ديربورن – علي حرب
بالنسبة لمعظم السباقات في إقتراع يوم الثلاثاء الماضي فإن كسب الجولة في الانتخابات التمهيدية يعني ضمان الفوز في الانتخابات العامة، ومع ذلك بدت مراكز الإقتراع في ديربورن أشبه بفصول دراسية خلال إستراحة الغداء، كان يوما قاتما ممطراً طوال الصباح وبعد الظهر، كما خسر جميع العرب الاميركيين المرشحين لتسمية «الحزب الديمقراطي» بإستثناء واحد فاز بالتزكية. كان متوقعا أن يكون الإقبال منخفضا في أنحاء الولاية وذلك راجع في سبب منه الى أن الترشح لمنصب حاكم الولاية حسم سلفا من الحزبين، المرشح الجمهوري ريك سنايدر والديمقراطي مارك شاور.
في شرق ديربورن بدت مراكز الاقتراع خاوية إلا من بعض الناخبين والمتطوعين الذين أمضوا في تلك المراكز معظم يومهم، فتحت المراكز إبتداء من الساعة السابعة صباحا ووصل عدد المقترعين إلى سبعة في أحد أقلام الإقتراع حتى الساعة العاشرة صباحا، وفي ضوء غياب المقترعين أمضى العاملون في أقلام الإقتراع وقتهم في قراءة الكتب والعبث بهواتفهم الذكية، وفي مدرسة «وودويرث» المتوسطة شوهدت عاملة الانتخابات تضع رأسها على الطاولة وكأنها تغط في سبات بينما الآخرون يتمطعون أو يتثاءبون.
«صدى الوطن» جالت على ستة مراكز للإقتراع ولم تلحظ سوى بضعة مندوبين للحملات – إثنين من مؤيدي وورن أفينز، وعدد من المتطوعين في حملة بيل وايلد، وأحد العاملين في حملة قاضي المحكمة الجزئية 19 مارك سومرز، مع ان إنتخابات القضاة موعدها في تشرين الثاني (نوفمبر).
وخارج مدرسة «وودويرث» كان هناك أحد المؤيدين لـ«أفينز» قال إنه فكر في خلع قميص الحملة والإحتماء من المطر داخل المدرسة حيث أنه ممنوع على المروجين للحملات الانتخابية الإقتراب من مراكز الإقتراع مسافة 100 قدم.
ويمكن تفسير نسبة المشاركة المنخفضة في ديربورن من حقيقة أن التنافس كان محتدما في المدينة في السباق على منصب محافظ مقاطعة «وين»، في حين فاز بالتزكية النائب الحالي جورج ديراني والسيناتور الحالي موريس هود واللذان يمثلان 90 بالمئة من ديربورن في دوائر انتخابية محسومة للديمقراطيين.
في الجانب الديمقراطي للإقتراع كان هناك أيضا مرشح ديمقراطي وحيد في السباق على منصب حاكم الولاية وكذلك الحال على منصب مفوض مقاطعة «وين» بينما لم تواجه المرشحة لعضوية مجلس النواب عن الدائرة 12 دابي دينغل تحديا جديا في الانتخابات التمهيدية من منافسها المحامي من إبسلانتي راي مولينز.
ومع ذلك شهد السباق على عضوية المجلس النيابي في الدائرة 9 والتي تضم أجزاء من ديترويت ومناطق في شمال ديربورن مواجهة بين النائب الحالي هارفي سنتانا ورئيس المجلس التربوي في ديربورن حسين بري، والذي لم يخسر أمام سانتانا فقط وإنما لم يعد بامكانه إعادة الترشح للمجلس التربوي.
وقالت رئيسة المجلس البلدي في ديربورن سوزان دباجة إن هطول الأمطار ربما حال دون خروج الناس للإقتراع وأضافت أن الإقبال على التصويت يكون أعلى في الانتخابات الرئاسية وقالت إنها تأمل بمشاركة أكبر عدد ممكن في جميع الانتخابات وأشادت بمنظمات الجالية التي عملت على حث الناس في المشاركة.
من جانبه وصف رئيس الجمعية اليمنية الاميركية «يابا» علي بلعيد المكلاني إقبال العرب الأميركيين على الإقتراع بالمأساة وقال أثناء لقاء معه في مركز «سالينا» «لا يهم لمن تعطي صوتك، المهم المشاركة وان نكون جزءا من صناعة القرار» مؤكدا ان التصويت يعطي أهمية للجالية وقال المكلاني لـ«صدى الوطن» «حين نبدأ بالتصويت يبدأ السياسيون بالإعتراف بنا، التصويت حق لنا لا يمكننا الجلوس في البيت دون ممارسة هذا الحق» وقال «إن اليمنيين الأميركيين مثلهم مثل بقية الجالية إنقسموا بين مؤيد لفيكانو ومؤيد لأفينز في سباقهما على منصب محافظ المقاطعة. وقال بالنسبة لي المهم فوز الشخص المؤهل ويجب أن يكون إختيارنا مبنيا على الكفاءة وليس العلاقات الشخصية».
لوحظ أن «سالينا» هو المركز الوحيد الذي تواجد فيه مندوبون لأكثر من حملة واحدة حيث كانت هناك فتاتان عربيتان تقومان بتوزيع منشورات لحملة وايلد والى جانبهما شابان يوزعان المنشورات لحملة أفينز. وفي مدرسة «بيكر» الإبتدائية لم يصوت سوى 35 شخصا عقب 7 ساعات من فتح باب الإقتراع، وقال أحد العاملين في المركز بأن لا أحد يريد التصويت خاصة الشباب الصغار، والذين صوتوا اليوم ربما وجوه شاهدناها في مراكز الإقتراع قبل 30 عاما، وأضاف أننا بحاجة لتصويت الشباب وربما يتم الإتجاه مستقبلا الى السماح بالإقتراع بواسطة الهواتف الذكية.
وكالعادة كان الإقبال على مراكز الإقتراع في غرب ديربورن أعلى بكثير مما عليه الحال في شرقها إذ وصل عدد المقترعين في مدرسة ديربورن الثانوية عند الساعة السابعة 395 شخص مقابل 115 بمركزين في مدرسة وليام فورد الابتدائية. وفي مدينة ديربورن هايتس حيث رشح رشيد بيضون نفسه لعضوية المجلس النيابي عن الدائرة 11 كان إقبال العرب الأميركيين هناك أعلى منه في ديربورن، وكان مركز الإقتراع في «كانفيلد سنتر» الأكثر إزدحاما ومعظم المقترعين فيه كانوا من أبناء الجالية المؤيدين لبيضون الذي وبرغم خسارته أمام جولي بلاويكي إلا إنه جمع أعلى الأصوات في ديربورن هايتس، وكان سبب خسارته أنه فشل في إستقطاب أصوات الناخبين في أجزاء أخرى من الدائرة والتي تضم ليفونيا، غاردن سيتي، انكستر وويستلاند.
Leave a Reply