غاردن سيتي – أقام «مركز مكة الإسلامي» الذي تم تأسيسه مؤخراً في مدينة كانتون، حفله السنوي الأول لجمع التبرعات، بحضور العديد من الفعاليات الدينية والمجتمعية والأهلية التي أكدت على أهمية دعم المؤسسة الإسلامية الناشئة في المناطق المستجدة لانتشار العرب والمسلمين خارج حدود الديربورنين.
وكان مركز «مكة» قد افتتح في منتصف العام الجاري لخدمة الأعداد المتزايدة من العرب والمسلمين في مدن وبلدات غرب مقاطعة وين، مثل كانتون وبليموث ونورثفيل، حسبما أفاد مدير المركز السيد صالح القزويني لـ«صدى الوطن»، في مقابلة سابقة.
ومن شأن المركز الجديد، المنبثق عن «المنتدى الإسلامي في أميركا» بمدينة ديربورن هايتس، أن يدعّم تمدد الجالية غرباً، عبر توفير الخدمات الدينية والتربوية والمزايا التي كانت توفرها لهم المؤسسات الدينية في منطقة ديربورن.
وتخلل الحفل الذي أقيم في صالة «لا روما» بمدينة غاردن سيتي، الواقعة بين ديربورن هايتس وكانتون، فقرات فنية للتعريف بالإسلام ومبادئه السمحة، وكلمات أثنت على البرامج الدينية والثقافية التي تتوخى تحصين الأجيال الجديدة من الجالية بمواجهة التحديات الشائكة في عموم المجتمعات الأميركية، وداخل المجتمع الإسلامي على وجه الخصوص.
ودعا المدير الوطني للرابطة الأميركية العربية لمكافحة التمييز (أي دي سي)، عبد أيوب، الأهالي والأعمال التجارية العربية إلى دعم «المؤسسة الوليدة» التي تقدم ما أسماها «خدمات أساسية من خلال برامج ومشاريع مبتكرة» لحماية العائلات المسلمة، لافتاً إلى أن الشباب المسلم يتعرضون لأشكال جديدة من التحديات التي لم يكونوا يواجهونها قبل عشرين أو ثلاثين عاماً.
وقال أيوب: «إن قضايا الإدمان والعنف والعلاقات الجنسية هي قضايا مستجدة في مجتمع جاليتنا بمنطقة ديترويت، وهذه القضايا التي لم تكن موجودة لدينا في الماضي، مستمرة بالتفاقم وفي تهديد عائلاتنا وقيمنا»، مضيفاً: «علينا أن نتكاتف جميعاً للعمل على حماية شبابنا من هذه الآفات الخطرة، ومساعدة المؤسسات والمنظمات التي تمتلك البرامج الكفيلة بمعالجتها، ومن بينها مركز مكة الإسلامي».
يشار إلى أن الكثافة السكانية بمنطقة ديربورن، مقرونة بارتفاع الضرائب وأسعار العقارات وازدحام الأحياء، دفعت الكثير من العرب الأميركيين للانتقال إلى مدن أخرى في مقاطعة وين، من ضمنها بلدة كانتون التي باتت تضم نواة لمجتمع عربي ناشئ، لاسيما من أبناء الجاليتين اللبنانية والعراقية.
من جانبه، أكد مدير «مكة»، السيد صالح القزويني، بأن المركز لن يكون مجرد «جامع» لإقامة الصلوات وباقي الشعائر الدينية، وأنما هو «مركز مجتمعي مستدام» يسعى إلى غرس البذور في مناطق السكن الجديدة للعرب والمسلمين الأميركيين. وقال القزويني: «منذ افتتاحنا لهذا المركز المبارك، أردنا أن تكون البداية مميزة، وسعينا بالشراكة مع أبناء جاليتنا إلى إنجاز المهام الملقاة على عاتقنا بشكل مختلف، عبر العديد من الأفكار والبرامج الطموحة، التي تتوسع وتتطور باستمرار».
وشكر القزويني المجتمع الأهلي على دعم المركز «منذ اللحظة الأولى»، داعياً الأفراد والعائلات والأعمال التجارية إلى مواصلة التعاون مع المؤسسات الدينية من منطلق المسؤوليات الدينية والأخلاقية التي تعكسها المعاني المتعددة للآية الكريمة: «ولتسألن يومئذ عن النعيم». وقال: «يجب أن يكون الإيمان والتحلي بالقيم هو همنا الأول، وليس الثروة والسيارات الفاخرة والمنازل الفارهة».
وأشار القزويني إلى أن المهاجرين العرب والمسلمين الأوائل في منطقة ديترويت، نجحوا في غرس البذور التي تؤتي ثمارها اليوم، معيداً التأكيد على أن مركز «مكة» يولي أهمية قصوى لهذه المسألة من خلال البرامج الموجهة للأطفال واليافعين باللغة الإنكليزية لمساعدتهم على التمسك بهويتهم والاعتزاز بعقيدتهم الدينية.
وأشار القزويني إلى أن المركز يسعى نحو ضمان التواصل مع الأجيال الجديدة، وفهم مشاكلهم وتحدياتهم التي تختلف بشكل كلي عن مشاكل الأسر المهاجرة من العالم العربي.
وتمنى القزويني على العائلات في غرب مقاطعة وين أن تعتبر المركز الجديد «بيتهم الثاني». في جميع الأوقات والمناسبات الدينية، وقال: «نريدكم أن تشعروا بالراحة والثقة في مركز مكة، لأننا لم ننشئه كمكان للتعبد فقط، وإنما ليكون فضاء للعلاقات الاجتماعية والإنسانية، ولربط الأسر مع بعضها البعض».
وفي ختام الحفل، تم إجراء سحب يانصيب حيث تم تقديم العديد من الهدايا للفائزين، وأعقب ذلك تناول طعام الغداء.
Leave a Reply