ديترويت
أعلن مدير دائرة التنمية الاقتصادية في مقاطعة وين، العربي الأميركي خليل رحّال –الخميس الماضي– عن انتهاء خدمته في إدارة محافظ المقاطعة وورن أفينز، والانتقال إلى وظيفة جديدة، خلال الأسبوع المقبل.
وكتب رحال على صفحته في موقع «فيسبوك»، في فقرة بعنوان: «حان وقت الأخبار الشخصية»: «سأترك منصبي بعد أكثر من سبع سنوات من الخدمة كمدير لدائرة التنمية الاقتصادية في مقاطعة وين، للانتقال إلى وظيفة عظيمة أخرى»، لافتاً إلى أنه سيكشف عن المنصب الجديد في وقت لاحق.
وكان رحال قد عُيّن في منصبه الحالي في الوقت الذي كانت فيه مقاطعة وين تواجه خطر الإفلاس في عام 2015، لكن مع تولي أفينز لمهام منصبه على رأس كبرى مقاطعات ميشيغن، بدأ التعافي يدبّ في مدن وبلدات وين التي حققت خلال سنوات قصيرة نمواً اقتصادياً لافتاً بإشراف فريق من الخبراء والمختصين الاقتصاديين والإداريين، محققة فائضاً يربو على 146 مليون دولار في عام 2018.
رحال، اللبناني الأصل، لعب دوراً محورياً في إعادة المقاطعة إلى واجهة الانتعاش الاقتصادي والمالي، وذلك من خلال رؤيته التي تركزت حول إعادة هيكلة الدائرة المفصلية فور تعيينه رئيساً لها، ما مكّن المقاطعة من تركيز جهودها على دعم الأعمال التجارية القائمة، وتأسيس فضاء عالمي المواصفات لجذب الاستثمار من داخل وخارج الولايات المتحدة.
وكانت تجربة رحال الزاخرة بالنجاحات المتألقة، قد أهلته لكي يكون أقرب المساعدين لأفينز، الذي طالما وصف المسؤول، الذي ولد ونشأ في مدينة ديربورن لمهاجرين من منطقة برج البراجنة في العاصمة اللبنانية، بيروت، بـ«الشخص الأساسي في تقدّم مقاطعة وين».
ومنذ بداية توليه إدارة التنمية الاقتصادية في مقاطعة وين، قاد رحال مشاريع تنموية عديدة من بينها إعادة تشغيل مصنع «مكلوث ستيل بلانت» في مدينة ترينتون والإشراف على إحياء ثلاثة مصانع سابقة لشركة «فورد»، كما تولى صفقة بيع «نادي وورن فالي للغولف» لبلدية ديربورن هايتس.
كذلك، نجح مساعد الادعاء العام السابق في مقاطعة وين، في إعادة الحياة إلى ناطحة السحاب «غارديان» في وسط ديترويت، مع إعادة تشغيلها بنسبة 95 بالمئة، لتتحول إلى مرفق مثمر مالياً في قلب منطقة الداونتاون التي سجلت ازدهاراً مشهوداً خلال السنوات الأخيرة.
وتثميناً لجهوده في إعادة المقاطعة إلى الواجهة الاقتصادية والاستثمارية بولاية ميشيغن، مُنح رحال في عام 2019 جائزة «جمعية المطورين الاقتصاديين بميشيغن» (ميدا)، التي تمنح للقادة الاقتصاديين الذين يظهرون التزاماً بالتنمية الاقتصادية وتفانياً في إنماء مجتمعاتهم.
ولم تكن جائزة «ميدا» هي الجائزة المرموقة الوحيدة التي حصدها رحال خلال مسيرته المهنية الحافلة بالإنجازات، إذ سمّته مجلة «كراين–ديترويت» المختصة بالمال والأعمال، ضمن قائمة أفضل 40 شخصية تحت سن الـ40 لعام 2018، كما سمته ضمن قائمة «50 اسماً حكومياً يجب أن يُعرفوا» في الولاية.
وفي حديث مع «صدى الوطن»، أشاد لاعب الفوتبول الأميركي السابق في «جامعة غراند فالي ستايت»، بتوجيهات وإرشادات المحافظ أفينز التي كان لها الأثر الأكبر في إخراج المقاطعة من أزماتها الاقتصادية والمالية الخانقة، وتحقيق الازدهار الاقتصادي خلال سنوات معدودة.
ووصف رحال رئيسه، أفينز، بـ«المعلم العظيم»، وقال: «لقد كان قائداً رائعاً، لقد تعلمت الكثير من إرشاداته. أفينز منحني حرية القدرة على تنفيذ مشاريع بعضها كان مثيراً للجدل لأسباب وجيهة».
وأضاف: «إنني أشكره أيضاً للسماح لي بترك منصبي والانتقال إلى وظيفتي الجديدة».
ولم يكشف رحال لـ«صدى الوطن» عن طبيعة وظيفته الجديدة التي ستكون في القطاع الخاص، مكتفياً بالإشارة إلى أنه سيكون في ولاية ميشيغن.
وأردف قائلاً: «لقد كنت محظوظاً بما يكفي لكي أتعلم وأطور نفسي من خلال عملي مع أفينز والعديد من زملائي الآخرين»، منوهاً بأن المقاطعة التي تضم 43 مدينة وبلدة أنجزت تحت إدارة أفينز العديد من المبادرات والمشاريع التي ينبغي تسليط الضوء عليها.
وأعرب رحال عن اعتزازه بالنجاح الذي حققه خلال عمله ضمن فريق أفينز، وقال: «عندما أتذكر النقطة التي بدأنا منها عام 2015، أدرك بأننا حققنا الكثير مما كنا نصبو إليه، وبعض الإنجازات فاقت توقعاتنا، في بعض الأحيان».
وأثنى رحال على جهود زملائه الحاليين والسابقين، ومفوضي مقاطعة وين، وأعضاء الكونغرس، ورؤساء البلديات، وأعضاء المجالس البلدية، والمنظمات غير الربحية، والمطورين والوسطاء العقاريين، وقال: «أود أن أشكر هؤلاء جميعاً لأنهم كانوا شركاءنا في إنجاز المهام الملقاة على عاتقنا».
يُشار إلى أن رحال من مواليد وسكان مدينة ديربورن. تلقى تعليمه في مدارسها العامة، وتخرج من «ثانوية فوردسون». وهو حاصل على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية من «جامعة غراند فالي ستايت» ، وشهادة الدكتوراه في القانون من «جامعة ديترويت ميرسي».
Leave a Reply