ديترويت – طالب مئات المتظاهرين من حركة «حياة السود مهمة»، الاثنين الماضي، بطرد قائد شرطة المدينة جيمس كريغ، من منصبه بسبب دفاعه عن شرطي قام بقيادة سيارته مسرعاً وسط حشد من المتظاهرين في جنوب غربي المدينة.
ورغم أن الحادثة التي وقعت مساء الأحد الماضي لم تسفر عن إصابات، إلا أن مئات المتظاهرين الغاضبين احتشدوا في اليوم التالي أمام قسم الشرطة (4) على شارع فورت، مطالبين بطرد الشرطي الذي كان يقود السيارة رباعية الدفع، قبل أن تتطور دعوات المتظاهرين إلى المطالبة بطرد قائد الشرطة نفسه.
وكان كريغ قد برر في مؤتمر صحفي عقده قبيل التظاهرة، تصرف ضابط الشرطة، قائلاً بأن عناصر سيارة الدورية المرافقة للتظاهرة، ظنوا أنهم يتعرضون لإطلاق نار وأن المتظاهرين يحاولون فتح أبواب سيارتهم، مما دفع الشرطي السائق إلى الانطلاق مسرعاً وسط المتظاهرين للابتعاد عن الخطر.
ويظهر فيديو تم تداوله بكثافة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومدته 27 ثانية، أنه بينما كان المتظاهرون يتجمعون حول السيارة، انطلق السائق فجأة ليشق طريقه بين المتظاهرين طارحاً العديد منهم أرضاً، وقد قفز أحدهم على غطاء المحرك قبل أن يقع أرضاً بينما طارد آخرون السيارة.
وأشار كريغ إلى أن الحادثة لاتزال قيد التحقيق، لكنه أعرب عن تفهمه لما أقدم عليه الشرطي السائق، لافتاً إلى أن الفيديو المجتزأ لا يظهر أن السيارة تعرضت للاعتداء أولاً، عبر تهشيم زجاجها الخلفي بواسطة لوح مزلاج، مما جعل عناصر الدورية يعتقدون أنهم يتعرضون لإطلاق نار.
وأكد كريغ أن تقارير عدة لدى الشرطة تشير إلى أن عدداً من المتظاهرين كانوا يحملون مطارق، وهو ما نفاه بشدة المتظاهرون الذين احتشدوا أمام قسم الشرطة على شارع فورت، والذين اتهموا كريغ بالكذب وطالبوه بالتنحي.
وكانت عشرات سيارات الشرطة قد تعرضت للتخريب والحرق بمدن متفرقة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة منذ اندلاع الاحتجاجات التي تقودها حركة «حياة السود مهمة» ضد «وحشية الشرطة»، على خلفية مقتل الإفريقي الأميركي جورج فلويد أثناء اعتقاله على يد شرطة مينيابوليس في 25 أيار (مايو) الماضي.
وعلى عكس عشرات المدن الأميركية الأخرى، لم تشهد ديترويت –حتى الآن– أي أعمال شغب أو تخريب، في ظل تعامل الشرطة الحازم مع المحتجين.
ومع استمرار الاحتجاجات اليومية في المدينة، تعالت خلال الأسبوع الماضي الدعوات إلى محاسبة قائد الشرطة ورئيس البلدية مايك داغن، بسبب استخدام القوة مع المتظاهرين خلال الأيام الأولى من المسيرات التي أعقبت مقتل فلويد، حيث لجأ مسؤولو المدينة إلى فرض حظر التجول الليلي والاستعانة بأدوات مكافحة الشغب لفض المتظاهرين عبر استخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والقنابل الصوتية، فضلاً عن اعتقال مئات المحتجين الذين كان معظمهم من الأميركيين البيض من سكان الضواحي، وقد جاء بعضهم من خارج ولاية ميشيغن، بحسب بيانات الشرطة.
Leave a Reply