واشنطن – خاص «صدى الوطن»
كشفت دراسة جديدة أجراها مركز «بيو» للأبحاث أن مهمة وسائل الإعلام العربية الأميركية في تلبية حاجات جمهورها أصبحت أكثر صعوبة عما كانت عليه في السنوات الأخيرة، وخاصة لدى الصحف التي تعاني من انحسار العائدات الإعلانية بسبب الأزمة الإقتصادية إضافة الى صعوبة مواكبة التكنولوجيا الحديثة في ظل المنافسة المتزايدة من وسائل الاعلام العربية الاخرى عبر فضائيات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومواقع الإنترنت.
وحسب مركز «بيو» تزايدت اعداد المواطنين العرب الأميركيين في الولايات المتحدة بوتيرة سريعة، وتوسعت قاعدة قراء الإعلام العربي وجمهوره وبالتالي اصبحت مهمة خدمة القراء أكثر صعوبة. وحسب مكتب الإحصاء الأميركي لعام 2011 يعيش نحو مليون وثمانمئة الف عربي أميركي في الولايات المتحدة، وقد شهد عددهم زيادة كبيرة بنحو 47 بالمئة مقارنة بالعام 2000 ويذهب العديد من المحللين الى أن هذا العدد ليس دقيقاً وان العدد الفعلي للعرب يتجاوز ذلك بكثير. ووفقا لتقديرات المعهد العربي الأميركي، فإنّ عدد العرب الأميركيين الذين يعيشون في الولايات المتحدة يبلغ ثلاثة ملايين وسبعمائة الف نسمة.
وأشار «بيو» في تقريره الى أن تاريخ وسائل الإعلام العربية الأميركية ليس طويلاً ولا يتجاوز وجوده بضعة عقود، وفي مقدمته تتوفر الصحف والمواقع الإخبارية التي تقوم خاصة بتغطية أخبار المجتمع واحداثه ومناسباته الهامة كما تقوم أيضا «بتغطية الكثير من المناسبات والوقائع التي تحدث على المستوى الوطني والدولي اضافة الى ذلك تقوم بإعطاء القراء معلومات عن الأحداث التي تجري في بلدانهم أو البلدان التي ينتمون اليها عرقيا».
وقد أشارت الدراسة الى تجربة صحيفة «صدى الوطن» التي زادت من نسخها المطبوعة بشكل مضطرد لتلبية حاجة السوق المحلي في جنوب شرق ميشيغن. وأشارت الدراسة الى أن «صدى الوطن» توزع حالياً ٣٥ الف نسخة أسبوعياً في حين كانت تطبع ٣٠ الف نسخة فقط في العام 2009. وإذا كانت «صدى الوطن» تواصل اصدارها للعام الـ٢٨ فإنّ الكثير من الصحف الاخرى لا تزال تعاني من ازمة الركود الاقتصادي لعام 2007. ولاحظ تقرير «بيو» الى انّه لا يزال هناك عدد قليل جدا من المحطات التلفزيونية العربية الأميركية، وغالبا ما يتحول المشاهدون الى مشاهدة البرامج العربية عبر الأقمار الصناعية والفضائيات التي تبث من الدول العربية وكذلك عبر الانترنت.
«أسمامة السبلاني ناشر ورئيس تحرير جريدة «صدى الوطن |
وبدورها تكافح الإذاعات العربية من أجل البقاء بسبب الانخفاض في إيرادات الإعلانات. ولكن الدراسة أشارت الى وجود برنامج إذاعي واحد، يجد رعاية من عدد قليل من الأفراد تمكنه من توسيع تغطيته داخل المجتمع العربي الأميركي. كما أشارت الدراسةالى أن منافذ اذاعية أخرى تتزايد عبر الانترنت لتتجنب ارتفاع تكاليف البث على الهواء.
وحددت الدراسة اماكن توجد اهم وسائل الإعلام العربية بالنسبة للأميركيين العرب في مناطق نيويورك، ديترويت، لوس أنجلوس، شيكاغو و في العاصمة واشنطن.
وأشاد مركز «بيو» للأبحاث ضمن تقريره لصحيفة «صدى الوطن» كواحدة من أكثر الصحف العربية الأميركية رسوخاً ريادة في البلاد حيث تستمر في الصدور بإنتظام رغم كل الصعوبات.
وقد أجرى معدو التقرير حواراً مع الزميل أسامة سبلاني، ناشر صحيفة «صدى الوطن»، الذي أشار الى الصعوبات المادية التي تعاني منها كل الصحف العربية. وقال السبلاني «كان لدينا مشروع لتوزيع نسخ ورقية من «صدى الوطن» في ولايات أخرى تضم كثافة معتبرة من الجاليات العربية، ولكن تكلفة خطوة كهذه مرتفعة للغاية».
وقد انخفض دخل الصحيفة على مر السنين التي تلت الأزمة الإقتصادية ٢٠٠٧-٢٠٠٨، ورغم التعافي البطيئ للمبيعات ابتداء من عام 2010 و2011، إلا أن مبيعات 2012 لا تزال أقل بنسبة 25 الى 30 بالمئة عما كانت عليه قبل الأزمة عام 2007.
وتأكيدا لريادة الصحافة المطبوعة رغم منافسة الوسائل الأخرى، حسب السبلاني، فإن قراء النسخة الورقية من صحيفة «صدى الوطن» اكثر من قرائها على موقعها الالكتروني. وتبلغ معدلات زيارة موقع «صدى الوطن» على شبكة الانترنت بين العشرة الاف والخمسة عشر ألف أسبوعياً ويتوقع زيادة زوار الموقع بعد تطويره. وتقدم «صدى الوطن» نسخة إلكترونية متطابقة في المحتوى والتخطيط مع النسخة المطبوعة، ويمكن الاطلاع عليها عبر الانترنت.
Leave a Reply