ديربورن – خاص “صدى الوطن”
استجاب مساء الاثنين الماضي عدد كبير من نشطاء ورجال أعمال وفعاليات سياسية واجتماعية ودينية في الجالية لدعوة “تجمع العرب الأميركيين لدعم بيرنيرو” لإقامة لقاء انتخابي في النادي اللبناني الأميركي في ديربورن مع رئيس بلدية لانسنغ الحالي والمرشح الديمقراطي لحاكمية ميشيغن، فيرج بيرنيرو، والتعرف على برنامجه الانتخابي ودعم حملته الانتخابية، حيث من المقرر إقامة حفل لجمع التبرعات في 5 تشرين الأول (أكتوبر) في صالة “بيبلوس” في ديربورن.
وأدار اللقاء الناشط السياسي وناشر صحيفة “صدى الوطن” الزميل أسامة السبلاني الذي شدّد على ضرورة انخراط العرب الأميركيين في مختلف العمليات السياسية، وفي جميع المواقع الحكومية، لما لذلك من تأثير مباشر على مصالح العرب، ومستقبل الجالية في الولايات المتحدة الأميركية.
ونوّه السبلاني، الى أنه من المفيد للعرب الأميركيين أن يتعاملوا مع الانتخابات للحاكمية بذكاء وألا يقصروا مشاركتهم وجهودهم ودعمهم لمرشح واحد، مشدداً على أنه لا يوجد أي تعارض في أن يقوم أبناء الجالية العربية بدعم المرشحين في الوقت نفسه، كل من حيث اهتماماته ومصالحه. فالمهم في النهاية –على حد تعبير السبلاني- أن يرتبط فريق من أبناء الجالية بـ”الفائز” في انتخابات الحاكمية، وأن يقيموا معه علاقات طيبة تضمن الحفاظ على مصالح العرب الأميركيين في هذه المنطقة.
وأشار السبلاني إلى المفاجآت التي حملتها الانتخابات التمهيدية (النصفية) خاصة في الجانب الديمقراطي، ووصف تلك المفاجآت بأنها من طبيعة العمل السياسي حيث لا يمكن ضمان النتائج الانتخابية إلا في اللحظة الأخيرة.
وأنهى السبلاني حديثه بأن الدور السياسي للعرب الأميركيين له عنصران أساسيان هما: التصويت والمال.. عبر دعم الحملات الانتخابية.
وتطرق الناشط العربي الأميركي المولج بحملة بيرنيرو الانتخابية المحامي نبيه عياد إلى نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة التي أظهرت تقدم المرشج الجمهوري للحاكمية ريك سنايدر بفارق 20 نقطة، وقال: “إن تلك الاستطلاعات أجريت قبل بث الإعلان الانتخابي لبيرنيرو على القنوات التلفزيونية”. وأضاف “تشير الأرقام الآن إلى أن بيرنيرو يتقدم بمعدل نسبته 6 بالمئة على سنايدر منذ بث الاعلانات التلفزيونية.. وما هو زال يحصد المزيد من النقاط”.
عياد، الذي نسق واقام حفلا لجمع التبرعات لصالح حملة بيرنيرو في الانتخابات التمهيدية (النصفية) في مدينة كانتون في شهر آب (أغسطس) الماضي، ذكّر في إشارة واضحة الدلالة على المفاجآت التي تحملها الانتخابات، وقال “لقد أظهرت أرقام الاستبيانات في الانتخابات النصفية تقدم المرشح آلن ديلون على المرشح فيرج بيرنيرو، في البداية، ولكن في النهاية ربح بيرنيرو، والآن تظهر الأرقام تقدم سنايدر ولكن في الانتخابات النهائية (في 2 تشرين الثاني) سيكون الانتصار لبيرنيرو”.
وفي كلمة حماسية اتسمت بالحيوية والتدفق، لم يستطع خلالها المرشح الديمقراطي أن يخفي فرحته وحماسته، باللقاء الذي نظمه “تجمع العرب الأميركيين من أجل بيرنيرو”، شكر الحاضرين، وأثنى على جهودهم، واستذكر قصة والده، المهاجر الإيطالي الذي قدم الى الولايات المتحدة في أواسط القرن الماضي واستطاع بناء مستقبل زاهر لنفسه ولعائلته، محاولا على الأرجح دغدغة مشاعر العرب الأميركيين الذين يملكون في الغالب القصة نفسها، وقال “لدي خبرة ومعرفة بتجارب المهاجرين ولذلك فأنا أدعمهم. أنا أدعمكم جميعا”.
وأضاف في إجابة لتساؤل إمام المركز الإسلامي السيد حسن القزويني “بدون شك أريدكم أن تكونوا جزءاً من فريق عملي وإدارتي، وسوف تكون شراكة وهذه الشراكة ستجعلنا أقوياء وتساعدنا في التعرف على بعضنا”.
وأشار في السياق ذاته إلى أنه استضاف بصفته رئيسا لبلدية لانسنغ حفل إفطار رمضاني دعا إليه مختلف الفعاليات الدينية، وأنه عين شخصاً مسلماً كنائب لمدير حملته الانتخابية.
كما استعرض بيرنيرو بعض المفاصل الهامة في مسيرته المهنية خلال السنوات الخمس الماضية التي جلبت له الكثير من النقد ولكنها أثبتت بمرور الوقت صحتها ونجاعتها، واصفا الفترة الحالية بـ”العصيبة”. وقال “ما يحدث في واشنطن يؤثر على جميع الأشياء التي تحدث هنا”.
ووعد بيرنيرو بتحصيل المال اللازم لدعم الأعمال الصغيرة ونموها، منوها بأن “بعض الأشخاص غاضبون من حديثي عن وول ستريت ويظنون أنني شخص لا يتهم بدعم الأعمال والمصالح التجارية، ولكن هذا غير صحيح ففي اليوم الذي سأقسم فيه على حاكمية ميشيغن سأعمل على استحصال الأموال الضرورية لذلك”.
وقال بيرنيرو أنه سيقوم بسحب مليار دولار من أموال دافعي الضرائب في ميشيغن من بنك “جي بي مورغان تشايس” في مدينة نيويورك، لإنشاء بنك في ولاية ميشيغن لدعم الأعمال الصغيرة على غرار ما حصل في ولاية نورث داكوتا. واضاف “أنه سيقوم بدعم الأعمال الصناعية بدل التركيز على الأعمال الخدماتية.. الأمر الذي من شأنه خلق ما يزيد على 2000 وظيفة”. وأنهى بيرنيرو حديثه بالقول “نريد شخصا يقاتل من أجل ميشيغن، وأنا سأكون ذلك الشخص”.
وأجاب بيرنيرو على أسئلة الحضور التي تعددت بين عكست قلق أبناء الجالية لناحية التعليم والأعمال الصغيرة ودور العرب والمسلمين ومكانهم في المشهد العام، وقد أجاب بيرنيرو على الأسئلة، بروح انفتاحية وحيوية، ولكن تلك الإجابات على رأي أحد الحاضرين الذي عبر عن سعادته باللقاء “لا يمكن امتحان صحتها سوى بفوزه ومراقبة أداءه العملي والمهني”.
Leave a Reply