لوس أنجلوس – تلقت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) صفعة جديدة بعد نشر صور في صحيفة أميركية لجنود أميركيين يستعرضون الى جانب جثث مسلحين أفغان مشوهة. وسارع مسؤولون أميركيون كبار والقائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان الجنرال الأميركي جون آلن إلى إدانة الصور حتى قبل أن تنشرها صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” التي حصلت على الصور من جندي آخر.
وجاء نشر بعض الصور من الصور الثمانية عشرة، التي التقطت في عام 2010، على الموقع الإلكتروني لصحيفة “لوس أنجلوس تايمز”، في وقت حساس بالنسبة للعلاقات الأميركية-الأفغانية بعد نشر شريط فيديو في كانون الثاني (يناير) الماضي يظهر أربعة جنود أميركيين يتبولون على جثث مسلحين أفغان، إضافة الى الكشف عن حرق مصاحف في قاعدة جوية كبيرة لحلف الأطلسي في شباط (فبراير)، مما أدى لأعمال عنف استمرت أسبوعا وأسفرت عن مقتل 30 أفغانيا وستة أميركيين. وفي آذار (مارس) الماضي قتل ضابط أميركي 1٦ مدنيا أفغانيا في حادث إطلاق نار ليلا في قريتين في جنوب أفغانستان مما دفع الرئيس الأفغاني حامد كرزاي إلى مطالبة الجنود الأجانب بأن يقتصر وجودهم على القواعد الرئيسية فقط.
وقالت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” إن جنود الفرقة 82 المحمولة جوا كانوا في مركز شرطة في إقليم زابول الأفغاني في شباط 2010 وعادوا لزيارته بعد عدة أشهر. والتقطت الصور في المناسبتين.
وقال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا في بيان، إن نشر الصور قد يؤدي لشن مزيد من الهجمات على قوات الأمن. وأضاف “الخطر يتمثل في أن العدو قد يستخدم هذه المواد للتحريض على العنف ضد أفراد القوات الأميركية والأفغانية في أفغانستان”. وندد رايان كروكر، السفير الأميركي في أفغانستان، بهذه الصور واصفا تصرفات الجنود بأنها “مثيرة للاشمئزاز”، وقال إنهم “يحطون من شأن تضحيات مئات الألوف من الجنود والمدنيين الأميركيين الذين خدموا بامتياز في أفغانستان”.
ودافعت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” عن نشر الصور التي طلب مسؤولون أميركيون من الصحيفة عدم نشرها. وقال رئيس التحرير دافان مهاراج في المقال الذي نشرته الصحيفة “قررنا بعد التدقيق أن نَشر مجموعة صغيرة، لكنها معبرة، من الصور سيفي بالتزامنا تجاه القراء بأن ننشر بحيادية كل شيء يتعلق بجوانب المهمة الأميركية في أفغانستان”.
ومن جانبه، استنكر البيت الابيض “الموقف المشين” للجنود، وقال المتحدث باسم الرئاسة جاي كارني أن “السلوك الذي تنم عليه هذه الصور سلوك مشين ولا يمثل في أي حال المعايير المتوقعة من الجنود الاميركيين” واعدا بأن تكون هذه المسألة “موضع تحقيق وأن يحاسب المسؤولون عنها”.
Leave a Reply