واشنطن – رغم مرور أربعة أعوام على إعلان الثاني من شهر نيسان (أبريل) يوماً عالمياً للتوعية باضطراب التوحد (أوتيزم)، لا تزال أسباب المرض مجهولة، ولم يتوصل الباحثون إلى علاج جذري له.
ويعد مرض التوحد من أكثر الاضطرابات “النمائية” لدى الأطفال تأثيراً على المجالات الرئيسة، كالتفاعل الاجتماعي والتواصل اللغوي والمجال الإدراكي، ومن هذا المنطلق فقد جذب اهتمام الاختصاصيين والباحثين.
وتشير الإحصائيات الأخيرة التي جمعتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية الأميركية إلى أن عدد الأطفال الذين يعانون من التوحد في تزايد مستمر، ففي الولايات المتحدة الأميركية يصاب طفل من بين 110 أطفال بهذا المرض. وتختلف حدة أعراض المرض ما بين سطحية إلى حادة، ويمكن أن تظهر الأعراض من سن 12 شهراً، وتصبح واضحة عند سن العامين. ويؤكد الأطباء أن الاكتشاف والتدخل العلاجي المبكر للمرض، يؤدي أحيانا كثيرة إلى تحسن كبير في حياة الطفل.
وربما الحدث الأبرز المرتبط بمرض التوحد هذا العام، هو الدراسة الذي نشرتها المجلة الطبية البريطانية في كانون الثاني (يناير) الماضي في ثلاثة أجزاء، التي حاولت فيها إثبات عدم صدقية البحث المثير للجدل الذي نشره الدكتور أندرو وايكفيلد في عام 1998.
ودراسة ويكفيلد كانت قد ربطت تزايد المرض باللقاحات الخاصة بالحصبة والنكاف والحصبة الألمانية، ما جعل الكثير من الآباء يعزفون عن تلقيح أبناءهم ضد هذه الأمراض، خشية أصابتهم بمرض التوحد.
واتهم التقرير الأخير وايكفيلد بتزوير التاريخ المرضي لـ12 مصابا بالتوحد، يشكلون بعض الحالات التي استند إليها في دراسته. ولم تكن هذه الدراسة الوحيدة التي هاجمت استنتاجات وايكفيلد، بل منذ اعلانه لنتائج دراسته انبرت كبريات مؤسسات الأبحاث في بريطانيا وأميركا الى العمل على نفي ما توصل اليه في بحثه.
وتجري حالياً دراسة كبيرة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة الأميركية تحت اسم “الدراسة الوطنية للطفولة”، تبحث في الآثار المترتبة على البيئة، لتشمل عوامل مثل الهواء، والماء، والغذاء، والصوت، وديناميكيات الأسرة والمجتمع والتأثيرات الثقافية، والجينات الوراثية وتأثيرهم على تنمية وصحة الأطفال.
وسيتابع الباحثون الأطفال منذ بدء تكوينهم داخل رحم الأم وحتى بلوغهم 21 عاماً. وستستغرق هذه الدراسة وقتاً طويلاً، لكنها ستعمل على تقديم بيانات ستساعد الباحثين لسنوات عديدة قادمة.
ما هو “التوحد”
التوحد هو إحدى حالات الاعاقة التي تحول دون استيعاب المخ للمعلومات وكيفية معالجتها وتؤدي إلى حدوث مشاكل لدى الطفل في كيفية الاتصال بمن حوله واضطرابات في اكتساب مهارات التعلم السلوكي والاجتماعي، ويعتبر من أكثر الأمراض شيوعا التي تصيب الجهاز التطوري للطفل. ويؤثر التوحد على النمو الطبيعي للمخ في مجال الحياة الاجتماعية ومهارات التواصل، حيث عادة ما يواجه الأطفال والأشخاص المصابون بالتوحد صعوبات في مجال التواصل غير اللفظي، والتفاعل الاجتماعي وكذلك صعوبات في الأنشطة الترفيهية.
Leave a Reply