ديترويت – رغم التدابير الصارمة التي فرضتها حاكمة الولاية، غريتشن ويتمر، للحد من انتشار الوباء، واصلت الإصابات بفيروس كورونا المستجد ارتفاعها بوتيرة تصاعدية في ميشيغن مما أدى إلى استنفاد وحدات العناية المركزة وأجهزة التنفس الاصطناعي في كبرى المستشفيات العاملة بمنطقة ديترويت الكبرى، مما حدا بالمسؤولين فيها إلى نقل بعض المرضى غير المصابين بفيروس «كوفيد–19» إلى منشآت أخرى.
وأبلغت الحاكمة يوم الأربعاء الماضي مسؤولي مستشفيات الولاية أنه بات بإمكانهم تبادل المرضى ونقلهم من مستشفى إلى آخر بحسب الحاجة، لإتاحة أسرة شاغرة لاستقبال المصابين الجدد في جميع المستشفيات، لاسيما في منطقة ديترويت الكبرى التي تحولت إلى بؤرة الوباء في ميشيغن.
ويوم الخميس الماضي، أعلنت دائرة الصحة في الولاية عن تسجيل أكبر حصيلة يومية من الإصابات بفيروس «كوفيد–19»، حيث سجلت 564 حالة جديدة فيما توفي 17 شخصاً، ليرتفع إجمالي عدد الإصابات في الولاية إلى 2,856، والوفيات إلى 60، لغاية مساء 26 آذار (مارس) الجاري، وذلك بعد نحو أسبوعين على اكتشاف أول إصابة بالفيروس في الولاية.
وأفاد مسؤولون صحيون في مجموعة «مستشفيات هنري فورد» –الأربعاء الماضي– بأن مجموعتهم الصحية تعيد تصميم خمس مستشفيات من مشافيها السبعة في جنوب شرقي ميشيغن لتخفيف الضغط على المستشفيين الكائنين بمدينتي ديترويت ووست بلومفيلد.
وتتوزع «مستشفيات هنري فورد» الخمس الأخرى، في مدن: وايندوت، جاكسون، فيرنديل، كلينتون تاونشيب، وماونت كليمنز.
وقالت كبيرة مسؤولي العيادات، والمدير العام لدائرة الجودة في «مستشفيات هنري فورد»، الدكتورة بيتي تشو: «لحسن الحظ لاتزال لدينا الآن مساحات إضافية في بعض المنشآت في مجموعتنا الصحية»، لافتة إلى أنه تمت إضافة أسرّة جديدة في العيادات الخارجية، كما حُوِّلت غرف العمليات إلى وحدات للعناية المركزة، فيما تم نقل المرضى الاعتياديين إلى مرافق منفصلة لتفادي إصابتهم بالفيروس التاجي.
وأضافت: «أتوقع بأننا سنواجه –بكل تأكيد– تحديات أكبر بحلول أوائل نيسان (أبريل)، إذا ما أخذنا بالاعتبار أنه لدينا الآن 591 مصاباً، وأن أعداد المصابين تتزايد بوتيرة متسارعة».
واسترسلت بالقول: «نظراً لنقص عمليات فحص السكان، فمن الصعب توقع العدد الإجمالي الذي سنحصل عليه.. إننا نتواصل مع الأنظمة الصحية الأخرى للبحث في تأمين الرعاية لهؤلاء المرضى، مع التأكد على قدرتنا في إنشاء أكبر عدد ممكن من وحدات العناية المركزة في منشآتنا».
أما المدير التنفيذي لمجموعة مستشفيات «بومانت»، جون فوكس، فقد أشار إلى أن أكبر مجموعة صحية في ولاية ميشيغن «لم تستنفد طاقتها الاستيعابية بعد»، لافتاً إلى أن مستشفيات «بومانت» استقبلت حتى ظهر الأربعاء الماضي أكثر من 500 مصاب بالفيروس المستجد، متوقعاً أن يتواصل تزايد عدد الإصابات لبلوغ الطاقة الاستيعابية القصوى.
وقال إن الأرقام تنمو بمعدل 100 مريض يومياً، مضيفاً: «إننا نقوم بكل ما يمكننا لزيادة الطاقة الاستيعابية لمشافينا»، مؤكداً أنه ينبغي على الحاكمة ويتمر أن تتدخل لكي يتم التنسيق بين المستشفيات وأنظمة الرعاية الصحية الأخرى في الولاية، لتحقيق توازن أفضل في عمليات استقبال المصابين. وأضاف: «لا يجب أن يقود الناس سياراتهم إلى مستشفيات استنفدت طاقتها الاستيعابية وغرف الطوارئ فيها مزدحمة إلى حد الاكتظاظ».
كما أشار إلى أن مستشفيات «بومانت» تعمل على توفير مساحات جديدة للأسرّة في أقسام الطوارئ، وأن مسؤولين في المجموعة الصحية تواصلوا مع «جامعة أوكلاند» لاستخدام بعض المساكن الطلابية في إيواء المرضى، لافتاً إلى أن استخدام مساكن الطلبة أو أماكن أخرى «قد يعقد الأوضاع» لكونها لا تتوفر على إمكانيات الوصول إلى المختبرات أو الصيدليات، كما هو الحال في المشافي. وقال: «هذا سيكون تحدياً».
مسؤولون في المجموعة الصحية التي تتخذ من رويال أوك مقراً لها، أكدوا بأنهم يقتربون من استنفاد الطواقم الطبية والمعدات وأجهزة التنفس الاصطناعي، وأفادوا بأن مستشفيات «بومانت» لديها 635 حالة بين إصابات مؤكدة أو مشتبهة، مما يضغط على المجموعة الطبية الأكبر في ميشيغن.
ويبلغ عدد الأسرّة الإجمالي لدى مجموعة «بومانت» 3,110 أسرة تتوزع على مستشفياتها الثماني بمدن: رويال أوك، تروي، ديربورن، فارمنغتون هيلز، وين، ترنتون، تايلور، وغروس بوينت.
وقالت رئيسة قسم العمليات التشغيلية في «بومانت» كارولين ويلسون، إن مستشفيات المجموعة تنقّل بعض مرضاها بين المنشآت، لخلق مساحات إضافية من خلال تحويل غرف العمليات إلى وحدات للعناية المركزة، فيما أكد مسؤولون في المجموعة الطبية على أنه لديهم حالياً أجهزة تنفس اصطناعي كافية، «لكن.. هذا الوضع يمكن أن يتغير مع تزايد الإصابات».
وكان مدير دائرة الصحة والخدمات الإنسانية بميشيغن، روبرت غوردون، قد أصدر –الثلاثاء الماضي– أمر طوارئ يطالب المستشفيات الإبلاغ حول مواردها وإمكانياتها، مثل عدد الأسرّة، الموظفين، معدات الحماية الشخصية، أجهزة التنفس الاصطناعي، وغيرها من الأجهزة الأخرى.
ووفقاً لبيانات الدائرة ما قبل أزمة كورونا، لدى مستشفيات الولاية 25,375 سريراً مرخصاً. وفي بداية شهر مارس الحالي، لم يكن شاغراً منها سوى 6,431 سريراً فقط.
Leave a Reply