تقدم فرقة «مسرح اليوم» مسرحية «جورج بوش» لمدة يومين متتالين على خشبة مسرح «ثانوية ستيرلينغ هايتس» ٢١ و٢٢ كانون الأول (ديسمبر)، والمسرحية من تأليف وإخراج حسام زورو وتمثيل نخبة من الفنانين العراقيين المتواجدين في الولايات المتحدة الاميركية، وهم هاني نوري، باسم الأمين، حميد دلي، نظير عبد الأحد، سرمد خموري، إضافة الى المخرج حسام زورو.
وقبل الخوض في تفاصيل العرض المسرحي، لابد لنا أن نتحدث عن فرقة «مسرح اليوم» التي تواجه الكثير من المصاعب وخاصة المادية، وحتى نلفت الانتباه الى وزارة الثقافة العراقية وخاصة «المركز الثقافي العراقي» في واشنطن متمثلة بالدكتور والشاعر الاستاذ محمد حسين الطريحي، الذي ساهم ويساهم بشكل فعال في متابعة كل المعنيين من ادباء وفنانين لغرض تنشيط الحركة الادبية والفنية في المهجر بالرغم من بعض المآخذ التي يجب الانتباه اليها ومنها مناصرة هذه الفرق المسرحية وشمولها بالمنح السنوية من قبل وزارة الثقافة العراقية، ليتسنى لهذه الفرق مواصلة تقديمها العروض المسرحية بإستمرار وربط أواصر فناني الداخل بالخارج وعلى نقابة الفنانين العراقيين معرفة هذه الفرق المسرحية عن طريق المراكز الثقافية المنتشرة في الخارج.
وفي هذا السياق نثبت بأن هناك العديد من الفرق المسرحية في كندا وأميركا وهي تقدم العروض المسرحية ونذكر منها «فرقة المسرح العربي الكندي» بإشراف الفنان داخل البحراني والفنانة فلة الاورفلي، و«فرقة منتدى الرافدين» بإشراف الاتحاد الديمقراطي، و«الفرقة العراقية الكندية» بإشراف الفنانين أحمد شكري وفضلي الجبوري وعلي منشد وعبد الحسين علوان، وفرقة «المنتدى الثقافي العراقي الأميركي» بإشراف الفنان قاسم ماضي والفنانة استبرق عزاوي، وفرقة «مسرح بغداد للتمثيل» بإشراف الفنان صلاح كولاتو ووكان قد أسسها الفنان المرحوم شداد متى وكذلك فرقة «المسرح العربي» التي قدمت العديد من العروض المسرحية وحاولت أن تسهم في جمع شمل العديد من الفنانن المحترفين ومنهم الدكتور والفنان عبد المطلب السنيد والفنانة المرحومة عواطف ابراهيم والفنانة غزوة الخالدي والفنان فؤاد سالم، إضافة الى الهواة.
يقول الفنان حسام زورو الذي قدم العديد من الاعمال المسرحية منذ الثمانيينات الى يومنا هذا، وأشرك العديد من فناني الداخل العراقي والإغتراب ومنهم جاسم شرف وسامي محمود والفنانة تمارا محمود، بمسرحية «ساعة السودة الجيت الى أميركا» وقدمت في ولاية ميشيغن ، يقول الفنان زورو «نحن نتناول ونقدم من خلال خشبة المسرح المقدسة بعضاً من مشكلات حياتنا الواقعية التي نعيشها بسلبياتها وإيجابياتها، محاولين تسليط الضوء على هموم شعبنا في الداخل والخارج، لكون العالم الآن هو عبارة عن قرية صغيرة، ونستطيع أن نلخّص جوهر المسرح بكلمتين، هما الحدث، والمكان الذي نراه فيه، وعلى هذا الأساس، فإن اشتقاق الكلمة قد جعل من الحدث أساس الدراما ويفترض المسرح دوما وجود العرض المسرحي». وأضاف «لقد بذلنا نحن فريق العمل المسرحي بكادره التمثيلي والإداري جهداً كبيراً رغم المعاناة العملية من أجل إنجاح هذا العمل، وذلك لكي يساهموا ومن خلال المساحة المتروكة لنا من حرية التعبير بطرح الرؤى والمقترحات الفنية لتعزيز الوعي المسرحي في هذه الغربة، حتى يتحقق الحدث بمستوى الإنسان وبمستوى العالم».
ويقول زورو الذي يستعد لإعادة عرض مسرحية «جورج بوش» بعد أن عرضت لأول مرة في ٢٨ كانون الثاني (يناير) الماضي، «تعلمني المشاعر عن ذاتي عندما كنت اشاهد مصائب اوديب في مسرحية «أوديب ملكاً» التي قدمت على العديد من مسارح العالم، إذ أن هذه المشاعر تنذرني بما يحدث في ذاتي عند رؤيتي للتراجيديا المصبوغة بقصة أوديب، وذلك بالرغم من أن الأعمال التي قدمتها فرقة «مسرح اليوم» هي كوميدية ومسلية وفيها جوانب تربوية تخدم واقع جاليتنا العراقية التي هي بأمس الحاجة اليها، ومسرحية «جورج بوش» لا تخرج عن هذا الإطار رغم أنها تطرح عدة أسئلة بين الدمار والإعمار، وهذه الاشارة تأتي من داخل الذات، من عمق الذات، وكما يقال من رغبة ثنائية الذات».
يطالب زورو بمسرحيته ابناء البلد الواحد بعدم الانقسام و«نحن مازلنا نعيش حالة الانقسام» التي يقدمها بأسلوب كوميدي يدخلك على عالم التفرقة والتشتت، مستخدماً كل العناصر المسرحية، من ديكور وموسيقى وفقا لمتطلبات العرض المسرحي الذي يلائم جو العرض.
Leave a Reply