يتساءل الانسان الذي في قلبه ايمان ورحمة وهو يرى ويشاهد معاناة الشعب الصومالي من الجوع والعطش، أين أموال أثرياء العرب وأين نخوتهم ودينهم الذين يدعوهم للتكامل والتراحم خصوصاً في هذا الشهر الكريم، شهر رمضان، شهر البذل والعطاء والصوم عن المحرمات والاكثار من الحسنات.
أين أصحاب المعالي من الأمراء العربان والأميرات العروبيات، أصحاب الجهل الكثير والمال الوفير المنهوب والمكبوب في خزائن وبنوك سويسرا ودول الغرب والشرق؟
أين أصحاب الملايين والمليارات، الذين واللواتي نرى صورهم في الجرانيل والمجلات وعلى الفضائيات، بكامل عافيتهم، وتعلو وجوههم، التي تلمع مثل “ليّة الخروف”. ضحكة انتصار وازدهار، تدل على أنهم بشرٌ ناصحين وناجحين، ومحشوين بالريالات والدولارات، وعلى أن الدنيا بألف خير، والأمة من المحيط الى الخليج، وافرة وزاهرة، وأن كل شيء حولهم في مكانه الطبيعي ولا يوجد غلط، ولا سهو ولا نسيان في تركيب المجتمع وأحوال الناس.
أين يعيش هؤلاء الثقيلي الأحمال والأبدان والخفيفي العقول، النفاريش، أميركيو الوجد والهوى واللسان والاعلان، التائهون في حالة من السطحية والجهل والتخلف، ولكل ما هو ضد العرب والعروبة، و”آخر همن” ان مات الصوماليون والسودانيون من الجوع والعطش والأيدز والسرطان وان صار السودان سودانان؟!
الذي يشغل بال الأثرياء و”النفاريش” العربان، هو انتاج المسلسلات الهزيلة والبليدة عن قادة قدماء، ماركة داحس والغبراء، ولم يسمع بهم احد. وفي رمضان، ينهمكون بانتاج برامج العبث والسطحية لتجميع الحروف وكسب الألوف، ترفيهاً عن الصائمين المعذبين في بلاد الغاز والبنزين، من فئة العشر نجوم في البذر والاسراف على موئد الافطار والسحور، بينما أطفال الصومال يموتون جوعاً وعطشاً وحسرة في هذا الزمن القاسي المتجلد والمقزز الى حد القرف، خصوصاً عندما ينشر هؤلاء الأثرياء والثريات على الملأ صورهم في الخيم الرمضانية، ويدفعون بسفاهة ووقاحة لكل من تغني رندوحة أو شرشوحة، ولإنتاج الألبومات الغنائية السخيفة والكليبات العارية الخالية من الذوق والحياء… هذا عدا عن ضخ مليارات الدولارات لمصانع الأسلحة في الدول الغربية وشراء الفائض من الأسلحة منتهية الصلاحية وتخزينها لقتل من يجرؤ ويسأل أين الملايين والمليارات العربية؟!
كان الفلاحون في قرى جنوب لبنان، ينظفون قبل قدوم فصل الشتاء مزاريب السطوح وتهيئتها لجمع أكبر كمية من مياه الأمطار في آبار تحت الأرض. وكان مزراب العموري هو اشهر مزراب في سائر القرى، لأنه –أي المزراب- كان يصب مياه الامطار في الساحة العامة بدل سكبها في البئر.
واموال العرب، مثل مزراب العموري، تنفق هدراً وسفهاً بينما أطفال الصومال يموتون فقراً وعطشاً. يا عيب الشوم
Leave a Reply