كاب كانيفرال – بعد مرور أكثر من 30 عاماً على إطلاق أول مكوك أميركي إلى الفضاء الخارجي، شهد يوم الجمعة الماضي نهاية فصل في التاريخ الأميركي الحافل بالأمجاد والمآسي، يمهد لإسدال الستار على برنامج مكوكات الفضاء بعودة “أتلانتس” إلى الأرض.
فمنذ عام 1981، يخدم الأسطول الفضائي الأمة الأميركية، كوسيلة ربط بين الأرض والسماء، حيث قام بنشر الأقمار الصناعية في الفضاء، والقيام بالدراسات العلمية، ونقل المواد والأشخاص إلى محطة الفضاء الدولية، وهي مشروع فضائي ضخم بحجم ملعب كرة قدم يسبح في الفضاء الخارجي.
وبعد إطلاق برنامج الفضاء “أبولو” في ستينيات القرن الماضي، والذي وضع أول رجل على سطح القمر عام 1969، أمر الرئيس الأميركي الأسبق، ريتشارد نيكسون، بإطلاق برنامج “مكوكات الفضاء” عام 1972، وتم تدشين أول مكوك فضائي أطلق عليه “كولومبيا”، ولكن هذا المكوك انفجر في حادث مأساوي عام 2003. وكان برنامج الفضاء “أبولو” يهدف إلى المغامرة واستكشاف ما وراء الأرض، لكن البرنامج الحالي ليس لديه أهداف استكشافية.
ولم يفلت هذا البرنامج من المنتقدين، الذين صبوا معظم انتقاداتهم على حقيقة أن أهداف هذا البرنامج هي الأبحاث العلمية، وليست الاستكشافات.
من جانبه، تحدث نورم أغسطين، رئيس اللجنة التي شكلها الرئيس باراك أوباما، بشأن الرحلات الفضائية البشرية قائلاً: “اليوم ومع القيود المفروضة على الميزانية الفدرالية، ليس لدى ناسا التمويل الكافي، لاستكمال البرنامج الحالي، والبدء في برنامج جديد في الوقت نفسه”.
ولذا فإن مكوكات الثلاثة الباقية، ديسكفري، وإنديفور، وأتلانتس، سيتم إحالتها إلى التقاعد، فيما ستدفع الولايات المتحدة 63 مليون دولار لروسيا، مقابل كل رائد فضاء أميركي، يتم نقلة إلى محطة الفضاء الدولية.
وتضع “ناسا” آمالاً كبيرة في بروز دور الشركات التجارية، لاستغلال إمكانات الفضاء، وبناء صواريخ وكبسولات فضائية تقوم بنقل المواد ورواد الفضاء إلى المحطة الدولية، فالشركات الخاصة هي التي تملك الآن مفاتيح مستقبل السفر إلى الفضاء. أما المنتقدون فيرون أن الولايات المتحدة تتخلى عن ريادتها في مجال الفضاء، وتحرم نفسها من الوصول إلى المحطة الفضائية الدولية، والتي تم تمويلها من الأساس بأموال أميركية.
Leave a Reply