ديربورن – «صدى الوطن»
تحت عنوان «مسيرة من أجل العدالة»، نظمت مجموعة «مشروع عاشوراء» في مدينة ديربورن للسنة الرابعة على التوالي مسيرة عاشورائية يوم الأحد الماضي، بمناسبة العاشر من شهر محرم وفق التقويم الهجري الذي يوافق الذكرى السنوية لمقتل الإمام الحسين عليه السلام.
وانطلق آلاف المشاركين في المسيرة من أمام ثانوية «فوردسون» حوالي الساعة التاسعة والنصف صباحاً متجهين إلى منتزه «فورد وودز»، وهم يرفعون رايات وأعلاماً متعددة الأوان، ومرددين شعارات تعبر عن الولاء لأهل بيت النبي (ص)، مثل: «لبيك يا حسين»، و«هيهات منا الذلة».
كما حمل متطوعون لافتة كبيرة طبعت عليها عبارات تدين العنصرية ووحشية البوليس الأميركي وإسرائيل و«داعش» والسعودية.
وعند الوصول إلى منتزه «فورد وودز» قام المشاركون بأداء لطميات تمجد شهادة الإمام الحسين وتندد بقاتليه، كما ألقى الشيخ أسامة عبد الغني كلمة تحدث فيها عن الدروس المستفادة من موقعة كربلاء التي قضى فيها حفيد النبي الكريم، وقال: «لقد علمنا الإمام الحسين أن ندافع عن المبادئ والحقيقة بغض النظر عن الأثمان، وعلمنا أن نفعل ذلك بكرامة ودون خوف، ودون أن ترهبنا مخرجات ظاهرة الإسلاموفوبيا».
وأضاف: «إن الإسلام نفسه كان سيواجه نهايته إذا خضعت الأمة لظلم الطغاة من أمثال يزيد»، مؤكداً أن مأساة الحسين ليست مجرد قصة من الماضي، وإنما هي عبرة ورسالة تصلح لكل زمان ومكان. وأكد «لقد علمنا الحسين أن إحقاق العدل لا يكون فقط من خلال إعمار علاقتنا بالله سبحانه وتعالى، وإنما أيضا من خلال اهتمامنا ونصرتنا للمضطهدين والمظلومين في كل مكان، ومن هذا المنطلق فنحن نواجه كل أشكال الطغيان والظلم، مثل «داعش» ووحشية الشرطة الأميركية، ونقف إلى جانب المقهورين في سوريا والعراق واليمن وفلسطين وفي جميع بقاع الأرض».
من جانبه، شجب الشيخ ابراهيم ياسين القمع والظلم المنتشر حول العالم، خاصة ذلك الذي ترعاه بعض الدول مثل السعودية وإسرائيل، إضافة إلى الجماعات التكفيرية، مثل تنظيم «داعش»، مؤكداً أن جميع الأنبياء كانوا ضد الظلم.
وحث ياسين الحكومة الأميركية على إيقاف مد السعودية بالأسلحة والتخلي عن دعم «القتلة».
جدير بالذكر أن البعض من أبناء الجالية العربية كان قد انتقد تنظيم المسيرات العاشورائية، بدعوى أن بعض مظاهرها وتقاليدها، مثل الندبيات واللطميات، قد تسيء لصورة المسلمين في الولايات المتحدة، إضافة الى الخلط بينها وبين «داعش» من قبل الأميركيين غير المطلعين.
وقد التقت «صدى الوطن» بالشيخ ياسين الذي أكد أن «اللطميات ليست مضرة وهي تعبير طبيعي عن الحزن، فمعظم الناس يقومون بشكل آلي بالضرب على صدورهم في الأحزان والملمات». لكن ياسين انتقد التطبير وأكد أن معظم مراجع الشيعة ينتقدون هذا النوع من الممارسات التي تسبب أذى للنفس والجسد. وأكد أن المسيرة كانت ضد «داعش» والطواغيت الآخرين، مشدداً على أن الإمام الحسين قاتل بعض الفرق التي حملت أفكارا ومعتقدات تشبه أفكار ومعتقدات «داعش».
ووصف ياسين المسيرة العاشورائية بأنها تعبير عن السلام والحق والوعي وأنها تخدم أمراً واحداً فقط، هو الإنسانية.
Leave a Reply