حسن عباس – «صدى الوطن»
يأتي تعيين الأخصائية الاجتماعية مريم شرارة مديرةً تنفيذية لـ«الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية» ACRL، تتويجاً لسنوات طويلة من النشاط المدني مع المنظمة الحقوقية التي تأسست في ديربورن عام 2011.
ورغم أن شرارة كانت أول المتدربين لدى الرابطة، إلا أن الناشطة اللبنانية الأصل عُرفت على نطاق واسع بسبب دفاعها عن والدها، مدين المستراح، الذي تم ترحيله إلى لبنان، عام 2019، إبّان حكم الرئيس السابق دونالد ترامب، رغم أمراضه المزمنة والخطيرة التي دفعت أطباءه إلى التوصية بالعدول عن ترحيله، إلا أن «دائرة الهجرة والجمارك» (آيس) تجاهلت حالته الصحية، وقامت بتسفيره إلى لبنان.
وتعليقاً على تعيينها في المنصب الجديد خلفاً للماجستريت في محكمة ديربورن، رولا عون، أشارت شرارة إلى أنها ليست غريبة عن أجواء النضال والدفاع عن الحقوق المدنية للمجتمع العربي الأميركي، لافتة إلى أنها تستمد شغفها من تجربتها الطويلة في الدفاع عن والدها، والتي تضمنت إجراء مفاوضات طويلة مع «وكالة الهجرة والجمارك» (آيس)، والتي خلصت إلى السماح له بالعودة إلى الولايات المتحدة.
وفي حديث مع «صدى الوطن»، شكرت شرارة، المجتمع العربي بمنطقة ديترويت لدعم أسرتها خلال محنة والدها، وهو ما أضاف زخماً إيجابياً لقضية المستراح. وقالت: «لقد عرفت كيف يكون الشعور حين يقف المجتمع معك، ولم أكن لأتمكن من مواصلة النضال في قضية والدي لولا مساعدة المنظمات والفعاليات المتعددة في مجتمعنا العربي الأميركي».
وفي نفس السياق، أضافت شرارة: «لقد حاربت في قضية والدي منذ كنت يافعة، ولذلك فأنا أفهم أهمية الحفاظ على الحقوق المدنية وحمايتها، لأن الافتقار إلى تلك الحماية ما كان ليؤثر على والدي فحسب، وإنما على عائلتي بأكملها».
وأفادت شرارة بأنها متحمسة للدفاع عن مصالح العائلات المهاجرة وحقوقها المدنية والدستورية، مضيفة بالقول: «إن أحد أهم أهدافي، كمديرة تنفيذية للرابطة، هو مواصلة العمل والنضال من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية».
ولفتت شرارة إلى نقص المعرفة والثقافة الحقوقية في المجتمع العربي الأميركي، مؤكدة أنها ستسعى إلى توسيع آفاق الثقافة المدنية والدستورية خلال توليها للمنصب الجديد.
وأوضحت شرارة بأن سعيها إلى تحقيق العدالة الاجتماعية ينسجم مع مهنتها كأخصائية اجتماعية، وقالت: «إن ما أحب أن أفعله كعاملة اجتماعية، هو تحصيل حقوق الناس والحفاظ عليها وحمايتها»، مضيفة بأن مساعدة المجتمع على فهم حقوقه المدنية والدستورية هو جزء لا يتجزأ من رؤيتها وتطلعاتها.
وأكدت شرارة بأنها تشعر بالامتياز للعمل في مجلس إدارة «الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية»، مع أفراد يمتلكون خبرات عميقة في المجالات القانونية والحقوقية، مثل رئيس مجلس الإدارة ناصر بيضون ونائبه المحامي جيم آلن. وقالت: «أنا متحمسة لبناء علاقات وطيدة مع أعضاء البورد فرداً فرداً، لأن كل عضو منهم يمتلك شيئاَ رائعاً ليقدمه إلى مجتمعنا».
يُشار إلى أن شرارة بدأت مسيرتها المهنية بالعمل في مدارس ديربورن وديترويت العامة، حيث أتُيحت لها الفرصة لبناء علاقات عميقة مع الطلاب والأسر والمدارس والمنظمات المجتمعية حسبما أفادت لـ«صدى الوطن».
وهي حاصلة على شهادة الماجستير في «العمل الاجتماعي» (كلينيكال سوشال) من «جامعة وين ستايت» بديترويت، كما أنها عاملة اجتماعية مرخّصة، تركّز في عملها على قضايا الهجرة والتعليم والصحة العقلية والخدمات الإنسانية والمناصرة المجتمعية.
عملت شرارة كعضو في مجلس إدارة منظمة «اتحاد الطلبة العرب» وتم تكريمها بـ«جائزة خدمة المجتمع» التي تمنح للأفراد المتفانين في الخدمة الاجتماعية. وفي عام 2012، حازت على «جائزة القائد الناشئ» من «جامعة ميشيغن»–فرع ديربورن.
إلى جانب ذلك، تحظى شرارة بعضوية العديد من المنظمات الاحترافية، مثل «الجمعية الوطنية للأخصائيين الاجتماعيين» NASW، وهي أكبر منظمة للأخصائيين الاجتماعيين المحترفين في العالم، وكذلك «الجمعية الدولية للمحترفات الاجتماعيات» ISFP، و«شبكة مناصري الهجرة» IAN.
Leave a Reply