ديروبورن – خاص “صدى الوطن”
في الوقت الذي يتعرض فيه الرئيس باراك أوباما لحملة من الانتقادات العنيفة بسبب تأييده لبناء مسجد بالقرب من “الأرض صفر” (موقع برجي مركز التجارة العالمي السابقين) في حي مانهاتن بمدينة نيويورك، دافع مسشاره لشؤون العالم الاسلامي رشاد حسين عن الحرية الدينية أمام تجمع من فعليات الجالية الاسلامية في مدينة ديربورن، مساء الأحد الماضي.
وقال حسين خلال حفل إفطار رمضاني رعاه النائب الأميركي جون كونيورز في مبنى المتحف الوطني العربي الأميركي في مدينة ديربورن “إن الشعب الأميركي، بمن فيه المسلمون الأميركيون له الحق في ممارسة شعائره الدينية بحرية”.
وهاجم حسين الذي عينه الرئيس أوباما مبعوثا خاصا له لدى منظمة المؤتمر الإسلامي، بداية هذا العام، المتطرفين الإسلاميين مثل عناصر القاعدة ومنفذي الهجوم الانتحاري الذي أودى بحياة 50 شخصا في معبد صوفي في باكستان والذي يعتقد أن حركة طالبان كانت وراءه.
وقال حسين ردا على سؤال لعراقي أميركي مسيحي إنه دعا بلدان العالم ذات الأغلبية المسلمة إلى احترام وحماية الأقليات في بلدانهم. اضاف: “إن الارهاب لا دين له”، واستشهد بطلاقة بسورة من القرآن الكريم تدين قتل النفس البريئة. وقال “إن القاعدة لا تمثل الإسلام الحقيقي. إنهم إرهابيون قتلوا أناسا أبرياء”.
وجاءت تصريحات حسين بعد يومين من خطاب ألقاه الرئيس أوباما خلال حفل إفطار رمضاني في البيت الأبيض، وقال فيه إنه يدافع بقوة عن حق المسلمين الأميركيين بممارسة عقيدتهم الدينية، بما في ذلك حقهم في بناء مسجد في حي مانهاتن بالقرب من موقع برجي مركز التجارة العالمي اللذين دمرهما الهجوم الإرهابي في 11 أيلول 2001.
وكانت الانتقادات لخطة بناء المسجد قد أثارت أسئلة لدى شريحة كبيرة من الرأي العام الأميركي حول اختيار الموقع وشكوكا حول رؤى المشرفين على تطوير المشروع ومصادر تمويله. غير أن الرئيس أوباما ومسشاره رشاد حسين عبّرا عن تأييدهما للمشروع. وقال حسين إن الإسلام جزء من النسيج الديني للأميركيين منذ وقت ليس بالقصير.
ولاقت ملاحظات حسين ثناء من النائب الأميركي كونيورز ومن كبير قضاة محكمة الاستئناف الأميركية للدائرة السادسة دامون كيث اللذين كان حسين (31 سنة) قد عمل لديهما، وكانا حاضرين في حفل الإفطار. ووصف كيث حسين بـ”المحامي اللامع” و”الإنسان المرهف”.
واستشهد حسين أكثر من مرة بمبادرة الرئيس أوباما للتقرب من العالم الإسلامي والتي أطلقها في خطابه الشهير في جامعة القاهرة في العام 2009.
وكان من بين الحضور ممثلون عن الجالية الكلدانية العراقية الأميركية وطرح أحدهم أسئلة حول معاملة الأغلبية المسلمة للأقليات غير المسلمة في بلادها. ورد حسين بالقول “إن الأقليات يجب أن تحمى وتحترم في البلدان ذات الأغلبية المسلمة”.
ورفض حسين شكاوى من بعض الحضور بأن الدعم الأميركي لبعض البلدان هو السبب في الإرهاب. وقال: “إن الزعم أنه فيما لو تغيرت سياسات معينة غدا فإن الإرهاب سوف ينتهي هو زعم خاطئ”.
واشار حسين إلى الهجوم الإرهابي على المعبد الصوفي في باكستان الذي أودى بحياة مصلين أبرياء.
ويحفظ حسين، وهو من أصل هندي، وخريج معهد المحاماة في جامعة يال المرموقة، القرآن الكريم بأكمله وتطلق عليه تسمية الحافظ (للقرآن).
وكان حسين قد عاد من رحلة إلى الهند في وقت سابق من هذا الشهر، وقام بمرافقة زعماء مسلمين أميركيين في رحلة مؤخرا الى معسكرات “أوشفيتز” التي اقامها النازيون خلال الحرب العالمية الثانية نظمها أحد قادة الجالية اليهودية.
وتحدث الى جانب حسين كل من النائب جون كونيورز والمدير الإقليمي للجنة العربية الأميركية لمكافحة التمييز (أي دي سي)-فرع ميشيغن عماد حمد إضافة الى القاضي في محكمة الاستئناف الفدرالية دايمون كيث.
Leave a Reply