واشنطن – ذكر تقرير للمركز الأميركي للتحكم بالأمراض والوقاية منها صدر أخيرا، أنه تم تسجيل ارتفاع ملحوظ في حالات مرض التوحد، بلغت نسبته 57 بالمئة خلال السنوات الأربع الماضية.
فمع نهاية عام 2006، كان يتم تشخيص حالة واحدة من ضمن 110 حالات في عمر 8 سنوات في الولايات المتحدة الأميركية، حالة واحدة من بين 70 طفل، وحالة من بين 315 طفلة، أي بنسبة تصل إلى خمس أضعاف أعلى لدى الذكور. وقد اعتمد التقرير في إحصائياته الجديدة على تحليل نتائج تقييم حالات الأطفال في 11 ولاية أمريكية خلال عام 2007، عبر عدد كبير من اتصالات المسح الهاتفي التي تمت في شهر تشرين (أكتوبر) الأول الماضي.
والسؤال المطروح: هل الأطفال اليوم أكثر عرضة للإصابة بمرض التوحد؟ أم أنه أصبح هناك معرفة ووعي أكبر من قبل الأطباء والأهل على حد سواء حول هذا المرض؟
الدكتورة كاثرين رايس، المشرفة على هذا التقرير، قالت “لا يمكننا الجزم هنا بحقيقة السبب في هذا الارتفاع الملحوظ في عدد الحالات، حيث أنه لا يوجد أي عامل واضح أو تفسير محدد، مهما كان بسيطا يبرر هذه الزيادة”. وتؤكد رايس أن المركز الأميركي “يعتبر أن ارتفاع نسبة الإصابة هو أمر صحي حكومي يضع مرض التوحد تحت الضوء للعمل على ضرورة التعاون والتنسيق من أجل خلق تجاوب قوي يهدف إلى تحسين مستوى حياة الأشخاص المصابين بالتوحد”.
أما الدكتورة جيرالدين داوسون، رئيسة مجموعة الأطباء في هذا البحث، فتقول “خلال العقدين الماضيين كنا نكتشف حالة واحدة من بين 5000 طفل، أما اليوم فقد أصبحنا نجد حالة من بين 100، وهذا يحد ذاته يعتبر ارتفاعا مذهلا فعلا”. وتضيف قائلة “السؤال المهم هو كيف ستتجاوب الحكومة الأميركية مع هذه الكارثة؟ فقد وعد الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال حملته الانتخابية أنه سيتم تخصيص مليارات الدولارات سنويا للدراسات الخاصة بالبحث في أسباب مرض التوحد، ونتائج تقرير المركز يفرض حكما تنفيذ هذا الوعد لحماية الأطفال من الإصابة بهذا المرض”.
ولفت التقرير إلى أن 70 بالمئة من الأهل عبروا عن قلقهم من سلوكيات أبنائهم قبل بلوغهم سن 3 سنوات. وفي نفس الإطار شجعت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال جميع الآباء والأمهات على إجراء الفحص الروتيني لمرض التوحد لأطفالهم في سن 18 ثم 24 شهرا، كأجراء احترازي.
Leave a Reply