تل أبيب: إيران تدفع المال وسوريا تهرّب الأسلحة و”حزب الله” يخزّن
تل أبيب – كشفت انباء صحفية في تل ابيب عن قيام سوريا بنقل مخزون أسلحة “حزب الله” الذي بحوزتها إلى ثكنات الحزب في لبنان في خطوة استراتيجية لم تتبين دلالتها بعد.
وقال مسؤول في الجيش الاسرائيلي لصحيفة “هآرتس” الأربعاء الماضي إن “إيران تدفع (المال) وسوريا تهرّب وحزب الله يتلقى”. واضاف أن بحوزة “حزب الله” اليوم عشرات آلاف الصواريخ ويخزن قسم كبير منها في 300 مخزن تقريبا منتشرة في حوالي 160 قرية شيعية في جنوب لبنان. واعتبر المسؤول العسكري أن “سوريا تشعر الآن بارتياح كبير لأنه لا يوجد عليها أي ضغط دولي لقطع علاقتها مع إيران ومحور الشر وهي لا تدفع أي ثمن على ضلوعها في التهريب”.
وذكرت “هآرتس” أن أقوال المسؤول العسكري جاءت على اثر الانفجار الذي وقع في قرية طيرفلسيه في جنوب لبنان الأسبوع الماضي وتعتبر إسرائيل أنه مخزن أسلحة تابعة لـ”حزب الله”.
وبث الجيش الإسرائيلي شريطا مصورا ادعى أن المشاهد التي تظهر فيه، بتحميل شحنات في شاحنتين، هو لموقع طيرفلسيه وأن الشحنات عبارة عن صواريخ طويلة المدى. واضاف المسؤول العسكري إن الجيش الإسرائيلي يلاحظ وجود تخوف لدى القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) من الدخول إلى القرى الشيعية والتفتيش فيها عن أسلحة “وفي الأماكن التي يحاولون الدخول إليها يكون الاحتكاك مع حزب الله كبيرا للغاية لدرجة أن الأمم المتحدة تفضل في غالب الأحيان التنازل”.
ولفتت “هآرتس” إلى أن التصريحات الإسرائيلية ضد سوريا تصاعدت في الآونة الأخيرة بادعاء أن سوريا تمد “حزب الله” بالمساعدات وأنها غير آبهة بالمجتمع الدولي. واشارت الصحيفة إلى أن وجود ثلاثة استنتاجات في أعقاب تزايد كميات الأسلحة التي يخزنها “حزب الله” في جنوب لبنان.
والاستنتاج الأول هو أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي أنهى حرب لبنان الثانية وعرضته حكومة إسرائيل السابقة برئاسة ايهود أولمرت على أنه انجاز كبير أخذ يفرغ من مضمونه لأن “حزب الله” عاد للتصرف في جنوب لبنان بشكل حر من الناحية العسكرية ومن دون أن يتمكن الجيش اللبناني أو قوات “يونيفيل” من الإشراف على نشاط الحزب في قرى جنوب لبنان.
وأضافت الصحيفة أنه إذا كان هناك شيئا ما زال يحافظ على الهدوء النسبي فهي قدرة الردع الإسرائيلية التي تمت صيانتها منذ حرب لبنان الثانية بخطوات مختلفة وليس قرارات الأمم المتحدة.
والاستنتاج الثاني وفقا لـ”هآرتس” يتعلق بتقرير لجنة تقصي الحقائق الأممية بشأن الحرب على غزة برئاسة القاضي ريتشارد غولدستون حيث تواجه إسرائيل انتقادات شديدة في الحلبة السياسية الدولية على أثر اتهام التقرير لها بارتكاب جرائم حرب، لكن من الجهة الأخرى ترى إسرائيل أن “حماس” قلدت “حزب الله” بتخزينها أسلحة وإقامت مقراتها في أماكن مأهولة، وفي حال تجدد القتال بين إسرائيل و”حزب الله”، فإن الجيش الإسرائيلي سيتوغل بريا في القرى اللبنانية وعندها ستتعرض إسرائيل للمزيد من الانتقادات الدولية بسبب طبيعة القتال الذي سينشب في الأماكن المأهولة والدمار الشديد الذي سيسببه اجتياح كهذا.
والاستنتاج الثالث هو أنه ينبغي النظر إلى التوتر الناجم عن استمرار تسلح “حزب الله” في سياق إقليمي أوسع، وهو أنه يجري صراع في أنحاء الشرق الأوسط والقرن الأفريقي بين إيران وحليفاتها وبين الدول الغربية، التي تحصل على مساعدات من إسرائيل ومصر، بشأن أعمال تهريب إيران أسلحة إلى “التنظيمات المتطرفة” في المنطقة، في إشارة إلى “حزب الله” و”حماس” خصوصا.
في غضون ذلك اعلنت وزارة الخارجية الاسرائيلية ان اسرائيل رفعت الى مجلس الامن الدولي شكوى إثر انفجار “وقع في مخزن اسلحة لحزب الله” في جنوب لبنان.
واوضحت الوزارة في بيان ان مندوبة اسرائيل في الامم المتحدة غابرييلا شاليف طلبت عقد “اجتماع عاجل لمجلس الامن لمناقشة الانتهاك الخطير لقرار مجلس الامن الرقم 1701” الذي كشفه هذا الانفجار.
واتهمت في شكواها “عناصر من الجيش اللبناني بالتغاضي عن اعادة بناء “حزب الله” بناه التحتية في جنوب لبنان”، وكررت التأكيد ان اسرائيل تعتبر ان “مسؤولية كل ما يحصل في جنوب لبنان تقع على عاتق الحكومة اللبنانية”. واضافت “انها المرة الثانية في غضون ثلاثة اشهر يقع انفجار في مخزن اسلحة لـ”حزب الله”، ما يثبت ان هذا الحزب يمتلك اسلحة غير شرعية جنوب نهر الليطاني ويعيد في هذه المنطقة تشييد بناه التحتية العسكرية”.
واعتبر الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز الثلاثاء الماضي ان “حزب الله” يحول لبنان الى “برميل بارود”.
وبث الجيش الاسرائيلي الثلاثاء الماضي صوراً التقطتها طائرة بلا طيار تثبت ان صواريخ نقلت من منزل في جنوب لبنان يملكه عضو في “حزب الله” بعد وقوع انفجار عرضي على ما يبدو. وظهر في الشريط الذي صور بعد الانفجار، اشخاص ينقلون قذائف يبلغ طول بعضها اربعة امتار وهي تنقل من المنزل وتحمل على متن شاحنتين. ويبدو ان الطائرة من دون طيار تابعت تصوير الشاحنتين اللتين افرغتا القذائف في بناء يقع في بلدة اخرى في جنوب لبنان.
وقالت المتحدثة باسم الجيش الاسرائيلي اللفتنانت كولونيل افيتال ليبوفيتش “ارسلنا طائرة من دون طيار حلقت فوق المنزل بعدما علمنا بحصول انفجار فيه، و”حزب الله” اقام حواجز على الطرق الموصلة اليه لاخفاء نقل معدات عسكرية”. وتابعت المتحدثة ان “الصور تكشف كيف نقلت القذائف الى مخزن سلاح يقع في قرية تبعد اربعة كيلومترات عن مكان الانفجار”، مضيفة ان نسخة من الشريط سلمت الى قوة الامم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان “يونيفيل”. واكدت ان “حزب الله” يملك في جنوب لبنان “عشرات مخازن السلاح التي تحتوي على مئات القذائف”.
وقام الجيش اللبناني الثلاثاء الماضي مع قوة “اليونيفيل” بالتحقيق في انفجار القذيفة في جنوب لبنان والذي ادى الى اصابة احد عناصر “حزب الله” بجروح.
واكد “حزب الله” في بيان ان الانفجار وقع في موقف تابع لمنزل احد عناصره في قرية طير فلسيه على بعد 20 كلم شرق مدينة صور.
والقرار 1701 الذى ادى الى وقف الاعمال العسكرية صيف 2006، لكنه لم يؤد الى وقف دائم لاطلاق النار بين اسرائيل و”حزب الله”، يطالب بالاحترام الدقيق للحظر على الاسلحة المرسلة الى “الميليشيات” اللبنانية والاجنبية الموجودة في لبنان.
Leave a Reply