هالانديل بيتش (فلوريدا)
تعرضت مسؤولة بلدية في جنوب ولاية فلوريدا لانتقادات حادة ومطالبات بالاستقالة في أعقاب وصفها للنائبة العربية الأميركية في الكونغرس رشيدة طليب بأنها مصدر خطر على الحكومة الأميركية، وأنها «قد تصبح شهيدة، بتفجير نفسها بالكابيتول»، في تصريحات لا تخلو من العنصرية والإسلاموفوبيا.
ورغم قيامها بحذف منشورها على «فيسبوك»، رفضت المفوضة في بلدية مدينة هالانديل، أنابيل ليما–تاوب، الاعتذار والتراجع عن تصريحاتها، بعدما اتهمت –الاثنين الماضي– أول مشرعة مسلمة في الكونغرس، بأنها «متعاطفة مع (حركة) حماس» الفلسطينية، وبأنها «معادية للسامية».
وفي منشور على صفحتها على «فيسبوك»، كتبت المفوضة اليهودية المولودة في إسرائيل: «ليس لها (طليب) مكان في الحكومة الأميركية، بل إنها تمثل خطراً عليها، وليس مستبعداً أن تصبح شهيدة وتفجر مبنى الكابيتول»، في إشارة إلى العمليات الانتحارية.
كما أعربت عن فخرها بتوقيع عريضة الكترونية تطالب بإبعاد النائب الفلسطينية الأصل من منصبها، احتجاجاً على دعوات الأخيرة إلى عزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتوجيه شتائم نابية له، قبل أسبوع.
وقد أدان مفوضو المدينة تصريحات زميلتهم، وقالت المفوضة صابرينا جافيلانا: «إن تعليقات ليما–تاوب كانت عنصرية بشكل واضح، وهي نوع من الخطاب التقسيمي الذي نراه من الرئيس ترامب».
جافيلانا التي تشغل أيضاً منصب نائب رئيس البلدية، أضافت: «كمفوضة، تم انتخابها لكي تمثل جميع سكان هالاندايل بيتش بمن فيهم المسلمون، وإن لم يكن بوسعها الوفاء بوعودها في خدمة الجميع فعليها التقدم بالاستقالة».
وتقع مدينة هالانديل بيتش في مقاطعة بروارد في جنوب ولاية فلوريدا ويقدر عدد سكانها بحوالي 40 ألف نسمة.
من ناحيته، دعا «مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية» (كير) إلى إقالتها من منصبها، وقال مدير الاتصالات في فرع المنظمة بولاية فلوريدا، ولفريدو رويز: «إن التصورات النمطية المعادية للأجانب لا يجب أن يتبناها أي مسؤول منتخب»، مضيفاً «تصريحاتها اللاأميركية والمعادية للأجانب تدل على أنها غير مناسبة لشغل مقعدها كمفوضة، يجب أن تعتذر في الحال، وأن تلحق اعتذارها بالاستقالة».
وتعليقاً على تصريحات المفوضة البلدية، أنحت طليب باللوم على الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وعلى الجمهوريين. وقالت في تغريدة على صفحتها بموقع «تويتر»، الثلاثاء الماضي: «هذا النوع من خطاب الكراهية المعادي للمسلمين لا يأتي من الفراغ»، مضيفة: «هذا الرئيس يحتضن خطاباً كهكذا، والجمهوريون سعيدون به ويتماشون معه».
وبالرغم من أن ليما–تاوب حذفت منشورها الاثنين الماضي، إلا أنها كتبت على صفحتها في فيسبوك، الثلاثاء الماضي: «أشعر بالإهانة من قبل أي شخص لا يستاء من الخطاب البغيض لطليب المؤيدة لـ«حركة مقاطعة إسرائيل» ومن أفكارها الراديكالية الخطيرة التي تدعو إلى القضاء على إسرائيل»، في إشارة إلى قيام النائب العربية الأميركية بتعليق قصاصة ورقية كتب عليها «فلسطين»، وتشير إلى الأراضي المحتلة على خريطة العالم في مكتبها بالكونغرس.
ومضت ليما–تاوب أبعد من ذلك، حينما شبهت طليب بالزعيم النازي أدولف هتلر، وقالت: «لقد كان لدى هتلر حل الدولة الواحدة عندما بدأ في وضع الأساس لدولة نازية في عام 1933. أجد أن حل الدولة الواحدة الذي تقول به طليب خطير، ويجب أن يكون مصدر قلق لأي شخص غير مفعم بالكراهية».
واستأنفت قائلة: «بعد مشاهدتي لبعض فيديوهات طليب المعادية للسامية والمنسجمة مع أكثر السرديات تطرفاً في الشرق الأوسط، وبعد رؤيتي لغطرستها في توجيه شتائم بذيئة للرئيس الأميركي، وسواء أكنت تحب سياساته أم لا.. فيجب أن تظهر له بعض الاحترام».
وأكدت أنها لن تتراجع عن تصريحاتها، وقالت: «ابحثوا في غوغل عن رشيدة طليب وخطابها المعادي لإسرائيل. لقد قدمت إلى هذا البلد ولها الحق في حرية الكلام، وأنا سأبقى على موقفي ولن أعتذر عن قولي بأنها خطر على عملية السلام. أطالبها بالاعتذار عن تغيير اسم إسرائيل بفلسطين على الخريطة المعلقة في مكتبها بالكونغرس».
Leave a Reply