فارمنغتون هيلز – «صدى الوطن»
أقامت منظمة «مسلمش» Muslimish العلمانية يوم السبت 9 كانون الأول (ديسمبر) مؤتمراً في مدينة فارمنتغون هيلز تمحور حول قضايا الهوية والانتماء والإصلاح الديني والمهاجرين والحوار بين الثقافات والأديان.
المؤتمر هو الأول من نوعه في منطقة ديترويت، والثاني منذ تأسيس المنظمة في 2012، وهو يشكل -بحسب القائمين عليه- «فضاءً واسعاً ومرحباً بالأفراد القادمين من خلفيات عربية وإسلامية للتعبير عن آرائهم ومواقفهم غير التقليدية من الدين الإسلامي، بطرق نقدية جريئة، دون أن يتنكروا لجذورهم الثقافية والعقائدية واعتبارها أركاناً أساسية في تشكيل هوياتهم الفردية والجماعية».
وقد أعربت رئيسة المنظمة، نورا إمبادي عن فخرها بكونها «عربية ومسلمة سابقة»، وتحدثت عن تجربتها مع الإسلام الذي تحيزت لاعتناقه في أعقاب هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 ولكنها «بدأت مع مرور الوقت بالتخلي عنه».
وأشارت إلى أنها، وعلى الرغم من كونها لا تجد نفسها «منتمية إلى أي مكان أو مجموعة»، إلا أنها «تهتم بالتواصل مع الآخرين وحماية حقوقهم، وهذا أحد الأسباب التي دفعتها إلى الانضمام إلى مسلمش».
وقالت «إن مسلمش تمنح الأفراد الجريئين الفرصة للنظر إلى الإسلام بعدسات متفحصة وتوظف نقاشات المسلمين من أجل مجتمع أكثر تعددية».
مؤسس المنظمة، المصري الأصل ابراهيم عبد الله، تحدث عن آثار الترجمة للنص القرآني ونتائجها على الواقع المعاش، وقال «لا يوجد لدينا قرآن واحد، والترجمة تخلق هوة بين النصوص والمعاني المقدسة، وهذه القضية تسبب في الواقع كثيراً من المشاكل».
من جانبه، دعا ناشر «صدى الوطن» الزميل السبلاني إلى التمسك بجوهر الإسلام وإعادة النظر في القشور، معرباً عن رفضه للعديد من الطقوس والممارسات التي تمارس باسم الدين والتقاليد «خاصة في هذه الأوقات التي بات ينظر فيها إلى العرب والمسلمين على أنهم يشكلون تهديداً»، وقال «لا يهم إن كنت ملحداً واسمك محمد.. فسوف تُعتبر دوماً إرهابياً».
أستاذ القانون في «جامعة ديترويت»، الكوميديان عامر زهر وصف نفسه بأنه «مسيحي مسلم» كونه ولد لأب مسيحي وأم مسلم، معتبراً أن الإسلام بالنسبة هو «ثقافة، تماماً كما أنه إيديولوجيا»، وأن حصر عقائد المسلمين وتنميطها بشكل نهائي سيكون «فهماً معيباً وحصرياً للإيمان».
وأضاف «القرآن يخاطب العرب بلغتهم الأم، وآياته يمكن أن تضرّ بالمسلمين أو تمدهم بالقوة، استناداً إلى فهمهم للنصوص».
وأشار إلى أن هوية الفرد يمكن أن تشتمل على عدة عناصر، وأن لكل فرد «هوية مركبة»، وقال «ليس لدي مشكلة مع هذه المسألة.. فأنا أرحب بالتنوع».
كما اعتبر الحاخام اليهودي جيفري فاليك أن المجتمعات الإسلامية بحاجة إلى خلق مساحة لمناقشة الإصلاح الديني، تماماً «كما حصل مع اليهود الأميركيين خلال العقود الأخيرة». وقال «قد يكون من المؤلم تحدي بعض العادات المذهبية والدينية والسياسية، ولكن ما سيغير وجه بلدنا هو رغبتنا كإنسانيين ومسلمين ومسيحيين وملحدين بأن نكون جزءاً من المشهد الأميركي».
وشدد عضو «مسلمش»، وسام شرف الدين، على أن أفضل طريقة لاستمرار الإسلام هي «الإصلاح» إضافة إلى «تبني بعض القيم الإسلامية والآيات القرآنية التي تخدم الأهداف الكبرى للمجتمع، وإلا.. فإن غياب الحوار سيذكي من التعصب ضد الإسلام».
أضاف «من المهم أن نؤمن بالتنوع الثقافي والحضاري والديني»، مؤكداً على أن المؤتمر «يشكل لحظة تاريخية لمحاولته إحياء حوار عمره قرن من الزمان بين العلمانيين ورجال الدين المسلمين»، وقال «إن فهمنا يتغير بنمو تجاربنا، ولكن لا يمكن القول إننا تخلينا عن المفاصل الأساسية في هويتنا».
Leave a Reply