خاص – «صدى الوطن»
يقوم مسؤول العلاقات الخارجية فـي «حركة أمل» اللبنانية، الدكتور علي مشيك، بجولة على الجاليات اللبنانية فـي الولايات المتحدة وكندا لاطلاعها على آخر التطورات والمستجدات السياسية والأمنية فـي لبنان الذي تعصف به أزمة سياسية حادة عطلت انتخابات الرئاسة الجمهورية على مدى العامين الماضيين، والذي تتهدده بعض الأخطار الإضافـية بسبب تدهور الأوضاع الأمنية على خلفـية الصراعات المحتدمة فـي منطقة الشرق الأوسط.
«صدى الوطن» خلال لقائها د. علي مشيك (وسط). |
وعلى هامش زيارته للجالية اللبنانية فـي مدينة ديربورن، التقت صحيفة «صدى الوطن» الدكتور مشيك الذي أفاد بأن لقاءاته مع الفعاليات اللبنانية ناقشت عددا من المسائل المتعلقة بمصالح المغتربين، خاصة فـي ما يتعلق بـ«لائحة الممنوعين من السفر» الأميركية، وتجميد الأرصدة البنكية لبعض اللبنانيين فـي الولايات المتحدة وقانون استعادة الجنسية اللبنانية الذي صدر العام الماضي.
وأضاف أن رئيس «حركة أمل» رئيس مجلس النواب نبيه بري، كان قد شكّل -فـي أعقاب صدور «لائحة الممنوعين من السفر»- وفدا نيابيا برئاسة النائب ياسين جابر، قام -الشهر الماضي- بزيارة إلى الكونغرس الأميركي وقدم شرحاً مفصلاً للقوانين والأنظمة اللبنانية التي تتعلق بمحاربة النشاطات الإرهابية، سواء العسكرية منها، أو ما يتعلق بغسيل الأموال وتهريبها.
كما شكل بري وفدا رسميا آخر برئاسة وزير المالية علي حسن خليل الذي قام بزيارة إلى وزارة الخزانة الأميركية والتقى المسؤولين الأميركيين فيها لمناقشة القضايا ذاتها.
قانون استعادة الجنسية
وأشار مشيك إلى أن قانون استعادة الجنسية اللبنانية كان فـي رأس قائمة المواضيع التي نوقشت مع الفعاليات الاغترابية الأميركية، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض. وأكد مشيك -فـي هذا السياق- أن القانون الجديد سيمكن بعض اللبنانيين من استعادة علاقاتهم بوطنهم الأم، وذلك من خلال إثباتهم لأصولهم اللبنانية والتقائهم بالنسب مع أقربائهم اللبنانيين حتى الجد الرابع. وأضاف بالقول: هذا حق لهذه الفئة من المهاجرين الذين أجبرتهم الظروف على الانقطاع عن بلدهم.
ونوّه إلى شرعية بعض الانتقادات التي وجهت للقانون خلال النقاشات، لا سيما وأن البعض أبدوا تخوفهم من استفادة الأشخاص الذين غادروا إلى إسرائيل، أو استفادة أبنائهم، من القانون الجديد.
وفـيما يتعلق بالشق السياسي، لفت مشيك إلى أن الجالية اللبنانية فـي مدينة ديربورن تقدر الدور الفعال للرئيس بري وجهوده المبذولة فـي إطار ترسيخ الحوار وتفعيله بين مختلف الأطياف السياسية اللبنانية، خاصة فـي الوقت الذي يعاني فـيه لبنان من أزمة حكم عاصفة انعكست آثارها على شغور المنصب الرئاسي وتعطيل عمل المؤسسات الحكومية والتشريعية. وأضاف بالقول: هذه الأزمة باتت تتطلب حلولا ملحة وعاجلة بسبب الظروف التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط التي تؤثر بشكل مباشر على الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية اللبنانية.
تكريم
أقام «المجمع الإسلامي الثقافـي» فـي مدينة ديربورن، يوم الأربعاء الماضي، حفلا تكريميا لمسؤول العلاقات الخارجية فـي «حركة أمل» الدكتور علي مشيك، بحضور فعاليات سياسية ودينية واقتصادية واجتماعية، كان فـي مقدمتها السفـير اللبناني لدى السويد، د. علي عجمي، والقنصل اللبناني العام فـي ديترويت بلال قبلان، والمشرف العام لـ«حركة أمل» فـي أميركا الشمالية، حسين اللحاف، إضافة إلى حشد من أبناء الجالية اللبنانية.
وقال مشيك فـي كلمته التي ألقاها خلال الحفل إن «أمتنا العربية والإسلامية تمر بأصعب مراحلها التاريخية، وهي مرحلة جديرة بالدراسة المتأنية لاسيما وأنها مرحلة إعادة تشكل وإعادة بناء للعلاقات الاجتماعية والدولية من جديد، وأنها بهذا المعنى يمكن أن تكون من أهم مراحل تاريخنا الطويل».
وأهاب بالنخب السياسية والاجتماعية والثقافـية لكي تعمل من أجل «أن تكون هذه المرحلة بداية ليقظة حقيقية ترسى خلالها أسس النهضة والتطوير وطرد السموم وتنقية صورتنا أمام الآخرين».
وأكد أنه يمكن لجميع شرائح المجتمع من سياسيين وعلماء دين ومفكرين ومثقفـين، داخل الأوطان وخارجها، أن يصوبوا أحداث هذه المرحلة إلى ما فـيه خير أمتنا وأوطاننا العربية.. التي تتعرض لكافة أنواع الغزو والتشويش والمحاربة.
كما تطرق فـي كلمته إلى الأزمة السياسية فـي لبنان ودور الرئيس نبيه بري فـي تطويقها وحلحلتها، وقال: «بادرنا فـي لبنان، ومنذ بداية الأزمة بالدعوة إلى الحوار برعاية الأخ الرئيس نبيه بري من أجل حماية وحفظ السلم الأهلي ومن أجل ديمومة عمل المؤسسات وتسيير أمور المواطنين».
وأضاف: على الرغم من نجاح الحوار وتثبيت الاستقرار، إلا أن إصرار البعض على تعطيل التشريع جاء مترافقا مع ما يشبه التعطيل الكامل لمجلس الوزراء وبالترافق مع الفراغ المتعمد لموقع رئاسة الجمهورية، تحت مسمى الميثاقية، فـي أصعب وأخطر الظروف التي يمر بها لبنان والمنطقة، يحمّل المتسببين به مسؤولية وطنية كبرى أمام اللبنانيين ومستقبلهم ويجب على المعنيين أن يدركوا أن قضايا الناس الحياتية والعمل السياسي الوطني هما جوهر الميثاقية.
وفـي نهاية الحفل، ألقى مرشد «المجمع»، المرجع الشيخ عبداللطيف بري، كلمة رحب فـيها بالضيف المكرم وأشاد بجهود الرئيس نبيه بري فـي ترسيخ الاستقرار الذي نجح فـي إنقاذ لبنان من التدهور الأمني والسياسي رغم كل الأهوال التي تعصف بالمنطقة.
Leave a Reply