعامل مثل سائر الأميركيين«.
والجدير بالذكر أن الإفطار هو الأول من نوعه الذي تنظمه الوكالة في أميركا.
بيان كونغرس المؤسسات
وكان »كونغرس المؤسسات« قد أصدر بيانا رحب فيه بالزيارة التي قام بها رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) الى مدينة ديربورن.
وقال البيان: »مع اقتراب نهاية شهر رمضان الكريم تقوم بعض الوكالات الفيدرالية والمحلية بتنظيم إفطارات رمضانية للجاليات العربية والمسلمة. وبهذه المناسبة يرحب »كونغرس المؤسسات العربية الأميركية في ميشيغن« بالتواصل الرسمي مع جاليتنا لمشاركتنا الفوائد الروحية لأكثر الشهور أهمية في الروزنامة الإسلامية«.
وأضاف البيان: »إن الاعتراف الملائم بالدين الإسلامي وبالمساهمات الهامة التي يقدمها وأتباعه لعالمنا يساعد على التقليل من الآثار المدمرة للـ»اسلاموفوبيا« (التخويف من الإسلام) على أتباع الديانة الإسلامية من جهات رسمية وغير رسمية«.
وتابع البيان: »بالأمس، نظمت وزارة الخارجية الأميركية حفل إفطار حضرته وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في العاصمة واشنطن. وفي مدينة ديربورن استضاف رئيس البلدية جاك أورايلي افطارا للجالية العربية والمسلمة في المدينة في قاعة بيبلوس واليوم (الأربعاء) يشارك زعماء من المجتمعين العربي الأميركي والحكومي الأميركي في أول حفل افطار من نوعه تستضيفه وكالة المخابرات المركزية الأميركية ويحضرها مديرها ليون بانيتا. وفي مساء اليوم نفسه يستضيف رئيس بلدية ديربورن هايتس دان باليتكو حفل افطار للجالية العربية والمسلمة في مدينته«.
وقال الناطق باسم »كونغرس المؤسسات« أسامة السبلاني في البيان »إننا نرحب بحرارة بمدير الـ»سي آي أي« في جاليتنا كضيف مميز مساء الأربعاء 16 أيلول 2009 في قاعة نادي بنت جبيل الثقافي في مدينة ديربورن«. وأضاف: »إننا نأمل أن يبدأ هذا الموسم بتعاون طويل ومثمر بين جاليتنا وتلك المؤسسات المسؤولة عن حمايتنا«.
أضاف السبلاني: »إننا واثقون أن عملهم يمكن انجازه بفعالية مع الحفاظ على احترام نصوص الدستور الأميركي وحقوقنا المدنية. ونأمل أيضا بأن تجد حكومتنا وسائل للتخفيف من القيود القائمة على عمل المنظمات الخيرية التي تهدف الى الالتزام بالواجبات الدينية في مد يد المساعدة للمعوزين. وعندما يتم التعامل باحترام مع المنظمات الشرعية والمواطنين الخاضعين للقانون بصرف النظر عن ديانتهم، أو أصولهم العربي والقومي فإن المتطرفين سوف يفقدون وسيلة تجنيد هامة«.
وتابع سبلاني: »إن العرب والمسلمين الأميركيين الملتزمين بالقوانين هم على استعداد دائم لدعم الأمن الداخلي والوكالات الاستخباراتية وأجهزة تطبيق القانون لأجل ضمان تحقيق الأمن الأقصى لأميركا ولكل العالم. وختم السبلاني: مع إداركنا للأنشطة المنحرفة التي اعتورت أداء مهمة تلك المؤسسات إلا أننا نذكر مستضيفينا بأننا نقف ضد هذا النوع من الممارسات الضالة، مثل عمليات التسليم السرية للمعتقلين، والتعذيب والتوقيف والاحتجاز بلا مبرر«.
Leave a Reply