ثلاثة وجوه جديدة في قيادة المدينة
ستيف مارتن – «صدى الوطن»
بإشراف رئيس قضاة محكمة ديربورن، القاضي العربي الأميركي سالم سلامة، أدى رئيس البلدية وكليرك المدينة وأعضاء المجلس البلدي المنتخبون، قسم اليمين لتولي مناصبهم لأربع سنوات قادمة، في حفل أقيم يوم الثلاثاء الماضي على مسرح «مايكل غايدو» بـ«مركز فورد للفنون»، وسط حضور حاشد لأبناء المجتمع المحلي.
وتولى سلامة تقديم الحفل وإقامة مراسم قسم اليمين لكل من المسؤولين المنتخبين التسعة، وبينهم ثلاثة وجوه جديدة هم: الكليرك جورج ديراني والعضوتان في المجلس البلدي ليزلي هيريك وأرين بيرنز.
فيما أعيد انتخاب كل من رئيس البلدية جاك أورايلي وخمسة من أعضاء المجلس البلدي هم: سوزان دباجة، ومايك سرعيني، وروبرت أبراهام، وديفيد بزي، وبراين أودونيل.
وقال سلامة بالمناسبة «في ديمقراطية كهذه ليس المسؤولون المنتخبون هم الحكام، بل إنهم فقط يحظون بامتياز خدمة أصحاب القرار الحقيقيين، وهم الناخبون الذين قالوا كلمتهم في صناديق الاقتراع».
مواصلة المسيرة
وفي كلمة مقتضبة له، شدد رئيس البلدية على شعاره: «ديربورن واحدة»، مؤكداً على فرادة المدينة. وقال «علي أن أؤكد لكم أنه لا توجد مجتمعات مثل مجتمع ديربورن في منطقتنا، ليس هنالك أشخاص يتعاضدون مثلنا»، داعياً سكان المدينة، «بغض النظر عمن صوتوا له في الانتخابات الأخيرة»، بالعمل سوياً لمصلحة مستقبل ديربورن.
أورايلي الذي انتخب لرئاسة البلدية للمرة الثالثة على التوالي، جدد التزامه بالعمل من أجل المحافظة على المكانة البارزة التي تتسم بها ديربورن، وقال «سنستمر بالعمل لوضع ديربورن في مصاف المدن الأكثر نجاحاً في منطقتنا، وسوف نكون مسؤولين عن مصيرنا. سننصت للجميع، وبعد ذلك سنقوم بما ينبغي القيام به للاستفادة القصوى من مواردنا.. هذا هو التزامي أمامكم، وأعتقد أن هذا الأمر سيمكّن ديربورن من الاستمرار في المقدمة».
كليرك جديد
من ناحيته، أضاف كليرك المدينة الجديد، جورج ديراني، «مهمة جديدة» لوظيفته قائلاً: «أعتقد أن مهمتي لا تقتصر على تنظيم انتخابات سلسة وتقديم خدمات جيدة للمواطنين، بل تشمل أيضاً استعادة ثقة الجمهور بالمسؤولين المنتخبين»، مؤكداً أنه وموظفي مكتبه سيوفرون المزيد من الشفافية وقنوات التواصل مع سكان المدينة.
يشار إلى أن كليرك ديربورن السابقة، كاثلين بودا، كانت قد أدينت العام الماضي باختلاس المال العام.
ديراني الذي سبق له أن كان عضواً في المجلس البلدي قبل انتخابه ممثلاً عن ديربورن في مجلس نواب ميشيغن لثلاث دورات متتالية، قال «أتشرف بالخدمة ككليرك للمدينة التي ترعرت فيها صبيا وهي المكان الوحيد الذي أسميه بيتي»، وأضاف «ديربورن هي بمثابة طفلي الذي سوف أفعل كل ما بوسعي لإرشاده وحمايته وخدمته».
تفاؤل
عميد المجلس البلدي، روبرت أبراهام، تطرق إلى المصاعب الاقتصادية التي واجهتها مدينة ديربورن إثر ما وصفه بـ«فشل صناعة السيارات»، وذلك بعد فترة وجيزة من وصول أورايلي إلى رئاسة البلدية للمرة الأولى في 2007، وقال «بالنسبة لمعظم الناس بدا أن ديربورن محكوم عليها بالفشل»، ولكننا «تجاوزنا المحنة»، «بوجود قيادة قوية ودعم كامل من المجتمع» مشدداً على أهمية تلاحم المجتمع للتغلب على المصاعب.
وأضاف «كان علينا فعل الكثير، وقد قمنا بذلك، بدون المغامرة أو المساس بالسلامة العامة ودائرتي الشرطة والإطفاء».
أبراهام الذي احتفظ في الانتخابات الماضية بمقعده لولاية خامسة ليصبح أقدم أعضاء المجلس الحاليين، أضاف في كلمته قائلاً «أعتقد أن هذا الأمر جدير بالثناء إذ ليس باستطاعة الكثير من المجتمعات أن تحقق ذلك».
وقال «إنها مدينة عظيمة، لدينا أحياء رائعة وحس مجتمعي كبير» إضافة إلى «اقتصاد مزدهر ومشاريع ضخمة جديدة وملايين الدولارات التي يتم استثمارها»، مؤكداً أنه سيستخدم «معرفته وقدرته القيادية وخبرته لإرشاد ديربورن متعهداً بالقول: «لن أنسى أبداً تاريخنا وكيف وصلنا إلى هنا».
ومن جانبه، أعرب العضو براين أودنيل عن تفاؤله بمستقبل مدينة ديربورن، مشيراً إلى أنه في حال استمر مسؤولو ديربورن باتخاذ القرارات الحكيمة فإن السكان وأطفالهم سينعمون بمستقبل مشرق، وقال «يتوجب علي أن أخبركم أن ديربورن في مرحلة رائعة.. إمكانياتنا الاقتصادية تبدو كبيرة واستثماراتنا تبدو عظيمة».
وأضاف «إذا قمنا بعملنا بالشكل الصحيح… فإن ديربورن لن تكون لنا فقط مكاناً رائعاً للعيش والعمل واللعب، وإنما ستكون كذلك لأطفالنا ولأطفال أطفالنا».
شرف الخدمة
رئيسة المجلس سوزان دباجة أكدت أن الدرس الأهم الذي تعلمته خلال خدمتها العامة هو «قوة المجتمع» مؤكدة أن جميع القرارات التي اتخذتها خلال رئاستها للمجلس كانت مبنية على حبها لمدينة ديربورن وسكانها، وقالت «كنت على علم بأن كل قرار اتخذته سيؤثر عليكم.. سوف أستمر في اتخاذ القرارات بكل عناية وحرص لأنني أعلم أنها ستؤثر عليكم وعلى أطفالكم وجيرانكم وأقاربكم إيجابياً».
أما نائب رئيس المجلس، مايك سرعيني، فقد جدد التزامه العمل في الشأن العام وخدمة الناس، وقال «ليس هنالك شعور أفضل من مساعدة الأشخاص الذين ليس بوسعهم مساعدة أنفسهم»، مؤكداً «أن النجاح لا يقاس بالأشياء المادية»، إذ ما يهم حقاً «هو اللطف والرحمة والعلاقات (الجيدة) مع الآخرين».
وفي سياق آخر، تحدث العضو ديفيد بزي عن مصابه بفقدان والدته العام الماضي، مؤكداً أن الحب الكبير الذي خصته به والدته وعائلته «هو السبب في ما أنا عليه الآن» وفقاً لبزي الذي أضاف «إن الترابط العائلي يدفعني لكي أعطي وأخدم مجتمعي» واصفاً ذلك بأنه «شغف الالتزام».
وكانت دباجة قد تصدرت سباق المجلس البلدي في انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، مما أهلها للاحتفاظ برئاسة المجلس لأربع سنوات إضافية، فيما حل سرعيني ثانياً وأصبح نائب رئيس المجلس، بدلاً من توماس تافيلسكي الذي خسر سباق رئاسة البلدية أمام أورايلي وفقد مقعده في المجلس البلدي، فيما قرر العضو السابق مارك شوشانيان عدم الترشح للاحتفاظ بمقعده.
زيادة تمثيل النساء
أرين بيرنز، إحدى الوجوه الجديدة في بلدية ديربورن، لفتت في كلمتها إلى أن الانتخابات الأخيرة قلصت الفجوة في تمثيل النساء في المجلس البلدي الذي بات يضم ثلاثة أعضاء إناث من أصل سبعة، هي وإلى جانبها دباجة وهيريك، معربة عن ثقتها بأن هذا التغيير «ستكون تأثيراته الإيجابية».
وقالت: «أعتقد أن هذا الأمر سيكون له مؤثراً، خاصة وأننا نعلم أنه يجري نقاش وطني وأنه يتم الاستماع إلى قصص النساء وتجاربهن بطريقة لم أشهدها في حياتي». وأضافت «أتشرف بأن أكون جزءاً من ذلك الحراك (النسائي) وهذا الزخم الذي يتواصل قدماً».
ومن ناحيتها، أعربت العضو الجديد ليزلي هيريك عن شكرها للحاضرين مؤكدة على تشرفها وتواضعها في خدمة مدينة ديربورن، من خلال عضوية المجلس البلدي.
أدى العضو العربي الأميركي بيل بزي -الثلاثاء الماضي- قسم اليمين لعضوية مجلس ديربورن هايتس البلدي، إلى جانب ثلاثة أعضاء آخرين تم انتخابهم في 7 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وهم دينيز ماكسويل، وتوم وينسل، وبوب كونستان.
وأدى بزي القسم بإشراف القاضي العربي الأميركي في محكمة ديربورن هايتس ديفيد طرفة. وهو ثاني عضو عربي في مجلس بلدية المدينة إلى جانب دايف عبدالله.
كما أدى العضو العربي الأميركي فاضل المرسومي –الثلاثاء الماضي– اليمين الدستورية للانضمام إلى عضوية مجلس هامترامك البلدي، بعد انتخابه للمنصب في 7 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي إلى جانب العضوين أندريا كاربنسكي وأيان بيروتا اللذين أعيد انتخابهما لأربع سنوات قادمة.
والمرسومي هو ثاني عضو عربي في المجلس إلى جانب سعد المسمري.
Leave a Reply