هامترامك
كشفت الاختبارات السنوية لشبكة المياه في مدينة هامترامك أن مستويات الرصاص في مياه الشرب تجاوزت الحد المسموح به في ولاية ميشيغن، وهي مشكلة تعاني منها المدينة المكتظة بالسكان منذ سنوات طويلة.
وأفاد مسؤولون في البلدية بأن الاختبار السنوي الأخير لمادة الرصاص في مياه هامترامك أظهر مستوى 17 جزءاً من المليار، وهو معدل أعلى قليلاً من «المستوى الآمن»، والبالغ 15 جزءاً بالمليار، بحسب لوائح الولاية والحكومة الفدرالية لمستويات الرصاص والنحاس في المياه.
ولفت المسؤولون إلى أن العيّنات المختبرة تم أخذها من أكثر من 42 منزلاً في أنحاء متفرقة من المدينة التي تضم زهاء 28 ألف نسمة معظمهم من العرب والمسلمين.
وفي رسالة أبرقتها البلدية إلى سكان هامترامك، الأسبوع الماضي، أكّد المسؤولون أنهم يتطلعون إلى تخفيض مستوى الرصاص في المياه إلى الصفر، لتفادي تأثيراته الخطيرة على الصحة العامة.
وتحذر «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» (سي دي سي) من أن تعرض الأطفال للرصاص يمكن أن يضر بصحتهم، وأن يتسبب بإتلاف أدمغتهم وأجهزتهم العصبية، كما يمكن أن يؤخر نموهم ويؤدي إلى مشاكل في التعلم والسلوك.
كذلك فإن البالغين ليسوا بمنأى عن التأثيرات الضارة للمياه الملوثة بالرصاص، بحسب الأبحاث الصحية.
وتطلب وزارة البيئة والطاقة والمياه في ميشيغن إجراء اختبارات سنوية لمياه الشرب في المدن التي تحتوي على أنابيب مصنوعة من مادة الرصاص السامة، مثل هامترامك.
وأشارت أخصائية جودة المياه في منطقة ديترويت، إيلين بيتانزو، إلى أن تلوث مياه الشرب بالرصاص يمكن أن يكون «متقطّعاً»، وبالتالي فإن الاختبارات السنوية قد لا تظهر حقيقة التلوث بشكل دقيق، مؤكدة أن نتائج اختبارات مياه هامترامك تجاوزت «الحد الآمن» لمادة الرصاص، 11 مرة، خلال السنوات الثلاثين الماضية.
ولفتت بيتانزو، التي ساهمت في اكتشاف تلوث مياه فلنت عام 2015، إلى أن نتائج الفحص الأخير لمياه هامترامك، ستؤدي إلى تكثيف الاختبارات وقياس مستويات الرصاص كل ستة أشهر (بدلاً من الاختبار السنوي) على غرار ما حدث مؤخراً في مدينة بنتون هاربور في غرب ميشيغن.
وكانت بنتون هاربور قد سجلت مستويات خطيرة لمادة الرصاص في اختبارات السنوات الثلاث الأخيرة، وهو ما دفع حكومة الولاية مؤخراً إلى إعلان حالة الطوارئ وتخصيص عشرة ملايين دولار لاستبدال شبكة الأنابيب الرصاصية في المدينة التي يقطنها نحو عشرة آلاف نسمة. كما تعهدت حاكمة ميشيغن، غريتشن ويتمر، بتوفير ملايين إضافية لضمان استبدال الشبكات الرصاصية خلال الأشهر الـ18 القادمة.
استجابة البلدية
وفي إطار استجابتها لأزمة تلوث مياه الشرب، باشرت بلدية هامترامك يوم الخميس الماضي –بالتعاون مع وزارة الصحة في ميشيغن– بتوزيع مصافي مياه (فلاتر) مجاناً على السكان.
وكانت بلدية هامترامك قد بدأت –عام 2019– مشروعاً لاستبدال الأنابيب الرصاصية في شبكة المياه، ومن المتوقع أن يتم استبدال أكثر من 300 خط، بحلول كانون الأول (ديسمبر) المقبل.
لكن بحسب مديرة البلدية، كاثلين أنغرير، لايزال هناك حوالي 5,900 أنبوب رصاصي في هامترامك، موضحة أنه بسبب ارتفاع مستويات الرصاص، تلقت البلدية إشعاراً من وزارة الصحة في ميشيغن بأنه لدينا 14 عاماً فقط للتخلص من جميع الأنابيب الرصاصية بدلاً من 20 عاماً، كما كان مقرراً سابقاً.
وتابعت أنغرير قولها في بيان: «سيكون ذلك تحدياً كبيراً بدون أموال إضافية من حكومة الولاية أو الحكومة الفدرالية»، مؤكدة: «بصراحة، نريد لسكاننا الحصول على مياه صالحة للشرب».
وأوضحت أنغرير بأن مياه الشرب في هامترامك تُستجر من مؤسسة مياه البحيرات العظمى التي توفر إمدادات آمنة من حيث مستوى الرصاص، «ولكن عندما تمر المياه في شبكة هامترامك وفي الأنابيب داخل المنازل، فإنها تتلوث –عندئذ– بالرصاص».
وأكدت أنغرير أن استبدال الخطوط المخدّمِة هو المفتاح للحصول على مياه شرب آمنة في جميع منازل هامترامك، وقالت: «لهذا السبب، فإننا ندعو المسؤولين المنتخبين، والحاكمة (غريتشن ويتمر)، ومجلس نواب ميشيغن، ومجلس شيوخ ميشيغن، ومسؤولي المقاطعة، للعمل على توفير التمويل اللازم.. حتى تتمكن مدن مثل هامترامك، وغيرها من المدن الأخرى في ميشيغن، من استبدال شبكات المياه المتقادمة بشكل عاجل، مثلما حصل في مدينة بنتون هاربور».
Leave a Reply