نتاشا دادو
شارك مسلمو ولاية ميشيغن فـي حملة الاطعام الوطنية بعنوان «احياء إرثهم»، التي اطلقت لتكريم ضحايا مجزرة ١٠ شباط (فبراير) فـي شابل هيل فـي ولاية كارولينا الشمالية والتي أودت بحياة العرب الأميركيين المسلمين ضياء بركات ويُسر أبو صالحة ورزان أبو صالحة، من خلال إطلاق النار عليهم فـي منزلهم بدمٍ بارد على غرار عمليات الاعدام التي تقوم بها العصابات. وألقي القبض على القاتل وهو رجل أبيض يبلغ من العمر ٤٦ عاماً يدعى كريغ هيكس، ووجهت إليه ثلاث تهم قتل من الدرجة الأولى. وقد أصابت الجريمة المروعة الجالية العربية والإسلامية فـي أنحاء أميركا بالحزن الشديد حتى اليوم، مما دعاها للانضمام لأهالي الضحايا الأبرياء فـي مطالبة السلطات المعنية بالتحقيق فـي المجزرة على اعتبار أنها جريمة كراهية.
متطوعون يجمعون التبرعات |
حملة «احياء إرثهم» تطلب من المسلمين الأميركيين الرد على الكراهية باللطف. وقد انتشرت هذه الحملة كانتشار النار فـي الهشيم مما نجم عنها تحضير ٩٠ الف وجبة طعام من خلال ٢٧٥ حملة غذائية فـي ٣٣ ولاية.
فـي ميشيغن، نسقت منظمة «زمان الدولية الخيرية» و«مجلس الجالية الاسلامية فـي ميشيغن» حملة جمع المواد الغذائية المعلبة التي شملت مشاركين من جميع أنحاء الولاية.
وجمعت الجالية المسلمة فـي ولاية ميشيغن أكثر من ٤٠0٠ من المعلبات فـي غضون أسبوعين لحساب بنك طعام منظمة «زمان الدولية»، وفقاً لسمية أحمد، مديرة الاتصالات فـي «مجلس الجالية الاسلامية فـي ميشيغن». وقد تم إحصاء المعلبات آخر مرة يوم ٣١ (آذار) مارس، وزاد هذا الرقم منذ ذلك الحين.
وأضافت أحمد «الآن ربما لدينا حوالي ٥٠0٠ علبة إضافـية من المعلبات الغذائية أو أكثر»
وقد عينت الجالية الإسلامية حتى الآن تسعة أماكن لتجميع الأغذية المعلبة. ويوم الإثنين ١٣ نيسان (أبريل) الماضي، اجتمعت الجالية فـي ديربورن من ضمن برنامج مخصص للعد حيث قامت بعد المعلبات وفرزها وتعبئة الآلاف منها فـي مستوعبات قبل تسليمها إلى منظمة «زمان الدولية».
وقالت مونيكا بومر، مديرة برنامج «إشراك الجالية» فـي «زمان الدولية» ان المنظمة تخدم حوالي ٢٥٠ عائلة محتاجة فـي جنوب شرق ميشيغن، بما فـي ذلك النساء والأطفال المهمشون. وأردفت أيضاً ان معظم الأغذية التي تم جمعها سيتم توزيعها على الأسر فـي حزيران (يونيو) خلال شهر رمضان المبارك.
وكانت آخر مشاركة لضياء بركات فـي الفـيسبوك، صورة له وهو يقوم بإطعام المشردين فـي مدينة دورهام، من ضمن حملة خيرية لإطعام المحتاجين.
«حتى بعد مرور شهر على جريمة القتل، ما زلنا فـي حالة من الحزن على الخسارة المفاجئة المفجعة لعائلتنا، لكن الشيء المشرق الخارج من هذا الغم هو الاستجابة لحملة احياء إرثهم»، كما قال يوسف أبو صالحة، شقيق يُسر ورزان، وأضاف «وعزاؤنا الكبير هو رؤية صورة ضياء وهو يطعِم ٧٥ شخصاً التي بحد ذاتها ألهمت حركة من شأنها إطعام أكثر من ٧٥٠٠٠ نسمة ».
وأكدت فاطمة سلمان، وهي عضو فـي المجلس الاستشاري لمجلس الجالية الاسلامية انه مباشرةً بعد اطلاق النار على الضحايا الأبرياء تداعى ممثلو ٧٠ منظمة من المنظمات الوطنية للقاء معاً والتشاور فـيما يمكن القيام به لتكريم تراث الضحايا.
وقالت «نحن لا نريد محاربة الكراهية بالكراهية، بل نريد تكريم إرثهم. ولأن آخر مشاركة لضياء فـي الفـيسبوك كانت وهو يقوم بإطعام المشردين، فإنَّ حملات الطعام الخيرية هي أفضل وسيلة (لإحياء ذكراه). فـي غضون يومين أو ثلاثة أيام من الحملة التي أطلقت أصبحت مبادرة عامة على المستوى الوطني».
وحتى الآن، تم تسجيل ٢٨٦ من المساجد والجماعات الطلابية فـي ٣٣ ولاية من أجل إقامة حملات مماثلة لجمع المواد الغذائية المعلبة ووضعها فـي المخازن الغذائية المحلية؛ وبعد ثلاثة أسابيع من إطلاق الموقع الإلكتروني FeedTheirLegacy.com، الذي يقيس حجم مساهمة كل ولاية بولايتها فـي الوقت الحقيقي، أفادت الحملات الغذائية على الصعيد الوطني تجميع ٧٥٠٠٠ من المعلبات حتى الآن.
وكل علب التغذية والمال المتبرع به من أرجاء البلاد يعادل ٩٥٠٠٠ وجبة من الوجبات على الأقل، مما يكفـي لإطعام كل المشردين من سكان ولاية كارولينا الشمالية بثمانية أضعاف.
وفـي حين تطالب أسر الضحايا السلطات القضائية بالتحقيق فـي جريمة القتل على أساس أنها نابعة من الكراهية، الا انهم حضوا كل المسلمين الأميركيين بالرد على الكراهية بالمحبة واحياء ذكرى وتراث المرحومين المتلخصة بخدمة المجتمع بدلاً من التركيز على جريمة القتل الوحشيَّة التي تعرضوا لها.
ولرفع مستوى الوعي فـيما يتعلَّق بالحملة الخيرية فـي ميشيغن، استخدم «مجلس الجالية الاسلامية فـي ميشيغن»، وسائل التواصل الاجتماعي وأرسل دفعات كبيرة من البريد الإلكتروني إلى أكثر من ١٥٠٠٠ شخص فـي الولاية.
«لم تقتصر المشاركة فقط على سكان مترو ديترويت فقط» قالت أحمد، وأردفت «بل شملت مشاركة كل الناس فـي جميع أنحاء ميشيغن. كما لم يقتصر الأمر فقط على جمع أعداد من العلب، بل التلاقي معاً والقيام بشيء ما».
وقد توحدت المؤسسات الإسلامية الأميركية معاً بطريقة غير مسبوقة تاريخياً فـي أعقاب المأساة، حسب أحمد وتابعت «قتل الشبان الثلاثة كان حقاً من الأعمال المروعة وقد تداعت القوى الاسلامية فـي ميشيغن معاً لتحويل المأساة إلى شيء إيجابي».
كما حوّّل الموقع الإلكتروني الحملة الخيرية الى تنافس بين الولايات المشاركة وحملات الطعام. وتصدرت ميشيغن رأس لائحة من ٢٠ ولاية ، فـي حين حازت مدينة سينسيناتي على المركز الأول من خلال جمع أكثر من ٣٠٠٠٠ وجبة طعام، فكانت أكبر متبرع لبنك الطعام المحلي، من أي وقت مضى، حتى فـي موسم عيد الميلاد.
«فـي الوقت الذي نحزن فـيه على خسارة ثلاثة من أبناء جيل الشباب المسلمين الأميركيين بطريقة وحشية غير عادية، لكن القرآن الكريم علمنا الرد على الشر بالخير»، كما أشار طارق المسيدي، المنسق الوطني لحملة «احياء تراثهم»، واستطرد «بوجود متطرفـين مثل «داعش» يستحوذون على عناوين الصحف يومياً، نحن نريد أن ترى أميركا بأم عينها أن مسلمين مثل يُسر ورزان وضياء هم الذين يمثلوننا حقاً. لقد غدر بهم جارهم ولكننا سوف نرد عن طريق إطعام جيراننا لأننا بفعلنا هذا، نحيي ونعزز إرثهم الذي يتلخص بخدمة الآخرين».
Leave a Reply