بمرور الزمن تتغير الاحتياجات الصحية للناس الذين يمكن أن يحصلوا على أفضل رعاية طبية حين تنعقد الشراكة بين المستشفيات والمجتمعات المحلية.
في هذا السياق، افتتح مستشفى غاردن سيتي –الأربعاء الماضي– مرفقاً جديداً لطوارئ المسنين (إي آر)، وذلك في إطار الجهود المبذولة لمساعدة كبار السن الذين تزداد أعدادهم في المنطقة، والقسم الجديد منفصل عن قسم طوارئ المرضى الآخرين.
وقد قام المدراء التنفيذيون والفريق الطبي العامل في القسم الجديد بقص شريط الافتتاح قبل أن يرافقوا مسؤولين محليين ورسميين من الولاية وقياديين مجتمعيين في جولة ضمن المرفق الجديد، لاطلاعهم على الأجهزة والأسرّة المعدة لاستقبال المرضى.
وتحدثت المديرة الطبية لقسم الطوارئ في المستشفى أنجيلا تشيرز أمام الحاضرين حول المرفق الجديد والاستثمارات الرئيسية، وكذلك تغير المهمة الشاملة للمستشفى، والتي ولدت من خلال العلاقة العميقة مع السكان المحليين على مدى عقود.
وأشارت إلى أن من الضروري أن تتواءم مهمة المستشفى مع الطبيعة الديموغرافية للمنطقة، لاسيما وأن الأشخاص في عمر 65 عاماً أو أكثر، يشكلون أغلبية السكان، وهؤلاء يسعون للحصول على قدر أكبر من الرعاية الطبية.
وقالت «إن أعضاء فريق قسم طوارئ المسنين قد تدربوا على كيفية التعامل مع كبار السن، كما أن المرفق الجديد قد صُمم بشكل يسهل استقبالهم وخدمتهم وسلاسة تنقلهم ضمن العملية الطبية، حيث تم اعتماد الجدران بدل الستائر، واعتماد الوثائق بحروف كبيرة لتسهيل القراءة، وتوفير وسائل مساعدة للسمع والرؤية، وغيرها».
أضافت «القسم الجديد أكثر هدوءاً.. لتمكين المرضى والمراجعين من تمييز الأصوات والتواصل مع الموظفين الطبيين»، مشيرة إلى أن المراجعين كبار السن «يعانون الكثير من التغيرات الفيزيولوجية ويتناولون الكثير من الأدوية ويواجهون الكثير من التحديات».
وبالإضافة إلى توفير بيئة أكثر مساعدة، فإن «غادرن سيتي هوسبيتال» يعمل مع منظمات المجتمع المحلي لتقديم خدمات طبية خارج المستشفى.
وشددت على أن كبار السن لديهم احتياجات خدمة اجتماعية أكبر بـ400 بالمئة من احتياجاتهم للرعاية الطبية، وذلك استناداً إلى دراسة أعدتها «الكلية الأميركية لأطباء الطوارئ»، وفقاً لتشيرز التي أكدت أن المسشتفى يحتفظ بـ«ملف الحياة» لكل مريض، والذي يحتوي على التاريخ الطبي الشامل مما يزيد من كفاءة العملية الطبية ومردود الرعاية الصحية للمرضى والمراجعين.
من جانبها، قالت مديرة التسويق وتطوير الأعمال ليزلي فليمنغ: «إن كبار السن في المنطقة هم الشريحة الوحيدة من السكان التي من المتوقع أن تنمو خلال السنين الـ20 القادمة»، وذلك وفقاً لبيانات «مجلس حكومات جنوب شرقي ميشيغن».
وأضافت في حديث مع «صدى الوطن»: أن الغالبية العظمى من المرضى المقيمين في المستشفى لتلقي العلاج هم في عمر 65 عاماً أو أكثر. وفي حين يتم التركيز على تقديم الرعاية الصحية المتقدمة –وهو ما يؤكده حصول «غاردن سيتي هوسبيتال» على 7 جوائز في مجال الجودة والسلامة، 6 منها في عام 2017– إلا أن ذلك لم يؤثر –بحسب فليمنغ– على طول فترات الاستقبال والمعاينة الطبية.
وأكدت «أن قسم طوارئ المستشفى يستقبل حوالي 50 ألف مريض سنوياً، كانت فترات استقبالهم ومعاينتهم تتراوح بين 6–8 ساعات قبل عدة سنوات، ولكنها تقلصت الآن إلى 2–3 ساعات».
بدوره، قال رئيس مستشفى غاردن سيتي ساجو جورج «إن التحسينات جاءت نتيجة لانضمام المستشفى إلى شركة «برايم هيلثكير»، وهي شركة طبية رائدة ومن أسرع الشركات الطبية ربحاً في البلاد خلال السنوات الثلاث الأخيرة».
وأكد على أنه ومنذ ذلك الوقت يتم التركيز على تحسين الكفاءة والنتائج وتقليص النفقات، وقال «إن هدفنا هو إحداث تغيير في المجتمع، وإن مستشفى غاردن سيتي هو مستشفى مجتمعي، ونحن نريد أن نكيف رعايتنا حسب احتياجات المجتمع».
أضاف «إن جزءاً من الهدف هو استثمار 15 مليون دولار لتحديث البنية التحتية للمستشفى ورفع مستوى التكنولوجيا وتوسيع البرامج السريرية وعقد اتقافات مع أنظمة الرعاية الصحية لجلب المزيد من الخبراء الطبيين إلى مستشفى غاردن سيتي».
ومن المقرر أن تبدأ قبل نهاية العام الجاري أعمال تجديد إضافية بقيمة تصل لحوالي 20 مليون دولار، وفقاً لجورج.
وقد شكر بيل وايلد، رئيس بلدية وستلاند (المدينة التي يعمل المستشفى للتمدد إليها) إدارة مستشفى غادرن سيتي للخدمات عالية الجودة التي يقدمها لمرضاه، وكذلك للاستثمارات بملايين الدولارات في مجتمعه.
وعبر في حديث مع «صدى الوطن» عن «فخره».. بالمستشفى الذي تأسس في 1968 والذي لايزال قائماً ويشهد «ازدهاراً متواصلا».
وقال رئيس مجلس أمناء «مستشفى غاردن سيتي»، ناشر صحيفة «صدى الوطن»، الزميل أسامة السبلاني: إن المستشفى حقق خطوات كبيرة خلال السنوات الثلاث الأخيرة من خلال إقامة علاقات وطيدة مع المجتعمات المحلية، وعلى رأسها مجتمع العرب الأميركيين، في المدن المجاورة لمدينة غاردن سيتي.
وأشار السبلاني – الذي تولى رئاسة مجلس إدارة المستشفى منذ عامين – إلى أن «غاردن سيتي هوسبيتال» قد وظف العديد من العرب الأميركيين العاملين في القطاعات الطبية والصحية والخدماتية، كما أنه يتطلع إلى توظيف المزيد منهم، في إشارة إلى تعميق العلاقات والشراكة المجتمعية بين المستشفى ومختلف المجتعمات المحلية في المنطقة.
Leave a Reply