سامر حجازي – صدى الوطن
أطلقت المقيمة فـي مدينة ديربورن ميسون حمد شركة مستحضرات تجميل جديدة تسمى «ألوان»، والتي تم استصدار ترخيص لها كشركة مستحضرات حلال حسب الشريعة الاسلامية ونباتية المصدر وموافقة للشريعة اليهودية (كوشر)، لتصبح الشركة الوحيدة فـي العالم التي تتفرد فـي سوق مستحضرات التجميل بجمع المواصفات الثلاث معاً.
وقالت صاحبة الشركة حمد انها تهدف إلى تقديم منتجات نظيفة وحيوية وفريدة من نوعها للمستهلكين كبديل للمستحضرات التي يتم بيعها فـي محلات البيع التجاري بالمفرق والصيدليات. ومستحضرات «ألوان» هي خالية أيضاً من مادة «البارابين» ولا تسبب الحساسية ولا تستعمل فـي إنتاجها مادة «كوميدوجينيك» أو أي نوع من العناصر الكيميائية القاسية على الجلد البشري.
وقالت حمد لـ«صدى الوطن» أن شركتها كانت فـي طور التأسيس منذ ما يقرب من عامين. وهذا الأسبوع، أطلقت «ألوان» رسمياً موقعها على شبكة الانترنت، حيث يمكن للمستهلكين طلب مستلزمات التجميل واستقبال الشحن المجاني المؤقت.
«مستحضرات «ألوان» تلبي متطلبات جميع الأعمار وجميع الثقافات»، كما أكدت حمد، مضيفةً «وهي لا تنطوي على تمييز ضد العرق أو الثقافة أو الجنس. نحن نريد أن نقدم مستحضرات التجميل الحلال فـي الجالية، ونأمل أيضاً فـي تغيير صناعة مستحضرات التجميل عن طريق نقلها إلى المجال العالمي».
وحتى الآن طرحت الشركة ١٥ لوناً من ألوان أحمر الشفاه، بدءاً من اللامع، إلى البارز والبارز بكثرة. وستوسع الشركة من خط الانتاج فـي وقت لاحق هذا العام لتشمل منتجات العناية بالبشرة وطلاء الأظافر وغيرها من أنواع إكسسوارات الجمال.
ووفقاً لحمد، فإن المنتجات معقولة الثمن. وبعد القيام بتحليل أسعار السوق، حلَّتْ المنتجات فـي الدرجة الأعلى من سلم الأسعار، ولكنها شعرت انه لا يزال من المهم الحفاظ على المنتجات بأسعار معقولة خصوصاً لطالبات الجامعات.
وهناك عدد كبير من النساء قد لا يشعرن بالراحة نتيجة شراء منتجات مستحضرات التجميل التي تباع فـي المتاجر العامة والصيدليات العملاقة لأن بعض المكونات قد تتعارض مع إيمانهن ونمط الحياة أو الصحة العامة. وأنشأت حمد «ألوان» من خلال فكرة تلبية حاجة مستحضرات التجميل للجاليات المتعددة الثقافات.
ومع وجود غالبية مستحضرات التجميل السائدة والتي تستهدف النساء الأميركيات، تعتقد حمد بوجود سوق كبير للنساء اللاتي يتجاهلهن تلك الشركات الرئيسة. وقالت ان «ألوان» تستخدم مجموعة متنوعة من العارضات لتمثيل الشركة، بما فـي ذلك العربيات والباكستانيات والنساء الإسبانيات.
وأردفت حمد «توجه الأمور دائماً نحو وجود صورة نمطية معينة فـي الجمال لذا أريد من الناس رؤية هذه المنتجات ليكونوا قادرين على التفاعل معها. من المهم خاصة بالنسبة لي أننا قفزنا إلى ما هو أبعد من النظرة الأميركية الأساسية».
حمد أم لخمسة أطفال، قالت انهم هم الذين ألهموها لإنشاء شركة مستحضرات التجميل. واحدة من بناتها تريد متابعة مهنة خاصة بمستحضرات التجميل وكانت حمد تسعى لبناء نوع من الأسس المهنية لها فـي هذا المجال.
ولطالما وجدت حمد نفسها تبحث وتقرأ العلامات على ماركات منتجات التجميل، وغالباً ما كانت تسأل عن العناصر المدرجة فـي المستحضرات. وقالت انها قدمت منتجات من منزلها فـي المراحل الأولى للشركة.
وأعربت عن قلقها بشأن القسوة على الحيوانات. و فـي قراءة العديد من أوصاف المستحضرات، وجدت أنها تحتوي على مادة «الجيلاتين» وغيرها من «المنتجات المشبوهة» لذا لم تكن تشعر بالراحة عند استخدامها. وتابعت «ولدي أيضاً بنات يتمتعن ببشرة حساسة، لذلك أردت أن اجعل من كل شيء خالياً من المواد الكيميائية». وأقامت حمد بسرعة شراكة مع الشركة المصنعة للمساعدة فـي توسيع حجم سوقها. فـي مراحل التطوير، شعرت أنه من الضروري عرض المنتجات المعتمدة للمسلمين واليهود والنباتيين.
لذلك كانت العملية طويلة. كما ان الحصول على شهادة الحلال من «الجمعية الإسلامية لأميركا الشمالية «إسنا» (ISNA) كان شاقاً ومكلفاً على وجه الخصوص، ولكنه كان جانباً مهماً لتأكيد الشرعية للشركة.
وكان المطلوب من الجمعية الاسلامية الموافقة على المكونات وكذلك النظر فـي إعداد وتعليب وتصنيع المنتجات من أجل ضمان تطابقها مع سياساتها وإجراءاتها الشرعية.
وأشارت حمد إلى أن لدى الجالية الكثير من المفاهيم الخاطئة حول ما يعرف بالمنتجات «الحلال» وعما إذا كان يمكن تصنيف مستحضرات التجميل على هذا النحو. وقالت انها تلقت بعض ردود الفعل من أفراد الجالية الذين يعتقدون ان مستحضرات التجميل هي حرام، آملة ان تثبت شهادة «إسنا» ان مستحضرات التجميل الحلال يمكن أن تُوجد.
وأضافت «انهم يعتقدون أن الحلال يتلخص فقط بعدم وجود مواد ومشتقات الخنازير، ولكن هذا اعتقاد خاطئ. إن الأمر أكثر تعقيداً مما يعتقد الناس. لقد حصلت على الكثير من ردود الفعل، ولكن بعد الحديث مع العلماء أنا اقطع الآن أن مستحضرات التجميل ليست حراماً، بل الأمر يتعلَّق بكيفـية استعمال المستحضرات وكيفـية النظر إليها».
والآن بعد انطلاقة «ألوان» فإن خطوة حمد المقبلة ستكون التركيز على بناء قاعدة الزبائن وتوسيع الشركة. وقالت إنها تأمل فـي البقاء على رأس التوجهات التجارية وفتح خطوط اتصالات مع المستهلكين للوقوف على آرائهم.
وسوف يكون عنصر الانترنت أيضاً وسيلة تسويق مهمة للشركة. وقد تعاونت حمد مع شهاب الحراجلي وهو مستثمر ورجل أعمال من شركة «يافطات الوهم الغرا فـية» الذي وصفته بـ «العمود الفقري» للشركة بسبب مساعدته فـي تطوير الشعار التجاري وتصميم المواقع الإلكترونية للشركة والطباعة.
وسيتم عرض منتجات «ألوان» فـي المناسبات المحلية فـي منطقة مترو ديترويت وتوليدو فـي الأشهر المقبلة. وتخطط حمد أيضاً إلى ايصال منتجاتها الى معارض الأزياء والمهرجانات النباتية. وقالت انها من المقرر أيضاً عرض منتجات لها فـي مؤتمر «إسنا» هذا العام.
وتأمل حمد فـي بناء قاعدة قوية للمركز الرئيس للشركة فـي ديترويت فـي حين أنها تحاول أيضاً الوصول الى زبائن فـي مناطق أخرى من الولايات المتحدة، وكذلك كندا وأوروبا والشرق الأوسط. وكانت «ألوان» بالفعل على اتصال مع شركات التوزيع لعرض منتجاتها فـي الخارج.
و فـي حين تتطلع حمد لتطوير الشركة خارج نطاق الجالية العربية الأميركية فإنها تشعر أنه كان من الضروري أن يكون اسمها عربياً. والكلمة العربية ألوان هي جمع لون.
واستطردت حمد تقول: «وجود الاسم العربي كان مهماً جداً بالنسبة لي كوني من أصل فلسطيني. لقد شعرت وكأن «ألوان» ممثلة اللون. هناك الكثير من التمييز فـي العالم، وأريد أن اعرض كيف أن كل الألوان جميلة. أريد من هذه الشركة تمثيل ألوان الحياة». وأعربت حمد انها متفائلة بأن الشركة سوف يكون لها مستقبل مشرق فـي المقبل من الأيام. وقالت إنها تأمل أن تشارك قصة نجاحها مع النساء فـي الجالية اللواتي يحاولن التفكير «خارج الصندوق» ومتابعة حياتهن المهنية.
وختمت بالقول «دأبنا ودافعنا هو التطلع إلى الإلهام. أريد أن نلهم نساء أخريات للخروج من الشرنقة وأن يكنّ متحمسات لاختيار ما يردن القيام به. منذ سنة ونصف
كان كل هذا مجرد تفكير وحلم، ولكنه الآن حقيقة واقعة. لقد استثمرت الكثير لكي اثبت أن الأحلام يمكن أن تتحقق».
Leave a Reply