شيكاغو – رفع محامون عن راكب أُنزل قسراً من طائرة تابعة لشركة «يونايتد إيرلاينز» الأميركية للطيران في شيكاغو دعوى قضائية في محكمة بولاية إيلينوي لإلزام الشركة بحفظ التسجيلات المصورة وغيرها من الأدلة المتعلقة بالواقعة.
ويريد المحامون أن تحفظ «يونايتد إيرلاينز» ومدينة شيكاغو، التي تدير مطار «أوهير» الدولي، على المقاطع المصورة التي التقطتها كاميرات المراقبة وتسجيلات قمرة القيادة وقوائم الركاب والطاقم والمواد الأخرى المتعلقة بالرحلة رقم 3411 مستشهدين بخطر تعرض موكلهم الدكتور ديفيد داو «لتمييز خطير» خلال توجهه في رحلة جوية إلى ولاية كنتاكي.
وأظهرت لقطات فيديو صورها الركاب رجلاً يصيح في حين يجذبه أفراد الأمن من مقعده ويسحلونه إلى خارج الطائرة بعنف شديد.
وشوهد الرجل ذو الملامح الآسيوية أثناء جره على ظهره من يديه وأطرافه في الممر بين مقاعد الطائرة وفمه ينزف ونظارته معوجة وقميصه مرفوع عن بطنه.
وقالت الشركة إن داو طرد من الطائرة لإفساح مكان لعضو إضافي في الطاقم.
وأظهرت مقاطع مصورة من الواقعة داو وهو يعود إلى الطائرة ويقول «اقتلوني فحسب. اقتلوني. يجب أن أعود إلى المنزل».
وقال تايلر بريدجز أحد الركاب: «كان الراكب يصرخ في وجههم: أنا طبيب ولدي مرضى يجب أن أراهم في الصباح وعليّ العودة الليلة ولا يمكنني التأخر»، ومع ذلك لم يستمع له أحد.
وقالت إدارة الطيران في شيكاغو يوم الأربعاء الماضي إن ثلاثة ضباط أوقفوا عن العمل مؤقتاً فيما يتعلق بالواقعة التي حدثت في التاسع من نيسان (أبريل) الجاري، والتي جر خلالها ضباط من أمن المطار داو من مقعده على متن طائرة متجهة إلى لويفيل بولاية كنتاكي يوم الأحد الماضي.
وقال بول كالان، وهو محام يعمل في القضايا المدنية والجنائية في نيويورك، إن الغضب العام من معاملة داو سيدفع على الأرجح الشركة إلى تسوية سريعة وسخية.
وأضاف «لأن يونايتد إيرلاينز لديها مشكلة كارثية على هذا النحو في العلاقات العامة فإن القضية تكتسب قيمة أكبر مما تكتسبه قضية مماثلة عادة».
وقدم الرئيس التنفيذي لشركة الطيران أوسكار مونوز اعتذاراً لداو وأسرته وزبائن يونايتد إيرلاينز في مقابلة مع شبكة «أي بي سي نيوز» قائلاً إن الشركة لن تستخدم بعد الآن ضباط إنفاذ القانون لإنزال ركاب من طائرات زائدة العدد.
وقال «هذا لا يجوز أن يحدث ولن يحدث مجدداً».
ويتعرض مونوز لضغوط لاحتواء سيل من الدعاية السلبية ودعوات بمقاطعة «يونايتد إيرلاينز» أججت شرارتها تسجيلات مصورة التقطت لمعاملة مسؤولي أمن المطار السيئة لداو.
وقال محاميه إن داو ظل في مستشفى بشيكاغو حتى الأربعاء الماضي وقد يحتاج إلى إجراء عملية جراحية.
وذكرت ابنته كريستال أن أسرتها «مصدومة مما جرى»، مشددة على أن ما حدث لوالدها «لم يتعرض له أي إنسان من قبل»، حسب تعبيرها.
وتحدث الطبيب الذي تعرض للسحل لقناة محلية أثناء خضوعه للعلاج، قائلًا: «كل شيء بي مصاب ولم أشعر بحال جيدة»، حيث ظهر في الفيديو ينزف من فمه بعد تعرضه للضرب.
وأصدرت أسرة الطبيب بياناً أعربت فيه عن امتنانها لدعم الجمهور حول العالم، وقال محامي الأسرة ستيفن كالان إن العائلة تريد أن تظهر تقديرها للعالم كله بسبب قلقهم ودعمهم للدكتور داو، وهم يركزون حالياً على علاجه أولاً. وأوضح موقع «الإندبندنت» أن المحامي يتوقع أن يقاضي الطبيب شركة الطيران الأميركية.
وقالت «يونايتد إيرلاينز» يوم الأربعاء الماضي إنها ستعوض جميع الركاب على متن الرحلة بإعادة ثمن تذاكرهم.
وهذه المرة الثانية في أقل من شهر التي تتعرض فيها يونايتد إيرلاينز لانتقادات بسبب معاملتها للركاب.
Leave a Reply